قد يتسأل البعض وفي ظل دوامة التعاريف العاطفية والسياسية لكي يجيب البعض على هذا السؤال، ما بين التاريخ والحاضر والمستقبل وقد تتوه الاجابة ومنهم من يفتصر الطريق ليقول فلسطين في القلب وفي الوجدان ، ومنهم سيقول هي في كتب التاريخ والتربية الوطنية واخرين سيجيبون باندفاع هي في فوهة البندقية والصاروخ ورجال الجغرافيا سيضعون اجابة بانها من راس الناقورة لام الرشراش ولكن عند السياسيين فهي مقيدة بحبال القرار 242 و338 وحل الدولتين وهي الضفة وغزة وهؤلاء هم التطبيعيون مع الاحتلال ، والبعض الاخر يقول لاجغرافيا سياسية للدولة الفلسطينية ومحبطون يقولون لم تعد الضفة سهولها وجبالها لاتساع المستوطنات تمهد لخريطة فلسطينية بل يجب ان يكون محور النضال لدولة ثنائية القومية على الجغرافيا التاريخية لفلسطين .
ولكن قد نسمع مصطلح الدولة الفلسطينية ولكن لم نعد نسمع مصطلح فلسطين فاذا تحدثنا عن الدولة اين حدودها وتواصلها اما اذا تحدثنا عن فلسطين في الجغرافيا فهي موجودة وسياسيا ليست موجودة ،ازمة تعصف بالعريف السياسي والمواطنة والحدود لفلسطين واين هي ...!!
لقد مرت حملات عابرة لفلسطين وبقيت حدودها وتضاريسها وديموغرافيتها عربية وانتصر الواقع العربي والاسلامي على كل حملات تغيير الجوهر الديموغرافي والسياسي لفلسطين كخريطة عربية تحمل واقع سياسي وامني ، ولكن الان هناك فصل بين التعريف الشعبي لفلسطين المرتبط بالجغرافيا والتاريخ والتعريف السياسي المرتبط بالواقع الاقليمي والدولي ، وفي كل الاحوال الدبلوماسية تتحدث عن الدولة ومن ثم ترسيم الحدود المتفق عليها في المفاوضات ولا تتحدث عن فلسطين وخريطتها السياسية والامنية ...!! فهل من الصائب ان تحدث عن مبدأ ترسيم الدولة قانونيا واعترافا اقليميا ودوليا اولا ام نتحدث عن الجغرافيا والحدود اولا لكي نص لحل عادل اذا ما تم قبول المفاوضات في ظل عدم التوازن كمبدأ.
معطلة يعيشها الواقع الفلسطيني وتوهان سياسي فرضه من تعبوا من المشوار ويريدوا ان يستظلوا من عناء المشوار ليتمتعوا بعد تعب من مأكل ومشرب حتى اتخمت بطونهم ولم تعود اقدامهم على السير لنهاية المشوار ، وهذا سر التخبط والتراجعات التي حدثت في حركة التحرر الوطني حتى افرزت طبقة حاكمة تمتلك وسائل التحكم في الواقع الفلسطيني الذي يضحي وما زال قادر على التضحية اما هم فتوقفت وتجمدت عقولهم على اول رصيد بنكي لم يكونوا يحلموا به او قطعة الارض لم ينالوها من املاك لاجدادهم .
اين فلسطين ...؟؟؟؟ سؤال مهم يجب ان يكون مرافق لكل خطوة يخطوها هؤلاء في مقدمة مصالحهم لا ان يتباروا في شجاعة مسبوقة النظير للوفاء بالتزاماتهم نحو الاحتلال ولم يعطوا مواقفهم شجاعة ليتحدثوا عن ما اكله الاستيطان او عمليات التصفية الميدانية او حروب قام بها الاحتلال لازهاق الشعب الفلسطيني في معيشته وحياته ومستقبله.
اين فلسطين ..... ولا تحدثوني عن زمن مترهل مستنزف ثقافيا واخلاقيا لكل طاقات شعبنا وما يمكن ان يوفره من بدائل لفشلكم ، بل الاصرار على الفشل ، هذا الفشل الذي يلبي مصالحكم اولا وبصرف النظر عن حاجيات المواطن الوطنية ، بل جعلتم من واقعكم جيستابو امني يقفل كل الطرق والردهات والازقة وكأننا نعيش في عصر القياصرة والطغاة .
اين فلسطين يا سادة ...؟؟؟؟؟ اين جبل الكرمل واين شواطيء حيفا ويافا واين سهولاها ووديانها بل اين المثلث والنفب والضفة يا سادة ..؟؟!! قد لا تستطيعوا الاجابة على تلك الاسئلة بل واقعكم قد يفرض اجابة وقد يجدوا خريطة فلسطين في بعض المزارع المملوكة او في صورة عملة نقدية لحاييم وايزمان او جورج واشنطن او هرتزل او غولدا مائير .
وياللهول وليتكم حققتم دولة ولو مختزلة على ما تبقى من ارض الوطن .... ويا ليتكم بنيتم صرح ثقافة وطنية ، اوشيء من المؤسسات الوطنية ......للاسف كل حياتكم فشل ... وواقعكم فشل ..........وشخوصكم كخيال المأتة في حضرة الاحتلال ..... وفرسان يحملون ويشهرون سيوفهم على ابناء شعبهم ...
لقد افهمنا التاريخ سلوك القياصرة وافهمنا ايضا كيف يعيش وسطاء الاحتلال ........وفهمنا كذلك بان صمت الشعوب لا يطول مهما تجاوز الطغاه ووسطاء ووكلاء الاحتلال من طغيانهم وقرصنتهم ........ ولكن يبقى السؤال الحاضر الان :: اين فلسطين ...؟؟؟!!
سميح خلف