كالعادة ما ان يبزع نور من التفاؤل لغد افضل تحل فيه معضلات قائمة تواجه فتح والحركة الوطنية الا وتجد من يقوم بتعتيم الموقف او اثارة انواع مختلفة من التشاؤم او وضع العصا في الدواليب ، وكانهم يريدوا ان يوقفوا عجلة الزمن واستحقاقات يمليها الظرف والتجربة والحالة الوطنية التي اصبحت تدرك ان الانقسام في حركة فتح واستحواذ فئة معينة على القرار ونهج قائم بعينه قد فرض تداعياته على الحالة الوطنية برمتها بل على حياة الشارع الفلسطيني وفي كل مناحي حياته سواء داخل الوطن المحتل او خارجه.
بعد ان علت اصوات تمثل كل الطيف الفتحاوي والوطني تطالب بانجاز ملف رأب الصدع الداخلي في حركة فتح ومؤيدة وداعمة الجهود التي يقوم بها الرئيس السيسي والمؤسسة المصرية لانجاز نقطة البدء في المصالحة بين قامتين حركيتين الرئيس عباس وعضو المركزية محمد دحلان لينتهي للابد الانقسام الافقي والعمودي في الحركة ، شهد هذا التحرك اوجه مختلفة من ترحيل ملف الزمن او المماطلة او تحت مبرر ايجاد مخرجات لهذه المصالحة ، كلها تبريرات وتعليلات لا تمتلك نوع من الرجاحة وفهم للحالة الحركية والوطنية .
وبرغم ان هناك اصوات ناعقة كانت تنفي وجود لمثل هذا التحرك على مستوى الاعلام وما صاحبها من تعبيرات ومصطلحات بالقيم الحركية والوطنية يجب الا تكون ، الا ان المؤكد ان هناك انشطة ولقاءات تمت في القاهرة ووعود من الرئيس بحل تلك الاشكالية ، ترجمت هذه اللقاءات بالوفود القادمة لمصر من روحي فتوح وعزام الاحمد والهباش والتي لم تعلن عن جوهر مهمتها الاصلي وتغلفت بغلاف حل مشكلة معبر رفح ...!! وما زالت هناك مطالبة مصرية ومن خلال مباديء حددها الرئيس السيسي والمؤسسة المصرية : بان وحدة فتح ضرورة لمعالجة كافة الملفات ببعدها الذاتي والاقليمي وهي المدخل لحل كل الازمات سواء على صعيد معبر رفح او الوحدة الوطنية بين القوى الوطنيةوالاسلامية او ازمة الشرعيات الرئاسية والبرلمانية او على صعيد منظمة التحرير ودوائرها التشريعية والتنفيذية .
ملفات كبيرة وبهذا الحجم بوابتها وحدة فتح وانجاز المصالحة التي ما زال من بيده القرار المؤثر يتباطأ ويقوم بالترحيل ، هذا الوقت المهدور يستفيد منه اعداء المصالحة وبالتاكيد في المقدمة الاحتلال الذي يرى في وحدة فتح خطرا مؤكدا على كل مشاريعه وبرامجه ولان فتح وبتجربتها هي القادرة بالفهم الكامل لان تتصدى للاحتلال على المستوى الرسمي والشعبي ، وهي القادرة على لعب دورا اساسيا في صناعة الموقف الاقليمي وسياساته الخاصة بالقضية الفلسطينية .
القاعدة العريضة في فتح وعلى رأسها محمد دحلان وقيادات فتحاوية سواء في غزة او الضفة او الساحات الخارجية قالت كلمتها وما زالت تكررها انها مع المصالحة ووحدة فتح وبدون شروط رغم ما الم بتلك القيادات من ظلم وافتراء وتجني واهمال واقصاء لتبقى الكرة في ملعب الرئيس عباس الذي يجب ان يعمل لصناعة التاريخ لحركة فتح متجاوزا مواقف الناعقين واصحاب المصالح في الوضع القائم .
ما زال الوقت لم ينفذ وما زال الامل والتفاؤل لم يغادر الكل الحركي والقاعدة الفتحاوية والوطنية ، فاذا كان التباطؤ والتعتيم على هذا الملف للتغلب على صعاب يواجهها الرئيس مع حلفاء له ويعملون ليلا نهارا للحفاظ على مكتسباتهم ، فان للانتظار واقع من الامل والتفاؤل ولكن نريد ان نؤكد ان قوة الرئيس تاتي بالمصارحة والرجوع للقاعدة الفتحاوية والشعب الفلسطيني لفضح من يقفوا امام رأب الصدع ، واما اذا كان التعتيم هو غاية وتذويب الزمن في عجلة اليأس والتحضير لسيناريوهات حركية ووطنية بدون اشراك الكل الحركي كفاءات ومناطقية جغرافية عادالة تعبر عن وحدة ابناء الحركة وديمومتها في كل مكان ، فان ذلك يصبح وضع كارثي يهدد ما تبقى من المشروع الوطني ويهدد وحدة بقايا الوطن ، وهو يعني التمترس في واقع فاشل اثبت فشله على المستوى الشعبي والوطني .
ابناء فتح والشعب الفلسطيني كله يحتاج للمصارحة اكثر فاكثر في هذا الملف المهم والتعتيم يساهم في تحطيم الحالة المعنوية او ما تبقى منها ، وبالشكل القصير فل نقف جميعا امام تضحيات شباب فلسطين الذين قاموا وعلى عاتقهم وبصدورهم العارية "" بصرخة القدس ، بعمليات تمثل في حد ذاتها ابداع نضالي بالسكين والدهس مقبلين بالشهادة الحتمية وليس مدبرين ، وهذا يكفي لان تقيم قيادة فتح والحركة الوطنية هذه الظاهرة العظيمة التي خرجت ببريق من النور في وقت ظلام الفشل والانقسام والمشاحنات والاتهامات فالشعب يريد منا الكثير والقدس وفلسطين ايضا ، ولنتذكر في هذه الايام عنفوان الانتفاضة الاولى في 71287م التي وحدت الكل الفلسطيني وكانت رافعة انقاذية لمنظمة التحرير والفصائل الوطنية من مأزق كان محتما من تداعيات خروج الثورة من بيروت وفقدان منظمة التحرير اوراقها المؤثرة ، تاريخ يكتب يتجد بهولاء الشباب والفتية والحرائر في القدس والخليل وبيت لحم ورام الله والمخيمات والشمال الفلسطيني المحتل ، فل تكون القيادة الفتحاوية في مستوى المسؤلية لتعلن الان وليس غدا انجازا تاريخيا لمصالحة فتحاوية تلتزم بالنظام الاساسي والادبيات وعلى طريق انجاز ملف الوحدة الوطنية .
بقلم/ سميح خلف