أجهزة الأمن الفلسطيني توجه رسالة تحذير للإسرائيليين.. لا تعبثوا بالأمن القومي الفلسطيني

بقلم: علي ابوحبله

الاجهزه الامنيه الفلسطينية اعتقلت أحد الموظفين في مكتب الدكتور صائب عريقات في رام الله .

وقالت مصادر رفيعة المستوى لموقع دنيا الوطن أن قوى الأمن اعتقلت الشخص المذكور (نتحفظ على ذكر اسمه) بتهمة التجسس , ويعمل المذكور في مكتب المفاوضات منذ عشرين عاماً وكان ضمن العاملين بأمانة سر اللجنة التنفيذية إبان مسؤولية الرئيس أبو مازن عنها زمن ياسر عرفات وانتقل بعدها للعمل في مكتب المفاوضات لدى عريقات .

وبحسب تفاصيل الاعتقال فان المذكور اعترف بارتباطه مع الاحتلال الإسرائيلي منذ عشرين عاماً .وبحسب محاضر التحقيق فان المذكور كان يقوم بتسريب كل المعلومات والأفكار التي كانت تُعد إبان فترة المفاوضات مع الإسرائيليين .

إن قيام الاجهزه الامنيه باعتقال احد الموظفين العاملين لدى كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات يعد حدث غير مسبوق في التوقيت وان لهذا الاعتقال دلالات وأهداف وهي بمثابة رسالة مفتوحة موجهة للاسرائليين. هذه الأخبار والمعلومات التي يتم تداولها عبر مواقع الأخبار والتواصل الاجتماعي إن صحت فان هذه تشكل فأجعه للشعب الفلسطيني لجهة هذا الاختراق الأمني الإسرائيلي الذي قد لا يكون الأخير لان إسرائيل تسعى دائما لهذا الاختراق بهدف التجسس على السلطة الوطنية الفلسطينية ورصد كل التحركات الفلسطينية ضمن ما تسعى إسرائيل لتحقيقه تحت ما يسمى حماية امن إسرائيل ، كان من المفروض وبعد أن تم تسريب وثائق من مكتب الدكتور صائب عريقات أن جرى مسح امني لمعرفة كيفية تسريب وثائق بهذه السرية والدقة إلى قناة الجزيرة ، والتدقيق فيما يصدر عن وسائل الإعلام الاسرائيليه وغيرها بتسريب وثائق من هنا وهناك ضمن محاولات إضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية ومحاولات إضعاف الثقة والمس بمكانة القيادة الفلسطينية ، لا شك إن هناك العشرات لا بل المئات ممن يعبثون بالأمن الفلسطيني ويعملون لصالح إسرائيل وغير إسرائيل .

قيام الاجهزه الامنيه بهذا الاعتقال هو عمل محل تقدير واحترام الشعب الفلسطيني وجهد تستحق عليه التقدير والاحترام ،

لان هذا الاعتقال قد يكون فتح الباب على مصراعيه في إمكانية إعادة فتح ملفات الذين يعملون لصالح إسرائيل وهم بالفعل قد يكونوا في مواقع حساسة ، والموقع الذي يشغله المعتقل في المهام الموكلة له في مكتب الدكتور صائب عريقات يتعلق بالأمن القومي الفلسطيني ، وان يعمل مع الإسرائيليين طيلة عشرين عاما فهذه فأجعه ولطمة كبرى مع أنها غير مستهجنه

اتفاق اوسلوا عفا عن العملاء وسمسارة الأراضي في حينه لكن للأسف لم يرتدع البعض وباع نفسه ودينه من اجل حفنه من الدولارات أو سعيا لمكسب أو مغنم

قيام الاجهزه الامنيه بهذا الاعتقال حدث يدخل السرور في نفوس غالبية الفلسطينيين خاصة إن كان هناك قرار لملاحقة العملاء والمندسين

لكن السؤال الذي يطرح نفسه عن توقيت الاعتقال وعن الأسباب والمسببات لهذا الاعتقال

فهل الاعتقال هو بمثابة رسالة للإسرائيليين أن القيادة الفلسطينية نفذ صبرها وبدأت بإجراءات تقليص التنسيق الأمني مع إسرائيل وأنها لن تسمح لإسرائيل العبث بالأمن القومي الفلسطيني

وان عملية الاعتقال بمثابة رسالة لأمريكا وأوروبا في أن إسرائيل تعبث بالأمن الفلسطيني وهي غير عابئة بتحقيق السلام ومن حق الفلسطينيين ملاحقة العملاء والمندسين وان اقتضى الأمر توقيف التنسيق الأمني مع إسرائيل

وان دلالات الرسالة أن الاجهزه الامنيه لن تسمح لإسرائيل العبث بالأمن الفلسطيني ولن تسمح للمندسين والعملاء أن يعبثوا بأمن الفلسطينيين وإثارة الاضطرابات والفوضى والعودة إلى مربع الفلتان الأمني

وان من دلالات الاعتقال أن هذه رسالة تحذيريه لإسرائيل قد يتبعها اعتقالات أخرى سيما وان الاجهزه الامنيه الفلسطينية تملك أرشيف من المعلومات وهي رهن القرار السياسي لتعمل من اجل قطع دابر العملاء والمتعاونين مع إسرائيل

ويقينا أن عملية الاعتقال هذه تحمل دلائل وإشارات على إقدام قيادة منظمة التحرير الفلسطينية للشروع في توصيات المجلس المركزي واللجنة التنفيذية لتقليص التنسيق مع إسرائيل والذي يطال التنسيق الأمني ضمن حزمه من القرارات لمواجهة كل إجراءات الاحتلال التي تمس بالوجود الفلسطيني وبالحقوق الفلسطينية

كل التحية والتقدير للاجهزه الامنيه التي هدفها تحقيق الأمن والأمان للمواطن الفلسطيني والتصدي لكل العابثين بأمن الوطن.

بقلم/ علي ابوحبله