أثارت تصريحات اللواء ماجد فرج رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية تصريحات متناقضة بين مؤيد ومعارض لهذه التصريحات ، التي أدلى بها لصحيفة (ديفنس نيوز) الأمريكية ، كلا من الفر قاء الفلسطينيين حلل ووصف التصريحات وفق ما يخدم أهدافه وتطلعاته السياسية والحزبية والبعض وصفها في سياق التوصيف في السباق للرئاسة الفلسطينية .
بعض التقارير بحسب ما أوردته من معلومات صورت العمل ألمخابراتي الفلسطيني بأنه جهاز دولي يلم بمعلومات إقليميه ودوليه وبحسب تقريرها أن جهاز الأمن الفلسطيني يتخطى حدود الأمن الفلسطيني وهو مسخر لخدمة وكالة المخابرات الامريكيه سي أي إيه .
وبحسب ما زعمته صحيفة "الوطن" الليبية على موقعها على الانترنت اليوم الجمعة (22|11) إن الوكالة بصدد تكريم خاص ومميز للواء فرج، حيث نسبت إلى مصدر فلسطيني مطلع في واشنطن لم تذكر اسمه، قوله بان "التقدير الخاص الذي يحظى به اللواء فرج يتخطى حدود الملف الأمريكي ـ الفلسطيني ـ الإسرائيلي إلى قضايا وتوترات إقليمية، خاصة بعد أن نجح اللواء فرج في تقديم عون كبير للمخابرات الأمريكية في ملفي ليبيا والصومال".
لا شك أن الاجهزه الامنيه الفلسطينية مستهدفه بحملات إعلاميه إقليميه وامريكيه وإسرائيليه وتهدف الحملات الاعلاميه لتشويه صورة عمل تلك الاجهزه لخدمة أهداف وغايات ما تسعى إسرائيل لتحقيقه ، فإسرائيل تسعى لإخضاع الاجهزه الامنيه لإرادتها ومشيئتها في سعيها لتحقيق أمنها بالتنسيق مع حليفتها الولايات المتحدة الامريكيه وهي تصور السلطة الوطنية الفلسطينية وكأنها تعمل بالنيابة عن إسرائيل لتحقيق الهدف الإسرائيلي .
وان إسرائيل تستغل التنسيق الأمني ضمن حملة تسويق إعلاميه تهدف لإيجاد هوة بين المواطن الفلسطيني وأجهزته الامنيه ضمن عملية تشكيك في عمل الاجهزه الامنيه .
تصريحات اللواء ماجد فرج لصحيفة ديفنس نيوز استغلت ضمن حملات إسرائيل لتشويه صورة المخابرات الفلسطينية وربطتها أجهزة الإعلام الإسرائيلي في سياق المنافسة على الرئاسة الفلسطينية وهو هدف قصد منه تأجيج الخلافات والصراعات بين الاجنحه والقوى الفلسطينية بما يخدم أهداف إسرائيل التي لا تألوا جهدا للعبث بالأمن الفلسطيني .
إسرائيل تعمد إلى عملية تسويق إعلامي وسياسي يهدف إلى تدمير مكونات الشعب الفلسطيني ضمن هدف إسرائيل لإضعاف روح المقاومة ولتقويض أسس البنيان السياسي والاجتماعي وتدمير كل مقومات البناء الاقتصادي وان إسرائيل بوسائلها المختلفة تحاول إذكاء الفتن وتأجيج الصراعات الفلسطينية ضمن عملية الترويج في الصراع على الرئاسة الفلسطينية حيث تستغل حكومة ا لاحتلال الإسرائيلي الانقسام الفلسطيني وصراع الاجنحه في التنظيم الواحد لتحقيق أهداف إسرائيل لإضعاف الموقف الفلسطيني ليتسنى لإسرائيل تمرير واستكمال مشروعها الاستيطاني والتهويدي .
إن قدسية القضية الفلسطينية تتطلب من الجميع الترفع والتوقف عن التحريض وعن كيل الاتهامات والاستسلام للمخطط الإسرائيلي التي تعمد لتأجيج عملية الصراع ، علما أن هناك من يتربص للتصيد من هنا وهناك ضمن محاولات تعميق الخلافات وتجسيد الانقسام ، وكأننا نستنسخ التاريخ لنعود القهقرى نعود للمجلسيين والمعارضين ،
بأيدينا وبأنفسنا نطبق نص المادة السادسة لقانون صك الانتداب البريطاني على فلسطين التي تنص " يجب وضع البلاد تحت ازمه سياسيه واقتصاديه واجتماعيه وأخلاقيه خانقه لتكريس إقامة الوطن الإسرائيلي فوق فلسطين "
حقيقة أننا تحت الاحتلال الإسرائيلي ، ومحكومين ومقيدين باتفاقات مع إسرائيل ولا احد ينكر ذلك أو يستطيع التحلل من هذه الاتفاقات إلا إذا تم إلغائها وحل السلطة الوطنية ،
ووفق التعقيد الذي عليه القضية الفلسطينية في ظل الصراعات التي تشهدها المنطقة فان حكومة الاحتلال الإسرائيلي تحاول أن تجرنا إلى مربع تستطيع من خلاله تدمير كل البني التحتية والاستفراد في شعبنا الفلسطيني وهي تستغل ذلك من خلال تشريعها لقتل الفلسطيني لمجرد الاشتباه ،
ونخشى ما نخشاه أن حكومة الاحتلال الصهيوني عبر حملتها وتسويقها الإعلامي باستغلال تلك التصريحات وفق رؤيتها ، تعد عدتها لضرب غزه حيث تحشد قواتها وتنصب مدفعيتها حول غزه ،
ألحكمه تغلب الشجاعة ، أي تهور قد يقودنا إلى ما لا تحمد عقباه ولنتذكر انتفاضة 2000 وكيف أن حكومة الاحتلال استغلت ذلك بأبشع استغلال واجتاحت كل مدن الضفة الغربية بساعات وعاثت فسادا وخرابا في الضفة ونتذكر حرب غزه 2014 وما ألحقته من دمار لغاية الآن حيث تضع العراقيل أمام إعادة إصلاح ما دمرته الحرب ،
من هذا المنطلق ووفق كل ذلك لا بد لنا أن نعلم أن تصريحات اللواء ماجد فرج قد جاءت وفق السياق الوطني وان التصريحات جاءت لتبين حقيقة الاحتلال الذي يرتكب جرائمه بحق شعبنا الفلسطيني بلا مبرر ، وان حكومة الاحتلال شرعت قتل شعبنا الفلسطيني وان القتل هو لمجرد القتل بمجرد الاشتباه وان ذلك لا مبرر له ويشكل خرق فاضح لكل الاتفاقات والقوانين الدولية .
جرائم إسرائيل بحق شعبنا الفلسطيني غير مبرره وان السلطة الوطنية الفلسطينية ملتزمة بالاتفاقات المعقودة مع إسرائيل وان إسرائيل تخرق تلك الاتفاقات وان مخاطبة الرأي العام تتطلب حكمه ويقظة ولا تتطلب عواطف وتجيش لان الإعلام الصهيوني يستغل كل صغيره وكبيره ويروج لها لأجل استغلالها لصالحه وها هو يجير تصريحات اللواء ماجد فرج بما يخدم أهدافه والتي تركت انعكاس على الشارع الفلسطيني من خلال ما شهدناه من حمى التصريحات المتناقضة بين مؤيد ومعارض ومنتقد لتلك التصريحات
وجميعنا يذكر كيف أن إسرائيل استغلت خطابات الرئيس محمود عباس ووضعتها في سياق التحريض مع أنها جميعها لم تتضمن سوى أن الفلسطينيون يرفضون الارتهان للاحتلال ويرفضوا أن يبقوا والى الأبد تحت الاحتلال ،
جهاز المخابرات الفلسطيني وكافة الاجهزه الامنيه الفلسطينية لم تدخر جهدا في القيام بمهامها وواجباتها الوطنية لحماية الشعب الفلسطيني ،
اعتقال مشتبه به بالتخابر مع الاحتلال في مكتب الدكتور صائب عريقات مسئول ملف المفاوضات يزعج إسرائيل وقد يكون ذلك وراء الحملة الاعلاميه الاسرائيليه لتشويه صورة المسئول الأول في جهاز المخابرات الفلسطينية ،
وان هناك العشرات من المهام التي قام بها جهاز المخابرات والأمن الوقائي والشرطة في إبطال عشرات صفقات البيوع المشبوهة للاحتلال وهذه لا يتم الإعلان عنها ولم يتم اخذ إذن من الاحتلال الإسرائيلي بل على العكس من ذلك هذه النشاطات تزعج الاحتلال الإسرائيلي
ويعتبرها الإعلام الإسرائيلي في سياق التحريض على الاحتلال ، وعدم الكشف عن هذه المهام والأعمال تأتي حفاظا على استمرارية عمل الاجهزه الامنيه في الحفاظ على الأرض ومقاومة البيوع للاحتلال وعدم الإعلان عن هذه المهام يأتي في نطاق الاستمرارية والسرية في عمل الاجهزه الامنيه ،
لسنا بصدد الدفاع عن الاجهزه الامنيه لان الاجهزه الامنيه أفرادها من الشعب الفلسطيني ،
والحقيقة التي دعتنا إلى هذا الموضوع هو أن التصريحات التي تصدر هنا أو هناك أصبحت ماده دسمه للبيانات والتشهير والتي تضر بنا وبوحدتنا وتمس بمجتمعنا أكثر ما تضر بإسرائيل بل العكس من كل ذلك هذه التصريحات وهذا الردح الإعلامي وغيره تخدم الإعلام الإسرائيلي واستغلاله لتحقيق هدفه ،
وهدف الاحتلال الإسرائيلي كان ولا يزال في الوصول إلى فلسلطنة الصراع واقتتال الفلسطينيين بعضهم ببعض ، وفي هذا علينا أن نذكر حقيقة وهي أن إسرائيل كانت المستفيد من عملية الاقتتال في غزه وأدت إلى ما أدت إليه من انقسام جغرافي واجتماعي وسياسي .وان هذا الانقسام يخدم الهدف الإسرائيلي في مخططها للفصل الأحادي الجانب
إن قدسية القضية الفلسطينية وحساسية المرحلة ودقتها تتطلب من الجميع التوقف عن سياسة الردح الإعلامي وكيل الاتهامات والاتهامات المضادة وأصبح لزاما على الجميع توحيد الخطاب السياسي والإعلامي وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وصولا إلى التوصل لاستراتجيه وطنيه فلسطينيه تخدم القضية الفلسطينية وتخرجها من دائرة التحكم الإسرائيلي ومواجهة مشروعها الاستيطاني والاستيلاء على الأراضي وتهويد القدس بما يؤدي إلى دعم الصمود الفلسطيني وإفشال المخطط الإسرائيلي الهادف لإيقاع الخلافات في صفوف شعبنا الفلسطيني.
بقلم/ علي ابوحبله