يوسي بيلين وزير خارجية اسرائيل السابق واليساري المخضرم تحدث في مقال عن قرب تبوؤ دحلان الرئاسة الفلسطينية والمقعد الأول في القيادة الفلسطينية ولربما للمرة الأولى أجد ركاكة في اللغة والفكرة وعشوائية لا تبلور مضمونا من رجل يلعب السياسة بالبيضة والحجر ولم يتحدث يوسي بيلين كلاما سياسيا بالمعنى الحقيقي فلا يكاد القارئ يميز بين مقالة يوسي بيلين وأي كاتب مبتدئ.
لا تدخل كلمات بيلين عقل أي سياسيى مخضرم حين قراءته ليس فيما ذهب إليه في أن دحلان هو الرئيس الفلسطيني القادم وهي لغة غريبة في تأكيدها أن الرجل قادم وأقرب مما هو متوقع وكأنه متأكد والسياسة ليست هكذا فلو أن الصياغة كانت تحمل صيغة "قد" لما تشككت كثيرا في كلام هذا الرجل المخضرم ولكن أن يجزم فهذا كلام ملغوم ولا أدري لمصلحة من كتب بيلين هذا المقال وبه كلام ركيك ومباشر غريب عن مدارس وزارات الخارجية في أي دولة على الهامش ولكن مدرسة الخارجية الاسرائيلية ليست على الهامش بل هي من أقوى المدارس في السياسة الخارجية وهنا الغرابة وهو مقال لصالح أي شخص آخر إلا دحلان لو أردنا الرد على تعليق صحيفة أو موقع "وطن خارج السرب " الذي عنون مقال آخر " اسرائيل تلمع دحلان حسب مقال يوسي بيلين .
في فكرة أن دحلان قد يكون الرئيس كتب الكثيرون وأنا منهم ولكن بهذه الطريقة التي كتبها يوسي بيلين وإلتقطتها تلك الصحيفة لتضع عنوان خبرها في صفحات التواصل الاجتماعي الفيسبوك وبإعلان "ممول" يجعل المرء يتوقف عندها طويلا فلمن المصلحة في تمويل المقال الركيك الغامض ليوسي بيلين والتشويه من قبل عنوان موقع وطن خارج السرب ؟
هل بدأت فعلا صراعات الخلافة بدخول يوسي بيلين وتلك الصحيفة على الخط ولمصلحة من ؟
تعلمنا في السياسة أن الاسرائيليين لا يعملون بهذه الطريقة وهم لديهم طرق أكثر ذكاءً من مقال يوسي بيلين لو أرادوا تلميع شخصية ما.
الفلسطينيون لديهم خبرة كبيرة وعميقة في اكتشاف التلميع ولكن الحقيقة أن تفاعلات الواقع الفلسطيني المعقد ورغم هذا التعقيد فقصة دحلان والرئاسة لم تعد خافية على أحد ومنذ سنوات وبأن الصراع الفتحاوي ليس "في فتح" بل الصراع الفتحاوي هو "على فتح" التي تنتقل طبيعيا وليس قصريا لجيل دحلان ومروان والرجوب وصائب عريقات وشتية وتوفيق الطيراوي وماجد فرج وعثمان أبو غربية وحسين الشيخ ومحمود العالول وهم جميعا أعضاء اللجنة المركزية الحالية في فتح ولن تكون خارج هؤلاء تلك المناصب الأولى لحركة فتح والسلطة واللجنة التنفيذية وهذا يعني أن معركة الخلافة قد حسمت لهذا الجيل بعد انتهاء أدوار القيادات الأولى الذين آخرهم الرئيس عباس.
من هنا فما كتبه يوسي بيلين ليس جديدا عن أن دحلان هو الشخصية النافجة بين هؤلاء ولكن أشك في نوايا يوسي بيلين في مقاله هذا وقد يكون حرقا للمراحل ولدحلان شخصيا لصالح شخصية أخرى لا أدري من هي فاللعب لمعركة الرئاسة على أشده خارج فتح بما فيها اليساري المخضرم يوسي بيلين وفكر يوسي بيلين الذي لا يتواكب مع هؤلاء الفتحاويين جميعا وقد يكون بيلين يلعب لصالح مرشحين آخرين خارج فتح يقترب بفكره منهم أو مع شخص من فتح يريده جماعة بيلين ومن هؤلاء المذكورين في اللجنة المركزية لأن عقلية وفكر دحلان لا تقترب من فكر يوسي بيلين .
العظمة يا فتح الجديدة في أن ليس العرب هم الذين يحاولون في خياراتهم لرئاسة فلسطين فقط بل أيضا أطراف أخرى خارجية وصلت لسياسيين كبار مثل يوسي بيلين، فلمن تلعب يا يوسي؟ وهل تبيع أم تشتري وبالتأكيد ليس لدحلان!!
دحلان سيأتي بانتخابات شعبه اذا أرادوه وهم سيفعلون ذلك يا " وطن خارج السرب" وليس بتلميع اسرائيل فقد كبر شعبنا الفلسطيني العظيم على تلك الخزعبلات.
د. طلال الشريف
17/1/2016م