ثمة مواقف ضرورية يجب ان تتخذها القيادة الحركية والرئيس قبل انعقاد المؤتمر ، تلك المواقف التي يجب ان تتخذ في مطبخ اللجنة التحضيرية للمؤتمر ، فالجميع ينتظر ينتظر ان ينعقد المؤتمر في ظروف ايجابية لاسيما ان هناك الكثير من الملفات والقضايا على المستوى الحركي وبرنامجها السياسي وما يتعلق بالصراع مع الاحتلال وملفات المصالحة الوحدة الوطنية ، فمن الضروري ان تدخل فتح لمؤتمرها موحدة وبخطوط واضحة وعريضة وبدون لف او دوران او تهدئة على خبث وموازين غير عادلة تعمل ليلا نهارا من خلال اللجان المشرفة على المؤتمرات في المناطق والاقاليم وخاصة في قطاع غزة او الانتقاء من الاسماء في المؤسسة العسكرية لصالح هذا الطرف او ذاك لضمان حسم نتائج الانتخابات الداخلية لصالح نهج اصبح معروفا بل معروفا منذ زمن.
وعن مصدر موثوق ومقرب من النائب وعضو المركزية دحلان وما نشره موقع امد بان هناك توجه بحضور مقربين من عضو المركزية دحلان "" تم الاتصال بهم بحذر شديد"" على حد الوصف لحضور المؤتمر ولهم حق الترشح وهو كما وصفه الخبر والوسيط الناقل "" لهم حق الترشح"" وفي سياق الخبر تعمل اللجنة التحضيرية بالاتصال "" بقيادات عسكرية "" مضمونة الولاء للرئيس "".
اعتقد ان اثارة مثل تلك السيناريوهات للمصالحة هو التفاف واجهاذ للمبادرة المصرية ومبادرة الرئيس السيسي والدور الضاغط من المخابرات المصرية لابرام مصالحة ناضجة وواعية لحتمية ابرامها حسب الاصول والشجاعة الادبية والوطنية والحركية ، فالمصالحة بين قطبي حركة فتح في وجه نظري يجب ان تنجز ما قبل انعقاد المؤتمر على مستوى القمة وعلى مستوى القاعدة وكيفية ادارة الانتخابات في المناطق والاقاليم والمكاتب الحركية للمنظمات الشعبية ووقف عمليات الشحن والتعبئة والاتهامات والتشويش والافتراءات والكذب وما غير ذلك من سلوكيات بنيت على باطل ادت الى الانقسام العمودي والافقي في حركة فتح.
اذا لم تعد اللجنة التحضيرية اسماء الحضور للمؤتمر من قيادات وكوادر بناء على عدالة في التاريخ الحركي والكفاءة والجغرافيا وياخذ كل مستحق حقه في حضور المؤتمر ، فان ذلك يعني اننا حسب المثل المصري "" طلعنا من نقرة ووقعنا في دحديرة "" مما سيفرز استمرارية لنهج فشل في ادارة الواقع الحركي وفشل في ادارة الملف الوطني . ومزيدا من الانفلاشات والدكتاتوريات ، فاما ان يكون المؤتمر رافعة حقيقية للحركة واما ان يكون وبال على حركة فتح ووحدتها ومصيرها .
ذكر موقع امد ايضا ان المؤتمر سينعقد في خلال الاربع شهور الاولى من عام 2016م مالم تحدث مفاجأت..؟؟ وذكرت شبكة نبأ نقلا عن الدكتور عبد الله عبد الله رئيس اللجنة السياسية في المجلس التشريعي بان مكان المؤتمر وتاريخه حددته اللجنة التحضيرة في منتصف يناير في المقاطعة، ويعني ذلك اذا حدث ظرف عرضي فان المصالحة تبقى معطلة ..!! وهو المتوقع ، فنية انعقاد المؤتمر تؤجل منذ عامين ، واعتقد ان انعقاد المؤتمر لا تتحكم فيه الظروف الذاتية فقط بل الظرف والرؤية الاقليمية والدولية بما فيها جانب الاحتلال .
اذا في هذه الحالة ما هو مصير المصالحة الفتحاوية .. التي قد تأخذ مسارات من المماطلة والتهدئة والتسويف على غرار المصالحة بين قيادة فتح وقيادة حماس وهو نموذج وتجربة قد يتبناها المعارضين للمصالحة بين الفتحاوية ، واثارة بعض الفتن التي تعرقل اي ابرام لتلك المصالحة.
نعتقد ان الظرف ملح وعدم المماطلة والترحيل للمبادرة المصرية وبشكل علني هو الموقف الناضج لابرام المصالحة فليس هناك بين الطرفين من هو صاحب منزل ومن هو متسلل فالقيادات والكوادر بما فيها محمد دحلان هم اعضاء اصيلين في حركة فتح وهم بحكم الادبيات والنظام هم ضمن التطور الموضوعي والتاريخي للحركة الوطنية الفلسطينية ، فلا يحتاج الامر للمراوغة والاتصالات السرية والحذر الشديد كما جاء في الخبر ...!!!
ما زلنا نأمل ان يدرك الجميع ومن الاهمية عدم التلاعب في مصير وواقع حركة تحتاج اليوم قبل غدا الى وحدتها ومشاركة الجميع في احياء برنامجها النضالي الاصيل وعلى قاعدة النظام والتجربة ، فالكل الوطني ينتظر تلك المصالحة وتنتظر الجديد في هذا الملف ، واعتقد اننا نحتاج من الرئيس عباس موقفا واضحا وصريحا ومن خلال عدة قرارات يكون لهاانعكاساتها على الارض وفي الشارع الحركي والوطني ،.
اعتقد ايضا ان مسارات التاريخ لن تتوقف والتجربة يجب ان تمضي للامام بحكم عجلة التاريخ ومن يريد ان يؤخرها فهو وضع منافي لتلك الحركة ويجب ان تكون موأمة الاجيال وانسجامها وتوافقها هو طريقنا لاستمرارية العطاء في التجربة الوطنية التي هدفها الاساسي ان ينال الشعب الفلسطيني تحقيق دولته وحريته وكرامته على ارضه.
سميح خلف