من جديد تعود ازمة معبر رفح للصدارة من بين غيرها من الازمات ،, بينما تلوح بالأفق مقترحات اقليمية جديدة لحل الازمة ، في سبيل التخفيف من معاناة سكان قطاع غزة , و تسهيل سبل التنقل من و الى القطاع ، الذي يعاني حصار خانق منذ عدة سنوات ، بعد سيطرة حماس على القطاع ، و توليها زمام الامور في جميع مناحي الحياة ، بما في ذلك استلام مسؤولية العمل في معبر رفح ، و من ثم تفاقم الازمة بشكل كبير ، عندما توترت العلاقة ما بين مصر و حركة حماس ، التي جاءت في سياق علاقة حركة حماس مع جماعة الاخوان المسلمين في مصر ، ترتب على ذلك اشتراط مصر ان تستلم السلطة الوطنية العمل في المعبر حتى تتولى مسؤولية تنقل المواطنين ، فهي ترفض ان تسيطر حماس على المعبر تحت مسمى المس بالسيادة المصرية ، و ايضا علاقة ذلك بالحملة المصرية ضد الارهاب في سيناء ، من جانب اخر ترفض حماس رفضا قاطعا تسليم المعبر الى السلطة بدون ان يكون هناك نوع من المشاركة من قبلها ، و تخضع الامر ايضا الى ازمة موظفي غزة ، بذريعة ان لهم الحق في البقاء كقوى امنية من واجبها القيام بمهامها في اماكن تواجدهم سواء في المعبر او أي من الوزارات و الجهات الحكومية .
و بين الحين و الاخر تخرج تصريحات من حركة حماس ، تدعو الى استلام السلطة لمعبر رفح تحت شرط الشراكة و المناصفة ، كشرط رئيسي للنظر في أي مقترح لانهاء هذه الازمة ، و مؤخرا كان هناك مقترحا مصريا بتسلم شركة امنية خاصة لشؤون المعبر، و قدمت حركة فتح ترحيبا ايجابيا بهذا العرض الذي يضمن وضع نهاية لمعاناة سكان قطاع غزة ، و من شأنه ان يخفف بحد كبير الحصار المفروض على القطاع ، لكن حركة حماس عارضت المقترح و بقوة بذريعة حماية المقاومة ، و جملة من المبررات الواهية التي لا تخدم أي مصلحة وطنية ، و تزيد حياة المواطنين تعقيدا و بؤسا .
ان مواقف حماس في الاونة الاخيرة ، و بما في ذلك مشروع توزيع الاراضي على موظفي غزة , لا تصب في مصلحتها ابدا ، ولا يزيد من رصيدها الجماهيري شيئا ، بل على العكس ، ان نقمة المواطن الغزي على الوضع المعيشي المتدهور الذي تفرضه حماس بقوانينها و تعنتها و احتكارها القطاع بكل مناحي الحياة فيه ، تزيد من سخط الشعب عليها ، رافضا ان يعيش تحت رحمة المناكفات الحزبية ، وانه لابد من ان يطالب بحقوقه بالعيش بكرامة ، وان يضمن التنقل الحر بدون قيود و لا معوقات تفرض عليه ، و لعل حملة سلموا المعبر الاخيرة ، نموذجا من قبل شريحة واسعة من سكان غزة ، طالبت حركة حماس بضرورة الموافقة على تسليم المعبر للسلطة او التجاوب مع أي مقترح يهدف للتخفيف من معاناة سكان قطاع غزة ، الذين سئموا موقف حماس المعتاد ، الذي يبرز تعنتا واضحا ، ازاء أي مبادرة وطنية للتخفيف من معاناة شعبنا ..
بفلم/ وئام ابو هولي
