جثامين الشهداء:
يوم بعد يوم، ترتفع وتيرة الغضب الجماهيري ويتحول الى السخط، فهناك اكثر من اربعين شهيدا تحتجز (اسرائيل) جثامينهم الطاهرة، تحت ادعاءات واهمية ومنها أن تشييع هؤلاء الشهداء يزيد من مستوى "العنف"، وحين تخرج والدة الشهيد خالد جوابرة لتحمله جثمانه على أكتافها وتفتخر به قائلة أن ابنها خالد انتفض من أجل عرض أخواته وشرف الأمة، وهو ابن الوطن ، بالتالي تصبح المعادلة القادمة في وجه الاحتلال أكثر صعوبة، وفي المقابل أيضا هناك تنامي للرفض الداخلي الاسرائيلي على الحكومة السياسية التي يتزعمها نتنياهو وذلك لفقدانهم الأمن.
الفرصة الأخيرة:
الفرصة الأخيرة أمام المجتمع الدولي والاحتلال الاسرائيلي تحدث عنها الرئيس محمود عباس في قمة المناخ بباريس حيث قال وبوضوح : إن شعبنا لن يقبل الوضع الحالي أو العيش في ظل الاحتلال والاستيطان، ولا يوجد كثير من الوقت لإضاعته، وتكاد تكون الفرصة الأخيرة المتبقية لحل الدولتين".
براءة المجرمين:
براءة من تهمة الإجرام والقتل الاسرائيلي لأبناء شعبنا دائما جاهزة في أدراج المحاكم الاسرائيلية وعنوانها المجرم يعاني من "اضطرابات عقلية"، وبهذه العقلية والعنجهية والغطرسة برأ الاحتلال يوسف حاييم بن دافيد (29 عاما) الذي مثَّل بشاعة الأجرام في قتله للطفل محمد أبوخضير، وفي نفس الوقت فإن عصابات المستوطنين وجيش الاحتلال الاسرائيلي يمارسون الإعدام اليومي ضد أطفالنا وشبابنا في الضفة الغربية تحت مبررات واهية، وبالتالي فإن كل هذه تثبت استمرار حكومة الاحتلال في تبرئة القتلة من الاسرائيليين واستمرار عمليات القتل والاعدامات الميدانية للفلسطينيين، وبهذا تقضي على الفرصة الأخيرة للمسارات السياسية.
في القدس حكايات لا يقدر بثمن:
قبل أن تسرق وتحتل القدس وقبل أن تحوَّل الى ثكنة عسكرية وقبل أن يدنس المسجد الأقصى، كانت هناك بيوت حجرية جميلة، تبث فيك الفرح والانشراح، وكانت المدينة المقدسة آمنة هادئة وادعة، وفيها تتجسد كل منعطفات التاريخ ولا تملُّ من أحاديث أهلها، في القدس حجارة مشى فوقها المسيح عيسى عليه السلام، ومساجد حوَّلها الاحتلال الصليبي "الفرنجة" الى اصطبلات للخيل ومكان للنفايات، وفيها آثار صلاح الدين وعمر بن الخطاب، وفيها الصخرة حيث الإسراء والمعراج لرسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وفيها البراق حيث ربط الرسول محمد صلى الله عليه وسلم دابة البراق، في المدينة كل شيء يأخذك الى كل شيء، مهبط الرسالات السماوية أصحبت مهبطا لجرائم الاحتلال، إعدامات في الشوارع ، وتحولت زرقة السماء الى حزن عميق، وتحولت اللوحات الثمينة الى خوذات عسكرية تجوب بين البيوت العتيقة، في القدس حكايات لا تقدر بثمن، وتاريخ لا يمكن تزييفه، وأرضا لنا وليست لغيرنا وستعود.
ومضة : لو عالج الطبيب جميع المرضى بنفس الدواء لمات معظمهم ، فلا تعامل جميع الناس بأسلوب واحد ....!!
بقلم/ د. مازن صافي