دماء القائد سمير القنطار وكل الشهداء لن تقفل الحساب مع العدو الصهيوني المحتل قبل تحرير كل الاراضي العربية المحتلة ..!

بقلم: أكرم عبيد

 لا شك العدوان الصهيوني الاخير على سورية يثبت مرة اخرى مدى تورط مجرمي الحرب الصهاينة في دعم ومساندة العصابات الوهابية التكفيرية الإرهابية المسلحة في تحقيق ما عجز العدو الصهيوامريكي على تحقيقه بالقوة منذ بداية المؤامرة  الصهيوامريكية على سورية بشكل خاص وعلى محور المقاومة والصمود في المنطقة بشكل عام .

ان هذه العملية الإجرامية الغادرة التي استهدفت حياة المقاوم الكبير سمير قنطار والمقاوم فرحان الشعلان وكل الابرياء على ارض سورية ليست عملية عابرة بل عملية إجرامية منظمة في سياق الحرب الكونية المعلنة على سورية لاستهداف دورها المحوري في المنطقة والعالم في محاولة يائسة لرفع معنويات عصاباتهم المنهارة تحت ضربات الجيش العربي السوري الذي يخوض معركة الأمة في مواجهة العملاء والوكلاء وأسيادهم لتحطيم كل مشاريعهم ومخططاتهم الاستعمارية القديمة الجديدة .

  في الحقيقة إن الآراء والتحليلات اختلفت حول كيفية تنفيذ هذه العملية الاجرامية في بلدة جرمانا في ضواحي مدينة دمشق لكن صحيفة السفير اللبنانية اشارت في معلومات مهمة ذكرتها عن مصادرها ان طائرتين من سلاح الجو الصهيوني من طراز إف 15 قامتا بقصف المبنى السكني الذي يسكنه الشهيد سمير القنطار في جرمانا من مسافة تقدر ب 90 كيلو مترا بعدما حلقت فوق الاجواء الفلسطينية المحتلة وبالتحديد من فوق مدينة طبريا مستخدمةً اربع صواريخ ذكية مجنحة من طراز سبايس 2000 لتنفيذ عمليتها الاجرامية.

واعتبرت الصحيفة ان الاعتداء الصهيوني على سورية يعتبر تحولاً استراتيجياً كبيراً وعمل غير مسبوق في عمليات اغتيال قيادات المقاومة التي ينفذها الطيران الصهيوني المعادي من الاجواء الفلسطينية المحتلة دون اختراق الاجواء السورية .

لذلك ليس غريباً ولا مستغربا على مجرمي الحرب الصهاينة وشركائهم الامريكان ملاحقة بعض قيادات المقاومة سواءً بشكل مباشر او غير مباشر في سورية بدءاً من عملية اغتيال جهاد مغنية في عملية القنيطرة الاجرامية بداية هذا العام الى استهداف القائد والمقاوم الكبير سمير قنطار واغتياله نهاية العام في جرمانا في سياق الصراع المفتوح بين قوى المقاومة والعدو الصهيوامريكي بعدما اثبتت المقاومة وجودها في مواجهة العصابات الوهابية التكفيرية في سوريا الى جانب الجيش العربي السوري لأسباب كثيرة من اهمها :

اولاً : ان العدو الصهيوني يعلم اكثر من غيره ان الشهيد القائد سمير القنطار يعتبر من اهم الرموز القيادية المقاومة في حزب الله بعد خروجه من الاسر عام 2008 وتسلم مهام قيادية هامة في تشكيل "المقاومة الوطنية السورية في الجولان" في سياق استراتيجية توازن الرعب المقاومة ومواجهة نظرية ما يسمى توازن الردع الصهيونية على امتداد الحدود اللبنانية السورية لتوحيد جهود المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني الذي تعمد في دعم ومساندة العصابات الوهابية التكفيرية انطلاقا من حدود الجولان العربي السوري المحتل في سياق الحرب الكونية المعلنة على سورية منذ نيف واربع سنوات بشكل واضح وفاضح لعرقلة الحلول السياسية الدولية في سورية وخلط الاوراق لتعميق الشرخ بين ابناء الشعب العربي السوري والسبب الاهم يكمن في محاولة العدو الصهيوني اليائسة البائسة في تفكيك وحدة المقاومة لفصل قواعد الاشتباك على الجبهة السورية اللبنانية المقاومة كما اشارت صحيفة " الواشنطن بوست الامريكية " وصحيفة لوموند الفرنسية تقطيع اوصال الجبهة الموحدة من خلال استنزاف المقاومة في حروب بالوكالة على قاعدة الفتنة المذهبية .

 لذلك تعمدت قوى المقاومة اللبنانية والسورية توحيد جهودها وإمكانياتها لمواجهة العدو الصهيوني المحتل كأولوية على خطين متوازيين الاول دعم ومساندة الجيش العربي السوري لمنع سقوط سورية وإخراجها من معادلة الصراع العربي الصهيوني وإخضاعها للشروط والاملاءات الصهيوامريكية .

 والخط الثاني توجيه البوصلة للعدو الاساسي للامة الممثل بالعدو الصهيوني المحتل للأراضي العربية المحتلة .

ثانياً : من الملاحظ ان الادارة الامريكية تعمدت في شهر ايلول من هذا العام وضع المقاوم سمير القنطار على لائحة الارهاب المزعومة بحجة انه يقود بعض المقاومين لمواجهة العصابات الوهابية التكفيرية من داعش واخواتها على الاراضي السورية في سياق ما يسمى تشديد العقوبات على حزب الله لحماية امن الكيان الصهيوني المصطنع في فلسطين المحتلة .

لذلك فإن ما سماه مجرمي الحرب الصهاينة "إغلاق الحساب "هو بأساس مصطلح أميركي أشارت إليه واشنطن في سياق إدراج اسم سمير القنطار على "لائحة الارهاب الدولي .

وهذا ما يؤكد ان مجرمي الحرب الصهاينة وبدعم ومساندة الادارة الامريكية وصمت وتواطؤ معظم الانظمة العربية الرسمية وجامعة الذل والخنوع العربية استهدفت حياة المقاوم الكبير سمير القنطار والمقاوم فرحان الشعلان في ضواحي مدينة دمشق لتوجيه عدة رسائل من اهمها :

اولاً : إن توحيد المقاومة على الحدود اللبنانية السورية خط احمر وممنوع بالنسبة للغدو الصهيوامريكي .

اما الرسالة الثانية فتشير بشكل واضح وصريح للدعم الصهيوني المفتوح للعصابات الوهابية التكفيرية في سورية من داعش واخواتها وخاصة جبهة النصرة .

أما الرسالة الثالثة فهي موجهة للقيادات الفلسطينية المقاومة التي تؤكد ان الامكانيات والقدرات الامنية الصهيونية قادرة للوصول الى أي هدف من اهدافها اذا تجاوز الخطوط الحمراء لتهديد الامن الصهيوني حتى ولوكان في العمق السوري.

وهذا ما يثبت بالدليل القاطع تطابق الاهداف الصهيوامريكية ووفي مقدمتها التنسيق والتخطيط لتصفية قيادات المقاومة بعد التورط في العدوان على سورية بالرغم من عدم اعتراف القيادات الصهيونية بهذه العملية الاجرامية كعادتها  .

لكن المحلل السياسي الصهيوني في الإذاعة الصهيونية إيال عليمة قال " إن إسرائيل الرسمية لا تعترف بتنفيذ بهذه العملية ولا تنفي ولا تؤكد هذا الموضوع  رغم ذلك نسبت هذه الغارة إلى إسرائيل " مستحضراً بعض المواقف الصهيونية السابقة لتبرير الجريمة بعدما اكد على بعض الخطوط الحمراء الصهيونية المزعومة التي تعتمد على منع نقل الأسلحة المتطورة ومنع المس بسيادة كيانه المحتل في هضبة الجولان".

وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن سمير القنطار وفرحان الشعلان نجحا خلال السنتين الماضيتين في تشكيل جماعة أطلق عليها "المقاومة الوطنية السورية في الجولان" متحالفة مع حزب الله  وفيلق القدس وعملا على تجنيد متعاطفين جدد لها في صفوف الدروز في الجولان والفلسطينيين المقيمين في سوريا والسوريين الموالين للحكومة السورية.

 وذكرت الصحيفة أن عملية اغتيال القنطار التي وصفتها بأنها "إنجاز استخباراتي كبير لإسرائيل" جاءت ليس بسبب الهجمات الدموية التي ارتكبها في الماضي بل بسبب تخطيطه لهجمات جديدة انطلاقا من الجزء السوري لخط الفصل في الجولان .

  وفي كل الاحوال بالرغم من الصمت الرسمي لسلطات الاحتلال الصهيوني على هذه العملية الاجرامية لكن وسائل الاعلام الصهيونية انفلتت وافرطت في متابعة ردود فعل المقاومة وخاصة من خلال الكلمة الفصل في الموقف لسيد المقاومة وزعيمها سماحة السيد حسن نصر الله وبلا تعليقات عبر بثّ ونقلت مقتطفات متلاحقة من الكلمة مع اختيار مقاطع منها تتحدث عن مسؤولية " اسرائيل " عن الاغتيال وتبنّي القنطار والتشديد على انه احد كوادر الحزب وبطبيعة الحال إن الرد آت.

 

وكان المعلق الرئيسي للشؤون العسكرية في القناة العاشرة التلفزيونية الصهيونية الون بن دافيد قد عبّر  قبل كلمة سماحة السيد حسن نصر الله عن أمله ألا تكون " اسرائيل " قد اخطأت في تقدير اهمية القنطار لدى حزب الله مشيراً الى أن حزب الله يتعامل مع عملية الاغتيال بجدية وهو ملزم بالرد .

وفي كل الاحوال بالرغم من الصمت الرسمي لسلطات الاحتلال الصهيوني على هذه العملية الاجرامية لكن وسائل الاعلام الصهيونية انفلتت وافرطت في متابعة ردود فعل المقاومة وخاصة من خلال الكلمة الفصل في الموقف لسيد المقاومة وزعيمها سماحة السيد حسن نصر الله وبلا تعليقات عبر بثّ ونقل مقتطفات متلاحقة من الكلمة مع اختيار مقاطع تتحدث عن مسؤولية " اسرائيل " عن الاغتيال وتبنّي القنطار والتشديد على انه احد كوادر الحزب وبطبيعة الحال إن الرد آت.

وبالرغم من حالة الارباك الهلع والرعب الشديد التي سادت الكيان الصهيوني بعد العملية الاجرامية الصهيونية تعمدت وسائله الاعلامية توجيه رسائل الطمأنة لتجمعات المستوطنين الصهاينة وخاصة في المستعمرات القريبة من الحدود اللبنانية والسورية والتي لم تجد نفعاً لدى المستوطنين كما ركزت على ان " الجيش الاسرائيلي جاهز لمواجهة اي تطور" الذي اعلن حالة الاستنفار والجاهزية القصوى وقد نشر احترازياً منظومة القبة الحديدية شمالاً لمواجهة كل الاحتمالات.
 وفي النهاية اعترفت الصحافة الصهيونية في معرض تعليقها على تهديدات سماحة السيد حسن نصر الله الأمين العام أن الرد اصبح مسألة وقت فقط ونقول لهم ان الرد سيكون بحجم الجريمة مزلزلاً لان حساب الشهيد سمير القنطار ورفاقه الشهداء والجرحى والاسرى سيبقى مفتوحا حتى تحرير فلسطين والجولان العربي السوري المحتل ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا المحتلة في الجنوب اللبناني المقاوم وسيبقى سمير القنطار شهيد الانتفاضة في فلسطين والمقاومة في لبنان والجولان السوري المحتل.

بقلم أكرم عبيد

 ‏ [email protected]