لم تكن العملية الاولى التي تقوم فيها اسرائيل باستهداف قوات حزب الله سواء في الجنوب او في سوريا فلقد تتالت الغارات الاسرائيلية بقصف الامدادات التي ترى اسرائيل انها استراتيجية وخاصة سلاح الصواريخ ، ومنذ حرب 2006 والمواجه بين اسرائيل وحزب الله والتي على اثرها استطاع حزب الله ان يسدد ضربات قاسية للجيش الاسرائلي وما كانت من صراخ وعويل لجنوده في مستنق الجنوب ، قامت اسرائيل بضربات قاسية مدمرة للضاحية الجنوبية وهي تجمعات سكنية بهدف التاثير المعنوي على المقاومة اللبنانية والضغط على القيادة السياسية لحزب الله لكي تقبل بالقرار 1701 الذي يحجم نشاطات حزب الله على طول الشريط الحدودي لجنوب لبنان وابتعادي قوات المقاومة اللبنانية عشرات الكيلو مترات خلف شمال نهر الليطاني ودعوة الحكومة اللبنانية لتحجيم تسليح حزب الله ونفوذه ايضا ونشر ما يقارب 15000 من قوات ايونيفيل بدعوى حفظ السلام .
سبق لاسرائيل اغتيال عماد مغنية وباهميته القيادية في التشكيل العسكري للمقاومة اللبنانية وفي ضواحي دمشق وتلا ذلك اغتيال جهاد مغنية في غارة جوية في يناير 2015.
بعد حرب 2006 قام حزب الله بتنفيذ عملية نوعية في مزارع شبعا وهي عملية استراتيجية وتدمير موقع عسكري ردا على عملية اغتيال احد قادته، ولم تصل الامور الى مواجهة وحرب مفتوحة .
سمير القنطار الذي حوكم في محاكم الاحتلال لاكثر من اربع مؤبدات وهو عضو في جبهة التحرير العربية التحق بالمقاومة منذ نعومة اظافرة ليتشرف في تنفيذ عمليات استراتيجية ونوعية في عمق الارض المحتلة والذي خرج من السجون الاسرئيلية بصفقة تبادل الاسرى مع حزب الله ، اعتبر حزب الله ان سمير القنطار من احد قادة حزب الله الذي اسند اليه دور البناء المقاوم في الجولان وخاصة بصفته كدرزي ، ولم يعامل سمير القنطار بناء على هويته الدينية بل العربية المقاومة .
يوم الاحد الماضي تم اغتيال سمير القنطار في احد ضواحي دمشق الشمالية وكما قالت الحف الاسرائيلية "" اغلق ملف سمير القنطار"" بينما قام ما يسمى الجيش الحر بعملية تمويه وتشتييت لاصابع الاتهام لاسرائيل باغتياله بتبنيه عملية الاغتيال وبسلوك وبنفس مذهبي بغيض، وبالاضافة الى ذلك عدم الثبات على الية الاغتيال فبعضهم قال بانها بصواريخ ارض ارض وبعضهم قال بان الاغتيال تم عبر صواريخ دقيقة التوجيه جو ارض قامت بها الطائرات الاسرائيلية من بعد كيلو مترات من داخل حدود الارض المحتلة لكي لا تحرج الوجود العسكري الروسي او تخترق التفاهمات مع روسيا.
تعودنا من حزب الله وايمنه العام حسن نصر الله اذا تحدث صدق واذا وعد صدق ، وانتظر الجميع كلمة السيد حسن نصر الله متوقين كلمة هادرة مليئة بالوعود، ولكن انت كلمته بسيطة جدا وهادئة ولا تحتوي اي وعود الا بان حزب الله سيقرر متى واين ستكون الضربة فيما بعد، وببساطة الكلمة الا انها تحتوي على فيض من التراكم الداخلي لدى السيد حسن نصر الله على اختراقات الجانب الاسرائيلي للقرار 1701.
يمتلك حزب الله عشرات الالاف من الصواريخ واسلحة تم رفد المقاومة اللبنانية بها بالاضافة على نموذج عالي من التخطيط وفهم استغلال الارض لتجعل منه قوة ردع للتفوق الاسرائيلي الجوي والمدرع ، ولكن لماذا لم تأتي كلمة السيد حسن نصر الله كما كان ينتظر الاخرين .... نستطيع القول ان حزب الله قد امن جبهته بالحد الادنى الراداع لاي عملية صغرى او متوسطة لاسرائيل في حين ايضا ان حزب الله يعي ان الاسرائيليين ليسوا معنيين بفتح جبهة مفتوحة مع حزب الله ، وكما تعتقد اسرائيل بان حزب الله ليس في لياقته الكاملة لحرب ومواجهة مفتوحة مع الاسرائيليين او اي عملية محدودة معها ولمهام كبرى ملقاه على عاتقه في الساحة السورية ، قد تغير من موازين القوى على الساحة السورية اذا استدرج لمعركة كبرى مع اسرائيل ، ولذلك تستغل اسرائيل نقطة الضعف لتتصيد امدادات السلاح لحزب الله او بعض الاغتيالات عن طريق القصف الجوي .
فد تكون عملية اغتيال القنطار هو استدراج لحزب الله لتغيير اللعبة في سوريا ولضرب قوة الردع لحزب الله المنشغلة في سوريا ايضا .
ولذلك كانت حكمة السيد حسن نصر الله بصدقه وفهمة لطبيعة الظروف والمخططات التي تستهدف سوريا ووجود حزب الله ايضا المعلق العسكري لصحيفة «هآرتس» كشف النقاب عن أن الجاهزية الإسرائيلية لرد «حزب الله» تأخذ بالحسبان احتمالات الرد القاسي الذي قد يقود إلى حرب.""
""ورأى عاموس هارئيل، في «هآرتس»، أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية انتظرت خطاب السيد نصر الله. وقال إن نصر الله اكتفى بأقوال عمومية، وأن القنطار «كان واحدا منا» ولم يقدم تفاصيل ولا خطوط عامة لما ينوي القيام به، ورغم ذلك «ينبغي التعامل مع أقوال نصر الله بجدية: في غالبية المرات التي هدد فيها إسرائيل، كان هناك رد من جانب تنظيمه، حتى ولو كان محدودا".
في كل الاحوال ورغم توقعات بعض المعلقين في الصحف الاسرائيلية لرد عنيف او محدود لحزب الله فان المناخات قد تتحكم في قرارها دول اقليمية وترتبط بما يحدث على الارض في سوريا ، وليس حزب الله يحتاج في هذا الوقت ليقول لمؤيديه واعداءه """ انا موجود""
سميح خلف