اضافة الى محاولات استمرت سنوات منذ عام 2007 تاتي المحاولة القطرية التركية لانهاء الانقسام بين فتح وحماس ، وكما اشيع للان لتشكيل حكومة وحدة وطنية وانعقاد مجلس وطني فلسطيني بدورة طارئة ولكن تأخذ منحنيات وميكانيزمات الدورةالعادية ولتحديد موعد لانتخابات رئاسية وتشريعية .
لست متفائلا كغيري من افراد الشعب ولتجربة ماضية مع هذين الفصيلين اللذان يعانيان من مشاكل داخلية اضافة لمشاكل البرنامج والتباين بين الفصيلين والتي تجعل من اوجه الاتفاق امرا ضئيلا ، وهذا اذا ما اخذنا في الحسبان الاستقطابات الاقليمية وارادة التمويل لكلا منهما .
في الحسابات التاريخية والدول التي تتأثر بالواقع الامني والسياسي للقضية الفلسطينية هي دول الجوار لفلسطين المحتلة "" مصر، والاردن ،، وسوريا"" وبالتالي تلك الدول التي تعتبر شريكة فيصياغة القرار الفلسطيني ، ولذلك مصر والاردن هما الدولتان اللتان يعنيهما امر الانقسام وتعنيهما الحالة الفلسطينية ولان سوريا كان الله في عونها ونأمل ان تخرج من محنتها وما دبر عليها من مؤامرات سالمة معافية ذات سيادة على اراضيها .
ولتلك المعطيات فأن مصر هي التي تحمل ثقل الملف الفلسطيني والتي على ارضها وبرعاية مصرية تمت جميع الحوارات واللقاءات بين الفصائل واخرها اتفاق القاهرة في عام 2011 والذي ينص في محتواه على حل الاشكاليات بين فتح وحماس رزمة واحدة وتحديث مؤسسات منظمة التحرير وانتخابات رئاسية وتشريعية ، وتلاه اتفاق الشاطيء الذي انتج حكومة عاجزة تسمى "" حكومة التوافق""
الفصائل والشعب الفلسطيني يقع تحت طائلة المال السياسي والتناقض السياسي لانظمة اقليمية وعربية ، مصر دولة وطنية تبتعد في نظامها عن اهمية الاحزاب في نظامها التنموي والتي تحافظ فيه على وحدة اراضيها والسلم الاجتماعي بعيدا عن الخلافات الحزبية وما تنتجه الاحزاب من تمزق لبنية البشرية والاقتصادية والاجتماعية ولذلك كانت على صدام مع الاسلام السياسي واحزاب اخرى .
تركيا وقطر وهي تدعم الاسلام السياسي وفي نفس الوقت تربطها علاقات وطيدة مع اسرائيل وبتحول ملف الانقسام الى تركيا وقطر وخروج مصر من هذا الملف يعني ان تلعب تركيا وقطر بالورقة الفلسطينية على قضايا سياسية لن تكون خارجة عن تصور الانفتاح النسبي لغزة كالميناء وبعض الانفراجات الاخرى وهذا المنطق تحتاجه حماس ويحتاجه ابو مازن لخروج من مازقه السياسي في الضفة الغربية وحماس قد تحل مشاكلها المالية ايضا ...
المحور الاخر الذي يدخل على الملف الفلسطيني الثقل الايراني وامتداداته والذي يتمثل بحزب الله ، والذي يسعة للوساطة بين حماس وحركة الجهاد الاسلامي من طرف وايران من طرف اخر ، ايران التي افرج عن اموالها يمقدار 100 مليار دولار كانت مجمدة ابان حصارها وقبل الاتفاق النووي ، ايران تدخل على خط المصالحة ايضا ، فهناك من لهم رأي وموقف عند حماس للتقارب مع ايران .
اذا المصالحة الفلسطينية تدخل في بؤرة التجاذبات الاقليمية ولاسرائيل على ارض الواقع تمتلك الورقة الاقوى كسلطة احتلال ، ويبقى اي حوار في الدوحة مرتبط ارتباطا وثيقا بمدى التفاهمات بين تركيا وقطر مع اسرائيل لتسهيل ابرام المصالحة التي قد تتطلب من حماس التنازل سياسيا عن بعض اوراقها .
واعتقد ان المصالحة والغرض منها هو الانجذاب نحو غزة لتكون المركز المؤثر في صياغة القرار الفلسطيني مستقبلا ولان اسرائيل وتصريحات مسؤليها تتحدث عن ضم تدريجي متزامن للضفة وان سقطت السلطة في الضفة يجب ان لا تسقط وطنيا بوجودها في غزة ........."" ولم تنتهي الاسطر""
سميح خلف