هل أصبح الرجوب مسهلا للمرحلة حتى الانتخابات

بقلم: طلال الشريف

" وجه نائب امين سر اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء جبريل الرجوب خلال لقاء مع تلفزيون فلسطين حول الاوضاع الداخلية بمناسبة حلول الذكرى الـ51 لانطلاقة حركة فتح، انتقادات مبطنة للرئيس محمود عباس، وهو امر غير مألوف في التلفزيون الرسمي داعيا الى ضرورة مراجعة البيت الفتحاوي، ووضع استراتجيات تحمل الامل للشباب ونقل القيادة الى جيل شاب جديد" .. انتهى الاقتباس
هي ليست سقطة من التلفزيون الفلسطيني الرسمي ولا هو كلاما ارتجاليا فوجئ به معدوا اللقاء أو المسئولين في السلطة من أجهزة الأمن السياسي مرورا بمكتب الرئيس ووصولا للرئيس نفسه ما تحدث به جبريل الرجوب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ولكنها تكملة الخطة التي بدأت بتعيين صائب عريقات أمينا لسر اللجنة التنفيذية وتلك الطريقة التي ينتقدها الرجوب في هذا اللقاء بذكره ياسر وليس صائب رغم التلميح المبطن لصائب في نقرة أخرى.
ليس المهم ما قاله الرجوب بل الأهم هو التسويق الرسمي على ما يبدو لملامح مرحلة جديدة انتقالا من مرحلة آنية أعيت الجميع الفلسطيني والعربي والإقليمي والدولي فيمن يقود الشعب الفلسطيني في مرحلة خلافة أبو مازن التي تعتبرها كل الأطراف المذكورة بأنها منتهية وهم مشغولون كما فتح وكما الشعب الفلسطيني في اختيار القائد القادم لفلسطين.
ولأنها فتح مركز الوطنية الفلسطينية ومركز منظمة التحرير الفلسطينية العربية الأصل والمولد فإن العرب هم أكثر المنشغلين في البحث عن القائد الجديد لفتح وهو ليس خاف على أحد وتكرر في الاعلام كثيرا وهو حقيقة أن دول عربية كثيرة منشغلة منذ مدة في تلك القضية لخلافة عباس ولم لا فهم مؤسسوا المنظمة أصلا ولأن الحالة الفلسطينية في السنوات العشرين الماضية قد تنازعها تياران الوطني بقيادة م.ت.ف أي حركة فتح التي تقود المنظمة والحركة الاسلامية التي تقودها حماس وأصبح هنالك تهديدا حقيقيا على عملية قيادة الشعب الفلسطيني بعد فوز حماس في انتخابات 2006م وتقدم التيار الاسلامي بإشكاله المتعددة على الأرض على التيار الوطني في فلسطين وهذا يقلق البعد العربي والجامعة العربية ودول العرب المتداخلة في القضية الفلسطينية ولن نقول إن مأزق العرب أقل حرجا من مأزق الوطنيين الفلسطينيين والشعب الفلسطيني بل هو أكبر لما تشكل القضية الفلسطينية مركزا لانطلاق لكل قضايا المنطقة العربية رغم تقدم الاهتمام بالقضايا الداخلية آنيا في تلك الدول على قضية فلسطين ولكنهم جميعا يدركون أن أصل المشاكل الداخلية لها اشتقاق هوياتي متعلق لقضية فلسطين.
المهم فيما أردنا الحديث عنه بعد لقاء وحديث الرجوب في تلفزيون فلسطين بأنه على ما يبدو أن العرب قد توافقوا على شخصية فلسطينية مسهلة للعملية المطلوبة لنقل السلطة من أبو مازن وبموافقته لمرحلة جديدة يصبح فيها الرجوب رئيسا لفتح ومنظمة التحرير وصائب عريقات أمينا لسر المنظمة يقوم الرجوب فيها بالمصالحة مع حماس ومصالحة داخلية في فتح ومن ثم اجراء انتخابات تشريعية ورئاسية بعد ترتيب الأوضاع الداخلية والتي قد تمتد من سنة إلى سنتين.
وتصوري أن حل عقدة الرئيس أبو مازن بالرحيل الآمن دون وجود دحلان في الموقع الأول بعده مباشرة وهذا قد يكون قد أجمع عليه العرب وبدعم من السعودية و قطر وتأجيل إرضاء مصر والإمارات وبخطوات متفق عليها للحلحة الأزمة المعقدة لدى الفلسطينيين والعرب وللرجوب علاقات بحماس وهو رجل له شعبية في الضفة الغربية وهو من العصب النضالي لفتح والتيار الوطني وقادر على إجراء المصالحة الفتحاوية الداخلية وإكمال المصالحة مع حماس للخروج من الأزمة بشرط دعم مصر والإمارات لهذه الخطوة على اعتبار أن الرجوب هو مسهل للانتقال لمرحلة الانتخابات التشريعية والرئاسية في فلسطين .. هذه تصورات وتوقعات فقد تكون صحيحة وقد لا تكون فإن كانت صحيحة فسوف نشهد في القريب وضوح ملامحها بتحركات متسارعة لإنهاء معاناة الفلسطينيين في كثير من المواقع وأولها قطاع غزة وتنفيذ المصالحة وتحسن في العلاقات السعودية الفلسطينية الفتحاوية والحمساوية في سياق الحاجة الملحة ومصالح عباس وحماس والسعودية انتقالا للمرحلة الأهم وهي الانتخابات التي يريدها الجميع.

د. طلال الشريف
5/1/2016م