بسم الله الرحمن الرحيم
تربي علي عشق فلسطين فأحبها وأحبته وكان أحد مقاتليها وفدائيها الأوفياء ، تيقن منذ البداية أن الإنتصار للأمة العربية وكرامتها تبدأ من فلسطين والدفاع عنها ، فحمل البندقية الفلسطينية في ريعان شبابه وتقدم الصفوف ليدخل الأراضي المحتلة منفذا لعملية بطولية في نهاريا أربكت كل حسابات العدو ، مثبتا أن الإرادة الصلبة لن تقف أمامها كل الحواجز والسدود ، فاخترق كل التحصينات الصهيونية واقتحم مواقعهم وأثخن فيهم الجراح ،
تم اعتقاله ليقضي في السجون الصهيونية زهرة شبابه ، ثلاثون عام خلف القضبان لم تنل من عزيمته ولم يكل أو يمل ، حتي حانت لحظة الحرية ليخرج من سجنه رغم أنف العدو في صفقة تبادل الأسري ، فلم يتراجع عن دربه الذي سلكه منذ البداية ، طريق الكرامة والإنتصار ، وأكمل مشواره البطولي ليسجل أروع صفحات التاريخ في البطولة وديمومة المقاومة والإصرار علي نيل حرية الوطن ومساندة قضايا الأمة العربية وعلي رأسها قضية فلسطين ومقاومة الإحتلال الصهيوني ،
خرج من سجنه ولم يهدأ مستمرا بالعطاء ودرب المقاومة الطاهر ، لم يرق للعدو الصهيوني هذا الشموخ الأسطوري لهذا الفدائي العاشق لفلسطين ، وكعادته العدو غادر وماكر ، تنطلق قذائف الإحتلال الصهيوني لتدك مقر إقامة القائد الأسير المحرر وعميد الأسري اللبنانيين سمير القنطار ، لتتناثر الأشلاء تتطاير كالفراشات في سماء الوطن ، وتنزف الدماء لتختلط بتراب الأرض العربية لتؤكد عروبة هذه الأرض وقدسيتها ،
رحل سمير ، وظن العدو الصهيوني أنه أغلق صفحة سوداء من تاريخ هذا الإحتلال الغاشم ، لكن إغتيال القنطار فتح كتبا من التاريخ الوطني العربي المشرف وصفحات ناصعة البياض ، لتكون نهجا لكل الأحرار والثوار ، تتوارثها الأجيال طريقا ودرب ، وتبقي سيرة بطل ومسيرة ثائر أبي إلا أن يرحل شهيدا ،
عاش القائد القنطار عاشقا لفلسطين ، ورحل بقلب نابض بعشق فلسطين ، ليحيا نبض مازال يخفق بقلوب الأحرار ، كتب وصيته معبرا عن عشقه الأبدي لفلسطين ، لن أعودَ مِن فِلسطينَ إلا لكي أعودَ إليها ، فرحل الشهيد سمير القنطار ، ولم يرحل الحلم بالعودة إلي فلسطين لمعانقة ترابها والصلاة في المسجد الأقصي محررا شامخا يعلو مآذنه أعلام فلسطين ترفرف بكل فخر ،
رحل سمير جسدا ولم يرحل عشقا لفلسطين وثراها الطاهر ، رحل لتعانق روحه الطاهرة روح الرمز الخالد ياسر عرفات أبا عمار وكافة الشهداء ، رحل ولسانه يردد : انَ الشهادة على الأرجح هي التي ستسبق النصر، ولأنني عاهدت كل المؤمنين بحرية فلسطين وانني لن أعود من فلسطينَ إلا لكي أعود اليها ، فإنني أصررت أن أكمل هذا الطريق ، طريق الجهاد والتضحية وعبر أرقى أشكاله الذي هو النضال المسلح والبندقية ،
رحمك الله ايها الشهيد سمير القنطار ، وستبقي وصيتك نبراسا لكل الثوار والأحرار عشاق فلسطين والحرية ،
ولن تنسي فلسطين أبطالها وفرسانها وثوارها ممن حملوا بندقيتها الطاهرة للدفاع عن أرضها وقدموا زهرة شبابهم في سجون الاحتلال ، وقدموا أرواحهم ثمنا للحرية والانتصار لفلسطين ،
فان طريق التحرير طريق طويل ومستمر حتي عودة الحرية والكرامة للوطن وإنتصار فلسطين كل فلسطين ،
والعهد هو العهد ، والقسم هو القسم
كتب : حازم عبد الله سلامة " أبو المعتصم "
[email protected]