المصالحة وفتح والخيارات المؤجلة

بقلم: سميح خلف

ذكر لي صديق وهو في موقع مرموق نضاليا "" بدك ترجع فتح ثورية ..!!"" اذا انت مصر الى اعادة فتح لثوريتها اوصيك بقراءة رجوع الشيخ الى صباه ولان قيادة فتح لن تسمح ابدا بتداول القيادة بين الاجيال (مش معقول يتبهدلوا في اخر العمر وهم يدوروا على فواتير و تدابيج تبرر الملايين التي قبل انها انفقت و يدوروا على تخاريج قانونية لكل الانتهاكات و الموبقات التي اقترفوها) .. وبعد ما تنجح في تطبيق وصفات رجوع الشيخ الى صباه يمكن تندم لان الشايب بعدما تمدد في عمره بدوا يدور على متعة اخر العمر لانه على جهنم رايح لا محالة فلا معنى من العمل المجدي و الخير .. !!

وقفت على كلامة لحظات لآجد بين محطات اليأس التي عبرت عنها ابجدياته اجابة ،وموضحا بأن فتح ما زالت حركة تحرر ولم تخلع ثوبها وادبياتها المصانة عند ابنائها وتجربتها وان تخلت القيادة عنها ومارست الاجحاف بحق تلك الادبيات ومارست الاقصاء والابعاد والازهاق لكل من ينادي بالانضباطيات والالتزام لاخلاقياتها النضالية ، ففتح حركة وحركة الشعوب مستمرة في اطراد مع الزمن ، وهي ليست حزب له ايديولوجية محددة قد تصاب اطره بالبيروقراطية والتعفن ، ولذلك مقولة عودة الشيخ الى صباه مقوله خاطئة في تلك الوضعية ، فما تشهده فتح كحركة من حراك داخلي منذ التحول في اوائل السبعينات وتجيش قوات العاصفة الى النقاط العشر والصراعات الداخلية والانشقاقات ما هي الا حراك داخلي كان في مواجه الفساد والخروج عن الادبيات ، الى الحراك الذي يجري الان في داخلها بعد فشل اوسلو والمفاوضات والتنسيق الامني الذي لم يعد باي فائدة على القضية وسلوكيات الفساد وممارسة الازهاق والاقصاء والتشويه من قبل فئة ضد الاصلاحيين في الحركة ، نهج ليس جديدا بل متواصلا في حركة فتح ، في شهر 2011م كانت نقطة الانطلاق الجديدة التي تم فيها اقصاء عضو المركزية محمد دحلان وهو الشاب الذي يحمل معه فكرة ان تمارس الاجيال دورها في الحركة ليلحق بقرار الفصل عدة قرارات لمجموعة من القيادات وقرارات اقصائية مناطقية جغرافية .

ما زالت الانظار والعقول على المستوى الشعبي والوطني والحركي تنظر للدور المصري لابرام المصالحة باهتمام كمطلب فتحاوي وضرورة المرحلة على المستوى التكتيكي والاستراتيجي ولمعطيات وتحديات مفروضة على الذات من قبل الاحتلال وضرورة اقليمية للوحدة الوطنية الفلسطينية التي قد تحدد مسار العمل الاقليمي تجاه القضية الفلسطينية .

عدة اسابيع ما زال الجميع ينتظر نتائج تلك الجهود المصرية التي يبدو انها تعثرت امام نرجسيات ومصالح في تركيبة القيادة الحركية ، وما زال الرهان على نجاح تلك المصالحة مع ارق لعدم نجاحها ولان كان ما تحتاجه المصالحة الداخلية من زمن اقل بكثير من الوقت والجمود الحالي ... ولكن محطات الانتظار لابد لها نهاية امام تلاعب البعض بمصير حركة وتجربة فلسطينية يجب على الجميع ان يرفعوا شراع الوحدة لكي تسير سفينة فتح للامام .

نامل ان نرى نتائج واضحة لتلك المصالحة ما قبل انعقاد المؤتمر الحركي السابع .... ان عقد...!! فالضرورة ملحة ولا يرتكب من عطل المصالحة خطأ تاريخي بل جريمة ترتكب بحق حركة ووطن وحركة تحرر .

كثير من الاقاويل بدأت تخرج على السطح وما نشره مؤقتا موقع الخليج اون لاين سواء صدق الخبر او بالون يفرقع للفت الانظار عن استحقاقات يجب ان يدفعها الرئيس ومن معه في اتجاه المصالحة وهي حول نية دحلان واخوة اخرين في التنفيذية والمركزية تشكيل حزب تحت مسمى "الاستقلال" وهنا اعتقد ان محمد دحلان هو اشد حرصا على فتح وتجربتها ووحدتها وهي التي تلتزم بها القاعدة العريضة من كل الفتحاويين وفي مقدمتهم الاصلاحيين وترجمة هذه المواقف ما التزم به الاخ محمد دحلان في كل منشوراته ولقاءاته على الفضائيات وعملية التهدئة التي اصبحت كلغة لكل مناصريه واخوته في فتح .

بالتاكيد ام مصر والاردن والامارات تدعم كل الجهود لرأب الصدع في فتح والتي قوبلت من محمد دحلان ولاخوة بمنتهى المرونة والتسامح ..... وما زال الجميع يصر على وحدة فتح وبرنامجها وتطوير ادائها وقيااداتها لتناسب المرحلة ومقتضياتها .... ولكن اعتقد غير المطلوب ان يصطدم التيار الاصلاحي الديموقراطي بحائط مسدود وبعدم التزام وقدرة الاخرين ان يتنازلوا عن اهوائهم ورغباتهم ومصالحهم ، فالرمال متحركة والاحتلال لم يقف عن رغباته في الاستيلاء على الارض والقدس وتدمير اي ايقونة سياسية ووطنية مما يحتم البحث في خيارات اخرى لتنطلق السفينة الفلسطينية وتبحر في الاصلاح الداخلي على المستوى السياسي والوطني والثقافي والاجتماعي التي تتجه لتكريس الوحدة الوطنية بين كل القوى والفصائل في الساحة الفلسطينية.

عندئذ سيفهم الجميع من هو الذي عطل المصالحة ودمر الحركة الوطنية الفلسطينية سواء على المستوى الذاتي والشعبي او على المستوى الاقليمي ومن هم يكرسون الانقسام الوطني والحركي ايضا ... وهنا يجب ان توضع الخيرات الاخرى على الطاولة فليس هناك ما هو منزل من عند رب العالمين بل كل ماهو وضعي قابل للتغيير والتبديل اذا كان هناك في ذلك مصلحة وطنية ومصلحة الشعب .

بقلم/ سميح خلف