نميمة البلد: الاراضي والضرائب في غزة ... وعيد الميلاد ... والسكاكين

بقلم: جهاد حرب

(1)   حماس: توزيع الاراضي وفرض الضرائب

اعلان زياد الظاظا نائب رئيس الحكومة السابق في قطاع غزة، أو المفوض بأمرها في ادارة الحكم في القطاع حاليا، توزيع الاراضي الحكومية "أراضي الدولة" على موظفي حكومة حماس في قطاع غزة وإجراء مقاصة لديونهم في الكهرباء والماء، وكذلك "شرعنة"موافقة كتلة حماس البرلمانية لهذا الامر، يشير بوضوح أن حركة حماس لم تتخلَ عن الحكم في القطاع. وتبرز الحكام الاداري "حكومة الظل" لها في القطاع ليس فقط في تبعية الموظفين ادارة الحكم المدني والأمني بل أيضا في محاولة للقفز عن احكام القانون لتجاوز الاشكاليات التي تقابلها في ادارة الحكم. و هي بذلك "حركة حماس" أعطت ما لا تملك على غرار بلفور كل مائة عام ونيف بأرض فلسطين

مع الادراك لمشكلة الرواتب "لموظفي قطاع غزة" إلا ان حل هذه المشكلة من غير المعقول ان يدفع ثمنها المواطنون من خلال فرض الضرائب أو الاستيلاء على اراضي الدولة التي تعد ذخرا استراتيجيا للدولة لصغر حجم الدولة جغرافيا ولاستثمارها في خدمة المجتمع، وهي "حكومة الظل" بذلك تزيد من هوة الانقسام. ناهيك أن هذه الفعلة قد تحل ازمة لحركة حماس الحاكمة في قطاع غزة إلا أنها هذه الفعلة لن تحل أزمة الموظفين الذين يحتاجون الى مبالغ نقدية تساندهم وتساعدهم في توفير العيش الكريم لهم ولعائلاتهم، الا إذا كان هناك ما وراء الأكمة بإحكام امتلاك قيادة حركة حماس وشركاتها لأراضي القطاع لاستثمارها مستقبلا كعائد مادي لها ولهم.

 

(2)   خطأ الغاء الاحتفالات بأعياد الميلاد

اعلان جهات فلسطينية اختصار احتفالات عيد الميلاد على الشعائر الدينية هو بشكل مباشر الغاء للفرح الذي يكتسي فلسطين في نهاية كل عام ميلادي وبدايته، وهي مناسبة لا ينتظرها المسيحيون فقط في البلاد بل جميع الفلسطينيين وجميع من ترنو ابصارهم الى فلسطين.

الاحتفال باعياد الميلاد هي مناسبة لتذكير العالم بحب الفلسطينيين للحياة والأمل والفرح والاحتفال بميلاد المسيح نبي الله الفلسطيني وليس فقط حبهم للتضحية ومقارعة المحتلين. وبكل تأكيد لا يتناقض الفرح مع التضحية فكلاهما، وإن بطريقة مختلفة، يسعيان لسعادة الفلسطينيين.

فالحياة الفلسطينية هي خطوات متوازية أو تسير معا بفرحها وحزنها، وهي ليست كالسياسة الفلسطينية خطواتها متتابعة فالمفاوضات تلغي الكفاح والمقاومة والنضال والعكس بالعكس. فليكن صباح يومنا تعليم وعمل وظهر يومنا وعصره مقاومة وانتفاضة ونضال واحتجاج في وجه الاحتلال، ومساء يومنا احتفالا وفرحة بأعياد الميلاد وتوسيع الفرح، فالفرح ايضا مقاومة.

 

(3)   انتفاضة السكاكين ... الاختلاف ابداع

النقاش الجاري في الاعلام حول استخدام السكاكين في الانتفاضة أو انتفاضة السكاكين هو نقاش ايجابي باختلاف التوجهات، تأييدا ومعارضة، لهذا الاسلوب أو الاداة أو الثمن المدفوع وهي جميعها تفاعل فكري محمود في اطار الاتفاق المجتمعي لأشكال النضال الوطني.

توسيع مساحة النقاش أمر مطلوب بل ضروري لتطوير ادوات عملنا ووسائل لنضالنا، كما أن النقاش حول قيام صغار العمر بعمليات فردية بطعن الجنود على الحواجز أو المشاركة في المظاهرات أو غيرها من اشكال المقاومة يحتاج الى سعة صدر وعقل مفتوح لفهم وتفهم الاطراف المختلفة لبعضها البعض دون الانتقاص من وجاهة أفكار ومواقف الكتاب والإعلاميين على اختلافهم. وفي ظني أن مساحة النقاش هي أيضا ممارسة ديمقراطية في إنتاج وتوجيه الرأي العام في الوقت الذي توقفت بها الديمقراطية ذاتها في بلادنا.

جهاد حرب

--
Jehad Harb
Researcher in governance & policy issues