مع ذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة 51 من تجربتها ، واعلان البيان الاول لحركة فتح على درب التحرير واقامة الدولة الفلسطينية الديموقراطية ، مرت منعطفات ومنعطفات واختلطت المعاني بين ماهو مرحلي واستراتيجي زحفا الى الامام ليصبح ما هو ادنى من المرحليات استراتيجيات فرضت مستجدات سياسية وامنية وابعاد تنظيمية غير ذاك التي وضعت من مناسك وشعائر وادبيات ، قد تكون المتغيرات الاقليمية قد لعبت دورا رئيسيا ولكن لا نستطيع ان نقول ان الوضع الداخلي كان نموذجا من المثالية والثورية وصناعة الحدث ورسمه ، بل كان التلقي هو عامل فعل لاحداث متغيرات في مسيرة حركة التحرر الوطني ، مما افرز واقع من تناقضات سياسية واختلاف على المرحلة بل على الاستراتيجيات ، ومن ثم سيطرة نهج بعينه على قمة القرار الوطني ليذهب الى اتفاقية اوسلو وما اسوء منها يعيشها الشعب بل الايقونة الوطنية برمتها.
ثمة مظاهر لا يحسد عليها الشعب الفلسطيني من انقسامات وتفتت ومنهجيات سياسية متلاطمة تبدأ بالايقونات المصغرة التي تمثلها الفصائل الوطنية الى ايقونات الشعب الفلسطيني ككل وظهور ظاهرة الاسلام السياسي كقوة ولها مؤسساتها السيادية على الارض في جزء من باقيا الوطن في غزة مع اطارات مهلهلة لمنظمة التحرير ولحركة فتح وباقي الفصائل الوطنية وفي ظل برنامج اثبت فشله على مدار اكثر من عقدين من تاريخ التجربة الفلسطينية ، وعدم وضوح لما يسمى البرنامج الوطني وغياب الشرعيات سواء بناء على النظام الداخلي لحركة فتح او السلطة او منظمة التحرير ، حيث اصبحنا نحتاج تعريف جديد لمعنى المشروع الوطني وتعريف جديد للشرعيات اهي شرعيات ثورية ... وان كان كذلك اين الثورة وبرنامجها ..؟؟؟ ام شرعيات بموجب مستلزمات اوسلو وراوفدها ومخرجاتها .
كان لابد ان نضع تلك المقدمة لكي نستنبط ونستقريء المستقبل وما هو متوقع من حلول لاشكاليات الساحة الفلسطينية والتي اهم اشكالياتها الانقسام الفتحاوي الفتحاوي والانقسام الذي اتيى على قاعدة الصراع بين منهجيتين لكلا من فتح وحماس والذي ادى وبشكل دموي لفصل الضفة عن غزة وبالعكس .
يترقب الشارع الفلسطيني بشغف واهتمام ماذا سيحمل العام 2016 لمستقبله الوطني وامام فقر مدقع في غزة وحصار وانسداد الافق امام اي خطوات فاعلة لفك الحصار وبين ما يحدث في الضفة والقدس ومضي اسرائيل في مشروعها الاستيطاني وربط القدس الشرقية مع مستوطناتها الكبرى التي تحيط بالقدس، ومستجات في حركة النضال الوطني الفلسطيني يقودها شباب وحرائر فلسطين في الضفة وخارج عن البرنامج السياسي للسلطة وما تتسم به من عمليات فردية ، اوضحت اسرائيل والرئيس الفلسطيني انه من الصعب السيطرة على مثل هكذا عمليات خارج منظومة الامن الفلسطينية والاسرئيلية .
بلاشك ان ما يحدث في دول الاقليم في سوريا والعراق وليبيا واليمن من تجاذبات اقليمية ودولية تصب في مركزية مستقبل الصراع مع اسرائيل ونظرية الامن الاسرائيلي ومستقبل اسرائيل في المنطقة ومستقبل الفلسطينيين السياسي والتي تقف اسرائيل منسجمة مع تحطيم الدول الوطنية ومرتاحة للانقسام الفتحاوي الفتحاوي والانقسام والتنافر بين فتح وحماس.
من اولى الاستحقاقات الوطنية التي ينتظرها الفلسطينيين في عام 2016م انهاء حقبة الانقسام الفتحاوي الفتحاوي والتي بادرت به مصر والامارات والسعودية والاردن على اعتبار ان اي وحدة فلسطينية وطنية شاملة يجب ان تبدأ بفتح للوصول الى وحدة فلسطينية فلسطينية بين القوى الوطنية والاسلامية لتترجم تلك الوحدة بموجب التوافق على برنامج وطني موحد يستطيع ان يجابه برامج اسرائيلية تضعها بدائل للسلطة او ابقاء السلطة كما هي عليه او انسحابات من جانب واحد وفرض واقع امني وادراي واقتصادي في الضفة مع بقاء غزة محاصرة تنتظر دورا تركيا قطريا لفك الحصار جزئيا عنها ، مع مراهنة البعض على ان المتغيرات الاقليمية القادمة قد تفرز مناخات سياسية مساندة للوضع القائم في غزة.
اذا ليس من السهل ان نستقريء ماهو قادم اذا ما طرحنا وحدة اندماجية بين السلطات السيادية في غزة وتوجهاتها وبين السلطات السيادية في الضفة وتوجهاتها ، اما ما يطرح بخصوص اجتماع الاطار القيادي الموقت لمنظمة التحرير للتحضير لانتخابات للمجلس الوطني والتحضير لانتخابات رئاسية وبرلمانية ارى على ضوء الواقع وهذا ما اكده الضميري المتحدث باسم الاجهوة الامنية بان النية من الدعوة لانعقاد الاطار القيادي هو محاولة حماس لاحلال نفسها بدلا من القيادة الحالية ... ولذلك فشلت كل الدعوات لائلتئام مثل تلك الاجتماعات ، اما على صعيد حركة فتح نأمل ان تنجح الوساطة المصرية الاماراتية في توحيد فتح وجمع القامتين الفتحاويتين الرئيس عباس وعضو المركزية محمد دحلان وبالتالي قد تحل نصف المشكلة ونصف الازمة اما بقاء فتح كما هي عليه فانه ينذر بواقع اسوء مما هو فيه الشعب الفلسطيني ،مع القناعة ان هناك تيار لا يريد لحركة فتح الوحدة واللقاء بين اقطابها وهي جبهة تتخذ موقعها من عمق عشائري قبلي جغرافي ، فهل يستطيع المصريون والاماراتيون احداث اختراق لتلك الجبهه التي تشكل مراكز قوى في فتح ، وقد تكون لها من الوجود قد يعاكس رغبات الرئيس وما يتداولونه فيما بينهم بان الرئيس قد ازف على الرحيل لاعتبارات العمر واعتبارات سياسية وامنية ........
سميح خلف