قصة قصيرة بعنوان : وما أكثر الذين يلحنون اليوم من أجل النجاة ..!!

بقلم: حامد أبوعمرة

طلب منه احد أقربائه ذات يوم ٍ..أن يصيغ له حجة مزركشة ، ومنمقة بخصوص مشكلة بينه ،وبين جاره لتقديمها لإحدى اللجان المختصة بالصلح ،وحل النزاعات ، ،وحتى يتسنى للجنة التحكيم ،وما أن امسك بالقلم ،وإلا بدأت الكلمات ،والحروف تنساب في بادئ الأمر كما مياه النهر.. عبر سطور ٍ ورقية .. لكن كثيرا ما كانت هناك أداة شيطانية مخفاة،تحاول بكل خبث أن تخرجه في التعبير، عن أجواء الواقع أو الحقيقة.. حتى بدت الفكرة، وكأنها وهمٌ كبيرٌ أو خيال ..صحيح انه يمتلك قدرة فائقة على الإقناع ،والتأثير في عقول الآخرين ..لكنه لم يستغل ذلك أبدا ، كما بعض القضاة في بلاد العرب أوطاني أولئك الذين ،لا يحكمون بالعدل ،ولا ما أمر الله به فيبيعون دينهم كله بعرض ٍ من الدنيا، فيقلبون الحق باطلا ،والباطل حقا..ولم يكن كذلك كبعض ِالمحاميين الذين يترافعون في قضايا فاشلة ،المفروض فيها محاسبة الجاني ،لكنهم يستغلون مهاراتهم في النصب ،والمكر وتزوير الحقائق واللعب على بنود القانون ،عبر ثغرات غوغائية مقابل مبلغا من المال فالمهم الكسب فقط.. مشروع أو غير مشروع، فهذا أمرٌ لا يعنيه ..حلالٌ أم حرامٌ.. كذلك لا يكترث بذلك كثيرا ..لم يكن هو مثل أولئك القوم بل .. كلما انحرف القلم عن محور القضية التي استوعبها جيدا ..يرجع من جديد فيصحح خط سيره كما قبطان السفينة الذي يعتمد على البوصلة في تحديد خط سيره في عرض البحر ،كان كلما بالغ في الوصف ..تذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم والذي جاء عن ابن عمر حيث قال : اختصم رجلان إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : " إنما أنا بشر إنما أنا أقضي بينكم بما أسمع منكم ، ولعل أحدكم أن يكون ألحن بحجته من أخيه فمن قضيت له من حق أخيه شيئا ، فإنما أقطع له قطعة من النار " ..وبعدما أفرغ من كتابته تنهد وقال ،في قرارة نفسه الحمد لله أني لست قاضيا أو مسئولا عن قضايا البشر ..!!

بقلم /حامد أبو عمرة