ثمة قواعد للعلاقات الاقليمية من احترام السيادة والنظر للمصالح المشتركة بينها من حيث التكامل الاستراتيجي في قضايا الامن والاقتصاد والثقافة والتكنولوجيا وان خرجت عن ذلك تعني رسم معادلات خاطئة تثير النزاعات والحروب والفوضى التي بالتأكيد ستكون تداعياتها على شعوب المنطقة وليس شعب بمفرده
لقد باركت شعوب المنطقة ثورة الامام الخميني في عام 79م على شاه ايران حليف اسرائيل وامريكا وعدو القضية الفلسطينية ، وكم من الفخر كان ينتاب الشعب الفلسطيني والعربي عندما رفع علم فلسطين فوق ما يسمى السفارة الاسرائيلية في طهران، واعتبرت الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير ان الثورة الايرانية هي مصدر قوة لها ،ولاننسى هنا الدعم الذي قدمته الثورة الايرانية لفصائل المقاومة سواء دعم لوجستي او عسكري ، ولكن ما لم تفهمه الدولة الايرانية ان الشعب الفلسطيني جزء لا يتجزء من الامة العربية في الصراء والضراء ، ودعم الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير والفصائل يجب ان لا يكون مرتبط بشروط متناغمة مع السياسة الايرانية وطموحاتها في المنطقة .
الشعوب العربية وسيادة دولها وما تحملها المكونات الديموغرافية مبنية في غالبيتها على التعددية الدينية والمذهبية للديانات السماوية وتحت عوامل مشتركة للسلم الاجتماعي وحقوق المواطنة سواء حقوق او واجبات في ظل سيادة القانون .
ربما قد اصاب الولة الايرانية نوع من الغرور نتيجة التقدم التكنولوجي في مجال الذرة وتكنولوجيا الاسلحة ، ودخولها في حلف غير معلن مع روسيا لكي تتوسع في نفوذها في منطقة الشرق الاوسط وفي ظل ضعف لامريكا وسياسة اوباما التبريدية وغايته للخروج من البيت الابيض بدون حروب وصدامات شاملة .
ايران لم تعد تريد تصدير ثورة بقيم ثورية ، فعندما دعمت ايران حزب الله البديل للثورة الفلسطينية في الجنوب اللبناني صفقت الشعوب العربية للمقاومة اللبنانية التي وجهت طاقاتها وسلاحها ضد اسرائيل ، وعندما تدخل حزب الله لصالح الدولة السورية كان هناك تفهما لهذا التدخل لحماية الدولة ووحدة الارض السورية امام مخططات امريكية لتغيير النظام وهوية الدولة السورية سياسيا وجغرافيا ، ولكن مقابل هذا دخلت ايران في حرب مدمرة مع العراق مع تغذية مذهبية لسكان العراق في الجنوب العراقي للتمرد على نظام الحكم ، وتحالفت مع امريكا لتدمير العراق من اجل مذهب بحد عينه يقود العراق ونظامها ، وتحقق ما تريد من نظام مذهبي عفن يقود العراق في عهد المالكي الى الحكومة الحالية التي اقصت السنة والمسيحيين وغيره مما ولد حالة غيظ طائفي مذهبي اطلق عليه قوى الارهاب .
ايران تخطيء الطريق في حسن الجوار ومصابة بالغرور وخاصة بعد الاتفاق النووي مع دول الغرب والافراج عن اموالها المحجوزة لكي تغذي الصراعات المذهبية في الدول العربية سواء في اليمن او شرق السعودية او في البحرين ودول الخليج التي منكوناتها تعدديات مذهبية .
مسؤول كبير في الولة الايرانية ومنذ شهور يتحدث عن الامبراطورية الايرانية على ساحل البحر المتوسط ، وهاهي ايران تتدخل وبشكل مباشر في المملكة العربية السعودية متجاهلة السيادة والقانون للدولة وتهدد وتحذر من عواقب وخيمة نتيجة اعدام الشيخ النمر وهو مواطن سعودي له الحماية القانونية ضمن القانون السعودي ونتيجة تحريض قام به هدد السلم الاجتماعي في السعودية في حين ان الدولة الايرانية تمارس العنف في منطقة الاهواز وتعدم وتسجن من فئة السنة ، لم تعترض السعودية والدول العربية في ظل تفهم واحترام للقانون الايراني ولو انه مجحف بحق السنة .
ايران تضع نفسها في موقف الاتهام لتغذية حروب مذهبية في المنطقة لا تخدم السنة ولا تخدم الشيعة في ان واحد فالخسارة للامة الاسلامية جمعاء .
وان قلدت ايران نفسها مسؤلة عن اخوتنا الشيعة في العالم العربي فهو انتهاك لسيادة الدول وخروج عن حسن الجوار ولذلك من حق الدول العربية والمملكة السعودية ان تتزعم الدفاع عن السنة في الاهواز ، ولذلك ستدخل المنطقة في تناحر وصراعات وعدم استتباب الامن والكل خاسر ، ولذلك على ايران تعيد دراسة تجربتها وسياساتها في المنطقة ولمصلحة الجميع ، وان تحدثت عن عدوها الاول اسرائيل فاعتقد ان ايران تمتلك من الصواريخ لتطال تل ابيب ولا تحتاج لجيوش عابرة لتحرير القدس ، وادامت ايران تقول انها تدعم فصائل المقاومة الفلسطينية ، فلماذا حجبت مساعداتها لحركة الجهاد الاسلامي التي طلب منها موقف من حرب اليمن ...!!! وكذلك حماس .....!!! ان كان موقف ايران مع فصائل المقاومة من اجل فلسطين والقدس اعتقد كان من المفروض ان لا تضع فصائل المقاومة في موقف لا تحسد عليه مع الدول العربية والشعوب العربية التي تمثل عمقها الاستراتيجي .
بقلم/ سميح خلف