هل جاء دور قطر "الفلسطيني" في الإغراق

بقلم: طلال الشريف

جرت العادة أنه كلما يبدأ حراكا مفصليا في الحالة الفلسطينية يكون إما مقدمة لحرب أو تغييرا في اللعبة سواء الداخلية أو الخارجية منها وفي الغالب يكون الناتج إضعافا جديدا للحالة والموقف الفلسطينية حتى بات الوضع الفلسطيني مترديا جدا فهنا في غزة حصار ومعاناة حياتية تفوق التصور وهناك في الضفة الغربية وضع متفجر أمنيا ضد الاحتلال ونار تحت الرماد تنتظر مفاجآت غياب الرئيس عباس وبدء الصراع على خلافته بعد أن مضى الوقت الذي كان ممكنا لنقل آمن للسلطة سواء من الناحية القانونية والتشريعية أو من الناحية التنظيمية وبات المشهد مخيف بعد أن استمر شباب الانتفاضة في عملياتهم الفردية رغم تراجع الثقل الجماهيري النضالي ضد الاحتلال وهي حالة خطيرة من انفصال أو الفصل المتعمد عن الحراك الجماهيري والذي قد يندلع بشراسة أكبر من التوقعات في اتجاه فوضى عارمة حيث لم تتقدم السلطة أو الفصائل الحدث ولم تحافظ على تواجدها في سير أحداث الانتفاضة بل قد يحسب الجمهور الفلسطيني أن هناك من يقمعها أو لا يقف بجانبها وهي حالة انفصام غريبة وقمة الخذلان لحركة الجمهور في مواجهة الاحتلال قد تتحول لعنف داخلي يصعب السيطرة عليه في أيام أو أحداث قادمة.
إذاً الحراك الحمساوي العباسي الهارب من المواجهة مع الاحتلال نحو امكانية التهدئة الجارية بين حماس وعباس للمصالحة في قطر قد لا تفيد هذه المصالحة أو التهدئة من الحالة الجماهيرية المتفاعلة تحت السطح في الضفة الغربية وقد تلهبها أكثر بفشلها لو أخذنا محاولة الطرفين الفلسطينيين بحسن النوايا ولكن لا ندري النوايا القطرية العميقة طبعا.
السؤال هل ذهب عباس للتنازل لحماس خشية تفاقم الأوضاع بالضفة الغربية ؟
والشق الثاني من السؤال هل ذهبت حماس للتنازل لعباس خشية تفاقم الأوضاع في غزة وإمكانية الحرب؟
والشق الثالث من السؤال هل تلعب قطر دور المنقذ الصوري هذه المرة لعباس وحماس بعد استنفاذ أدوارهم وهي تعرف التحولات القادمة لحالتيهما وأن مرحلة قد انتهت ومرحلة جديدة نبدأ وعليهم مغادرة المسرح؟
والشق الرابع من السؤال كيف سيغادر الطرفان المسرح الفلسطيني ؟ ومن المقاول هذه المرة ؟ وإلى أين ؟
لعل القادم من الأيام يزيح الستار عن الحراك الجاري في قطر التي لعبت بين الجميع ومع الجميع في المنطقة فأغرقتهم وبلدانهم في الدم فهل جاء الدور على فلسطين .. دعونا نرى ودعونا نتمنى السلامة لشعبنا المظلوم داخليا وخارجيا .. وما الحراك الفلسطيني كما قلنا إلا مصيبة أو كارثة جديدة فلم يتغير شيئا نوعيا بين المنقسمين أصلا لنقول أننا متفائلون .


د. طلال الشريف
27/1/2016م