الاعلام الرسمي... بين المهنية ...والالتزام بالأهداف

بقلم: وفيق زنداح

كثير من الاعلاميين والمهنيين الذين عملوا بمؤسسات الاعلام الرسمي ....ومنهم من عمل بمؤسسات اعلامية حزبية ومستقلة ..... يدركون مدي أهمية الالتزام المهني .... كما أهمية الالتزام بالسياسة العامة للمؤسسة الاعلامية التي يعملون بها ....لكن من يعمل في اطار الاعلام الرسمي يبقي محكوما وملتزما بالمهنية وحرفيتها ...والاهداف والالتزام بها وفق السياسات الاعلامية المعتمدة ...وحتي لا يفهم من مفهوم الالتزامات ما يمكن أن يأخذ بفكر احد الي مربع التأويلات ....ومحاولة اخراج الكلمة عن سياقها ومدي التزاماتها بعمق الاهداف التي من اجلها كان هذا الاعلام ...فالالتزام ثقافة اعلامية ...لها منطلاقاتها وأساليبها ...لها مفرداتها وصياغاتها ..وهي تأخذ أشكال متعددة من التقارير والتحاليل والتحقيقات .....وحتي المقالات والبرامج الحوارية والأفلام الوثائقية ....لا ارتجالية بالعمل الرسمي الاعلامي ...كل شيء يتم بدقة ونظام ووفق سياسات واضحة يتم نهجها والالتزام بها .

الالتزامات والمنطلقات الفكرية والوطنية ....والمحددة بمهنية عالية ومتميزة في اطار الابداع الفكري.... والاخراج التلفزيوني والاذاعي ....وحتي طريقة اخراج العمل الصحفي المكتوب والمقروء ....وحتي يفهم المعني الحقيقي من مفهوم الالتزام الاعلامي ..والذي يؤكد على مفهوم الالتزام الوطني بالموقف السياسي الرسمي ....والمحدد بالتالي :

أولا : التأكيد على اهدافنا الوطنية الثابتة ....والمحددة بحق تقرير المصير واقامة دولتنا الفلسطينية بعاصمتها القدس بحدود الرابع من حزيران 67 ...والحل العادل لقضية اللاجئين وفق القرار 194 .

ثانيا : دولة فلسطين دولة ديمقراطية تحترم فيها كافة الاديان ...وحق العبادة مكفول للجميع في اطار التعاليم الدينية والشرائع السماوية ..ووفق القانون والنظام الفلسطيني ثالثا : الدولة التي نسعي لتجسيدها ذات سيادة كاملة وخالية من كافة المستوطنات والمستوطنين ولا يوجد على أرضها أي جندي احتلالي باعتبارها دولة فلسطين ذات السيادة الكاملة على أرضها .

رابعا : تعزيز الديمقراطية والمشاركة السياسية ...واطلاق الحريات العامة والخاصة وفق القوانين والنظام الداخلي وبما لا يتعارض مع الأنظمة والتعاليم الدينية .

خامسا : الالتزام بكافة المؤسسات المكونة للنظام السياسي الفلسطيني ..مؤسسة الرئاسة ..مؤسسة الحكومة ...السلطة التشريعية ...السلطة القضائية ...والسلطة الرابعة .

سادسا : الالتزام بالمرجعيات والقوانين المنظمة للمؤسسات التشريعية والتنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد باعتبارها مرجعية السلطة الوطنية الفلسطينية ...والمكونة من المجلس الوطني...المجلس المركزي ...واللجنة التنفيذية .

سابعا : الالتزام بالمواقف الرسمية سواء كانت سياسية أو دبلوماسية ..أو اتفاقيات ثنائية او اقليمية أو دولية ...خدمة للموقف الرسمي وعدم الاخلال بالالتزامات مع الاخرين .

ثامنا : احترام الخصوصيات والمواقف الحزبية والمجتمعية في اطار احترام التعددية السياسية ....والديمقراطية الفلسطينية ...في اطار المنظومة السياسية والقانونية والديمقراطية والمجتمعية .

تاسعا : احترام خصوصيات الدول ومواقفها وعدم التدخل بالشئون الداخلية للدول والتعامل الاعلامي بمفهوم الخبر ...والتحليل الملتزم .

عاشرا : المساهمة الاعلامية المهنية من خلال الجهود والابداعات الفكرية والمهنية لحل كافة الاشكاليات والظواهر المسيئة للعلاقات الانسانية...والمجتمعية وتعزيز الوحدة الوطنية القائمة على التعددية ...واحترام المواقف والآراء .

الحادي عشر : تعزيز ثقافات الحرية والعدل والمساواة ...وحقوق الطفولة والمرأة ومحاربة الفساد بكافة أشكاله المالية والسياسية والادارية ..وتعزيز الثقافة القانونية ..واحترام القضاء وأحكامه .

الثاني عشر : الالتزام بالدفاع بكافة الوسائل الاعلامية ومن خلال الابداعات الفكرية ومجمل الصياغات والتصنيفات الاعلامية عن الوطن وحريته .....والشعب وكرامته وحقوقه ...والشرعية الوطنية وقراراتها ..ومرجعياتها .

الثالث عشر : الالتزام بالمشروع الوطني الفلسطيني التحرري وحق شعبنا بمقاومة المحتل الاسرائيلي بكافة الوسائل المشروعة والمقررة بحسب القرارات الصادرة عن القيادة والمرجعيات السياسية الشرعية كحق مقاومة الاستيطان ...ومقاطعة المنتجات الاسرائيلية ....وتعزيز مفهوم الصناعة الوطنية وخيار المقاومة السلمية ...والنضال السياسي عبر كافة المنابر والمؤسسات الاقليمية والدولية ... مع حق شعبنا باختيار وسيلة مقاومته وفق المتغيرات السياسية والميدانية.... على قاعدة حق الدفاع عن النفس والارض والكرامة.

الرابع عشر : الالتزام بنشر كافة التقارير والاخبار الثقافية والاعلامية ..وبث كافة الفعاليات الوطنية والمناسبات التاريخية .

الخامس عشر : فتح ابواب ومنافذ الاعلام الرسمي لكافة الشخصيات الاعتبارية والقيادية ..وفصائل العمل الوطني والاسلامي في اطار حرية الرأي ...وحق الاختلاف في اطار البرنامج والسياسات العامة للإعلام الرسمي ...وتعزيزا لنهج الديمقراطي داخل هذا الاعلام .

السادس عشر :تغطية كافة الفعاليات الجماهيرية والوطنية ....سواء كانت المسيرات أو الندوات وورشات العمل والمؤتمرات أو الوقفات والاعتصامات في اطار الشعارات والاهداف التي تتوافق والقانون الفلسطيني .

السابع عشر : الالتزام باستمرار فتح افاق التعاون ..ونقل الاخبار والفعاليات للجاليات الفلسطينية بكافة انحاء العالم ..واحداث الربط الوطني والثقافي والاعلامي ما بين أبناء الشعب الفلسطيني الواحد .

الثامن عشر : الالتزام بنقل كافة الابداعات والمصنفات الفنية والتشجيع على الانتاج التلفزيوني ...والاذاعي والصحفي ....وتنظيم المسابقات ..وتشجيع الابداعات والمبدعين من الهواه والمحترفين ..واداء دور فعال على الصعيد الفني والثقافي والمجتمعي من خلال اعلام هادف وجاد وملتزم .

التاسع عشر : احترام الاديان السماوية وتعاليمها وأخلاقياتها والتأكيد على مناسباتها من خلال التغطية الاعلامية والتعريف بتلك المناسبات وابعادها ودلالتها .

العشرين : الالتزام بكافة القضايا للفئات العمرية ...منذ الطفولة ...الشباب ..المرأة ..كبار السن .... عاملين ومتقاعدين ...عاطلين عن العمل ...مبدعين وفنانين...أي رسالة اعلامية تخاطب الجميع وتحاكي قضاياهم بكل مهنية .

الواحد والعشرين : التأكيد على نشر السياحة الدينية والتاريخية باعتبار فلسطين ذات تاريخ وحضارة ...وبداخلها من المقدسات الاسلامية والمسيحية ما يوفر النجاح للسياحة الدينية في ظل وجود بيت لحم والقدس .

الاعلام الرسمي بكافة وسائله عليه من الالتزامات الكثير ....والتي يسعي لتحقيقها ...بما يمتلك من امكانيات مادية ....وفنية ..وتكنولوجية....ومن مهارات مهنية ابداعية ...وهنا يجب التأكيد على سياسة التدريب المتواصل لتطوير القدرات والكفاءات بما ينسجم ويتلاءم مع المهام والمسئوليات والالتزامات التي تقع على عاتق الاعلام الرسمي .

الاعلام الفلسطيني الرسمي ملتزم بقضايا الوطن ويعمل عليها ...بكافة الطرق والوسائل ....ولا يكترث بما يخرج عن اعلام الاحتلال من اتهامات مستمرة على انه يقوم بالتحريض ....فاذا كان حب الوطن والدفاع عنه ....والتمسك بالثوابت الوطنية والشرعية والفلسطينية ...والحرص والدفاع عن الارض والمقدسات وكرامة الانسان وحقوقه ....تحريضا من وجهه نظر اسرائيل .....فهذا دور الاعلام الرسمي والحزبي والمستقل .....في الدفاع عن كافة المواقف الوطنية مهما كان مصدرها .....ومنطلقها ...لأننا جميعا أبناء فلسطين ....ومن خلال اعلامنا ..وبكافة أشكاله ووسائله ...نعمل من أجل هدف واحد هو حرية الارض والانسان ...واقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة ...وكنس هذا الاحتلال المجرم ..وقطعان مستوطنيه ..وازالة المستوطنات والجدار العنصري .

اعلامنا الفلسطيني لا يحرض على احتلال ارض الغير ...ولا يطالب بالاستيطان بأرض الاخرين ...ولا يتحدث عن القتل والحرق ..وسفك الدماء ..وتدمير المنازل ..وقطع الاشجار ...اعلامنا لا يتحدث عن العنصرية القاتلة للإنسانية ....ولا يتحدث عن الكراهية وزرع الأحقاد ... والمساس بالأديان ...بل يعمل اعلامنا على نشر ثقافة السلام ....لكن السلام القائم على العدل واحترام الحقوق ....والالتزام بسيادة الدول وشعوبها ...وليس كما حالة هذه الدولة المنفلتة ...وهذا الكيان العنصري .....الذي لا زال على تحريضه وقتله واستيطانه ...لا زال على تدنيسه لمقدساتنا ...وعلى قتله لأطفالنا ...ولا نعرف على ماذا يعترض ....وعلى أي أساس يتهم ؟؟!! ...أن اعلامنا يحرض ...فاذا كنا بحرصنا وتمسكنا بحقوقنا ..وحقنا بالدفاع عن أرضنا ..ومقاومة هذا المحتل ....يعتبرونه تحريضا ..فنحن أول المحرضين واخرهم .

بقلم/ وفيق زنداح