بيان مجلس التعاون الخليجي بشأن إيران هل يعبر عن تباين وجهات النظر

بقلم: علي ابوحبله

بيان مجلس التعاون الخليجي في دورته الثانية والأربعين الاستثنائية أدان بشدة الاعتداءات الايرانيه على سفارة وقنصلية السعودية في طهران ومشهد ، وحمل المجلس السلطات الايرانيه المسؤولية كاملة عن هذه الأعمال التي وصفها البيان بالارهابيه ، وصرح الأمين العام لمجلس التعاون عبد اللطيف ألزياتي أن مجلس التعاون يدين الاعتداء الإيراني ويحمل طهران المسؤولية ، كما تضمن البيان ما وصفه التدخلات الايرانيه بالشؤون السعودية ووصف البيان أن الأعمال الايرانيه تتنافى مع سياسة حسن الجوار

دلالات البيان بحسب المراقبين والخبراء رغم انه شديد اللهجة إلا انه اغفل بترتيب مقصود على الأرجح نصا يطالب الدول الأعضاء في المجلس بإلغاء وتجميد الاتفاقيات ألموقعه بين دول الخليج والجمهورية الاسلاميه الايرانيه .

البيان تطرق بالنص لإجراءات ستتخذها جميع دول الخليج لإدانة الاعتداءات على المقرات الدبلوماسية السعودية في إيران.

لكنه- أي البيان- وفقا لشخصيات سياسية مطلعة جدا تجاهل النص المباشر على إجراءات لتجميد الاتفاقيات الموقعة أمنيا وحدوديا مع إيران وهو ما كانت السعودية قد أعلنت أصلا أن اجتماع الرياض يستهدفه.

محطة سي إن إن الأمريكية أشارت مرتين في تغطيتها للحدث لصيغة الوقوف صفا واحدا مع السعودية حيث تم الاتفاق على وضع آليات فعالة لمواجهة التدخلات الإيرانية”، ودعا “لاتخاذ التدابير اللازمة لإلزام إيران باحترام مبدأ حسن الجوار قولاَ وعملاً، ووقف أنشطتها المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ووقف دعمها للإرهاب، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المجلس ودول المنطقة، وعدم استخدام القوة أو التهديد بها.

بالنسبة للأوساط الدبلوماسية خرج بيان “قمة التعاون الخليجي” بأقصى صيغة تضامنية مع السعودية حتى تفلت كل من سلطنة عمان ودولة قطر من مراجعة أو تجميد اتفاقيات حدودية وبروتوكولات ذات طابع أمني كانت الدولتان قد وقعتها في السابق مع طهران.

وان صيغة البيان قد تركت الباب أمام محاولات راب الصدع بين البلدين بحيث لم تتخذ دول مجلس التعاون الخليجي قرارا ملزما بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع إيران حيث أن دولة الإمارات تربطها في إيران اتفاقات اقتصاديه وكذلك الكويت وعمان وقطر .

وفي خطوة لافته أعلنت إيران إقالة المعاون الأمنيّ لمحافظ طهران على خلفية التهاون في حماية السفارة السعودية.

ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعاً اليوم بطلبٍ سعودي في مقرّ جامعة الدول العربية في القاهرة. حيث يبحث الوزراء تداعيات الهجوم على السفارة السعودية في طهران والقنصلية في مشهد.

وقد أعرب وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري عن أمله بأن يتمكّن الأمين العام للجامعة العربية من الدفع باتجاه تهدئة الأوضاع بما يحقّق الخير للأمة العربية.

وكشف عن اتصالاتٍ هاتفية قام بها مع سلطنة عمان والكويت وغيرها من الدول للحفاظ على العلاقة مع دول الجوار.

وقد سبق لمجلس التعاون الخليجي في اجتماعه في قطر الدوحة في 9 ديسمبر 2014 أن ضمن بيانه نصا . أكد المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي على أهمية علاقات التعاون بين دول المجلس وجمهورية إيران الإسلامية على أسس ومبادئ حسن الجوار، وعدم التدخل في الشئون الداخلية، واحترام سيادة دول المنطقة، والامتناع عن استخدام القوة، أو التهديد بها.

بالرغم من العبارات الشديدة اللهجة التي تتضمنها بيان مجلس التعاون الخليجي بخصوص الاعتداء السفارة السعودية في طهران ، إلا أن صيغة البيان بحسب المحللين السياسيين والدبلوماسيين تركت باب للحوار مفتوح بين إيران وبعض دول المجلس للتعاون الخليجي التب تربطها اتفاقات امنيه وجوار واتفاقات اقتصاديه ، وهذا ما يفسر بان البيان لمجلس التعاون الخليجي يعبر عن تباين في وجهات النظر

والسؤال هل ينعكس ذلك على اجتماعات مجلس الوزراء للخارجيه العرب بان يعهد للامين العام للجامعه العربيه او الى دولة عمان والكويت في مواصلة مساعيهم لاجل الدفع بتهدئة الاوضاع بين ايران والسعوديه ضمن المساعي المبذوله والتي تهدف لاحتواء الخلاف خاصة وان الخطوة الايرانيه باقالة المعاون الامني لمحافظ طهران تصب في اتجاه تهدئة الاوضاع من جانب طهران.

بقلم/ علي ابوحبله