يبدو ان نهجا مازال يرفض الطرح الجامع لايقونة فلسطينية مشتتة منقسمة حيث اصبح المناخ العام والواقع غير مقبولا اطلاقا والسكوت عليه جريمة وخيانة، الواقع المأزوم المتأزم للحركة الوطنية الفلسطينية ، وما بادر الشباب الفلسطيني في صرخة القدس بسلاح من ابسط الاسلحة لمقاومة الاحتلال وما يمتلك هؤلاء الشباب من اسلحة تكاد تكون الارادة والعزم والايمان بعدالة قضيتهم هي الموجه الحقيقي لارهاصات عمل وطني يخرج الايقونة الفلسطينية من مستنقع الانقسام والتشرذم والخروج من اخفاقات وفشل مارسته القيادة على مدار اكثر من عقدين من الزمن، كانت حركة الشباب بانتفاضة الشباب بصرخة القدس هي فاتحة الامل للخروج من المأزق بعد ان ادرات امريكا ظهرها لما يسمى عملية السلام بل وقوف امريكا مع اسرائيل في كل الاحوال والازمنة والاحداث.
بالادراك الامريكي او عدم الادراك بخطورة ما تمارسه اسرائيل في تدمير الرؤية الدولية لحل الدولتين وابقاء باب وانشطة التوسع الاستيطاني على مدار الزمن والتواريخ تفرض على الجانب الفلسطيني ان يبحث عن خيارات اخرى والبحث عن قواسم مشتركة بين القوى الفلسطينية لتوحيد البرنامج السياسي التي قد يتفق الجميع عليه بما انبثق عن اجتماعات المجلس المركزي لرؤية سياسية قد توحد الايقونة الفلسطينية وما تلاها من مواقف سواء من فتح حتى اخر فصيل فلسطيني بوجوب توفير مظلة حماية وحاضنة فصائلية لانتفاضة القدس.
لا اري ماذا ينتظر الرئيس بصفته المقرر الاوحد في اتخاذ قرارات التقارب او الباعد في الساحة الفلسطينية ، فالمطلوب فلسطينيا وبشكل ملح اعادة الوحدة لحركة فتح وبشكل عاجل على طريق جمع القوى الوطنية والاسلامية في بوتقة العمل الوطني ومن خلال منظمة التحرير الفلسطينية ، واستحقاقات عاجلة للعملية الوطنية بعقد المؤاتمر السابع بكل طاقة فتح ولا اقصاء لاحد وانهاء كل القرارات المأزومة التي اتخذتها قيادة المقاطقة بحق قيادات وكوادر فتح واغلاق ملف التفسير الاجرائي الجغرافي من قاموس الممارسة لنلك القيادة وانعقاد عاجل لللاطار المؤقت لمنظمة التحرير لتحضير لانعقاد المجلس الوطني واعادة الحيوية لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتنشيط المنظمات الشعبية ورسم ثقافة وطنية تعالج ازمات المرحلة وصولا لبرنامج سياسي يكون محل اجماع فلسطيني.
بلا شك ان ما كان مرفوضا في السابق قد يكون مقبولا الان لاهمية وخطورة المرحلة وفشل البرنامج السياسي المعمول به منذ عقود والبناء على قصور من الوهم والخداع هو جريمة بل خيانة والتعويل على مشروع فاشل ادى الى الانقسامات في فتح والحركة الوطنية وفتح الباب على مصراعية لبرامج التشرذم والانغلاق والتقوقع مما هدد ما تبقى من ارض الوطن لسيطرة كاملة للاحتلال ومشاريع متعددة قد تهدد وحدة الضفة وغزة ومع اهمال كامل لفلسطيني الشتات وفلسطيني 48 .
من ينادون بالانغلاق تحت اي مبررات ومشاريع مطروحة او انتظار في محطات مجهولة وبدون زمن لدور امريكي يحيي الموتى فلا يحيي الموتى الا الله سبحانه وتعالى ، قد يزيد هذا الانتظار تقسيم المقسم والقضاء على اخر افق لحركة وطنية يأ/ل الجميع ان تعافى من ازماتها.
ايضا بلاشك ان بيت الداء في الفرقة الفلسطينية الفلسطينية هم هؤلاء الذين يبحثون عن مواقعهم ومصالحهم من خلال مشاريع ضيقة لبقاء ايقونتهم السياسية رافضين اعترافهم بالفشل ، هم هؤلاء التي خطورتهم قد تضاهي خطورة الاحتلال على المشروع الوطني والقضية الفلسطينية .
الاتفاقيات المبرمة بين فتح وحماس وبمشاركة القوى الوطنية الاخرى وهي عديدة والتي ارتبط تطبيقها من عدمه بتعليق الامال على مشاريع خارجية والكل متهم في تعطيلها ، مما جعل تلك القوى في خانة الاتهام امام الشعب الفلسطيني وبعض دول الاقليم ، وفتح المجالات لتجاذبات وقوى اقليمية ودولية تعكس حالة التناقضات لها في الساحة الفلسطينية مما زاد الطين بله.
وامام الدعوة المستمرة لعقد الاطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير وما اتفق عليه في اتفاق الشاطيء والمطالبات الحثيثة لألتئام هذا الاطار وما تعلق عليه الامال للقفز خطوة للامام لعل وعسى ان ينبثق عنه شيئا ايجابيا لاعادة الحياة للمشروع الوطني والمؤسسة الممثلة للشعب الفلسطيني وما تعرضت له هذه الدعوات المستمرة من تأجيل وتلكؤ ، يخرج علينا عدنان الضميري وما ينطق عن الهوى بان يضع مبررات وتعليلات لعدم انعقاد الاطار المؤقت وتخوفا من حماس على ان تكون بديلا عن القيادة الحالية هي تعليلات فارغة وغير منطقية اذا ما رسمنا خطوت المعادلات والقوى الفلسطينية والوطنية واذا كان تخوف الضميري ومن خلفه من هذا الامر ولهشاشة التركيب الحركي الذي اساسه الانقسام والقرارات الحمقاء التي ادت الى هذا الانقسام وفشل مشروعها السياسي وما رافقه من فساد ادى الى ضعف لكل الحركة الوطنية ، وفي وقت لا نحتاج فيه وطنيا لهذه اللغة والتبريرات التي لها مفهوم عميق لتهديد التلاحم بين جزئي ما تبقى من الوطن في الضفة وغزة ينسجم مع ما يثار من مشاريع للضفة وغزة..
وكلمة اخيرة وحدوا فتح وادعو لاجتماع للاطار القيادي لمنظمة التحرير في ظل توازنات وطنية تؤدي لمشروع سياسي واحد
بقلم/ سميح خلف