ربما الرئيس لم يتدارك اخطاءه التي توالت منذ تسلمه الرئاسة منذ عشر سنوات ، ومن ثم يفقد التوازن ما بين هو ضرورة على المستوى الخارجي وما هو اهم على المستوى الداخلي من معضلات خلفها الانقسام الداخلي سواء في داخل فتح او على المستوي الفلسطيني ، وبلاشك ان العمل الخارجي سواء على المستوى الاقليمي او الدولي لا يمكن ان يكلل بالنجاح في حالة جبهة داخلية مفتتة منقسمة تفتقد للروح الثقافية وما يترتب عليها من سياسات وطنية .
1- لقد فشل الرئيس في انهاء الانقسام بين شطري ما تبقى من الوطن
2- وفشل الرئيس في تحقيق وحدة فتح ولانها ركيزة العمل الوطني بل تركها تئن بمنطق الاقصاء والتمييز واهمال دورها في اتخاذ القرار
3- فشل الرئيس في سياساته الخارجية ولم يحقق شيء ملموس يعود بالنفع على القضية الفلسطينية فعليا بل انجازات ظاهرية كالاعتراف بفلسطين دولة غير عضو في الجمعية العامة وبلا تعريف للحدود والجغرافيا لتلك الدولة
4- فشل الرئيس في الذهاب الى الجنائية الدولية تحت ذريعة التهديد الامريكي بأدراج فتح تحت قائمة الارهاب وكما ذكر عضو المركزية عباس زكي مؤخرا في عمان .
5- فشل برنامج الرئيس بحل الدولتين والمقاومة السلمية التي اتت بؤكلها على الارض الفلسطينية في الضفة من استيطان قتل فكرة حل الدولتين
امام هذا الفشل على المستوى الداخلي والخارجي يعود بنا الى المربع الاول وبتجربة جديدة من وقت وزمن يستفيد منه الاحتلال متغاضيا عن اهمية الزمن في احداث مراجعات حقيقية لمسيرة الفشل واستحقاقات وطنية يجب ان تتخذ على صعيد فتح او الحركة الوطنية ومراجعة كثير من القرارات على صعيد اوسلو والعلاقات مع الاحتلال والتنسيق الامني ، بل يذهب بنا الى تدويل القضية ما باتت القيادة في رام الله ومن الرئيس تطالب بتدويل القضية وعرضها على مجلس الامن وطلب الحماية الدولية .
نقطة الصفر من جديد وتناسى الرئيس عباس ان هناك كثير من القرارات وقفت الى صالح القضية الفلسطينية بما فيها مشروع الاعتراف بالدولة وقفت على ابواب مجلس الامن والفيتو الامريكي ، نسي الرئيس المشروع الفرنسي الذي لا يحقق كثيرا من الطموحات الفلسطينية والذي جمد بناء على الرغبة الامريكية ، ويبدو ان الرئيس في هذا السن المتقدم لم يعد يذكر اساسيات وجود دولة اسرائيل على الارض الفلسطينية كمشروع دولي بعد الحرب العالمية .
قد ياخذنا الحال الى الوضع الداخلي والذي اصبح يختزل بشخصية الرئيس وتقدم سنه ومن سيخلفه وحالة الوهن الصحي والسياسي الذي اصاب الرئيس ، فلم يعد لديه من الخيارات الا الثبات على منهجية فاشلة محبطة يتقدم فيها للامام ولكن هذه المرة باكثر وضوحا وانحيازا للفشل وفي مقابلته الاخيرة مع الاعلاميين ، رسائل تطمينات للاسرائيليين وتباهي بقوة وعجرفة الاجهزة الامنية والتهديد لكل من تسول له نفسه معارضة نهجه في التنسشيق الامني او دعم الانتفاضة الفلسطينية ، فالاجهزة الامنية وقفت بحزم وبعنف امام التحرك الشعبي للزحف على مستوطنة بيت ايل وانشطة شعبية اخرى في محافظات الضفة ، بل ركز على المقاومة السلمية امام مستوطنات مسلحة مارست ابشع ادوات القتل بحق اطفال فلسطين ونسي الرئيس حرق الطفل خضير وعائلة الدوابشة وما اتاح سلوك المقاومة السلمية من وجود عصابات دفع الثمن وتسهيل طريق الاستيطان .
افردت صحيفة لوموند الفرنسية مقالا فقالت:: ، إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس يواجه موجة من التململ والمعارضة الداخلية غير المسبوقة، تضاف إلى فشله في تحقيق إنجازات فعلية على المستوى الدولي.
واعتبرت الصحيفة أن إصراره على الخضوع لإملاءات “إسرائيل جعلته عاجزا عن الوقوف أمام حالة الغليان التي يعيشها الشباب الفلسطيني بعد فشل الخيار السياسي”، مشيرةً إلى أن مجال المناورة بدأ يضيق على عباس.
وأشارت الصحيفة إلى أن عباس كان قد تعهد، في سبتمبر 2015، بتنفيذ مشروع إعادة هيكلة المشهد السياسي في فلسطين، ووعد بفسح المجال لصعود قيادات جديدة وضخ دماء جديدة في مؤسسات السلطة الفلسطينية، ولكن هذا الرجل المسن لم يفلح في تحقيق أي من تعهداته، وهو ما دفع بأحد الدبلوماسيين الغربيين للقول بأن “وتيرة انهيار عباس وسلطته بدأت تتسارع”.
وأشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن شرطة السلطة الفلسطينية منعت في نهاية شهر ديسمبر، في مناسبتين، وبطريقة عنيفة، تنظيم مظاهرات في شمال رام الله قرب مستوطنة بيت ايل، المكان الذي تتم فيه عادة المواجهات بين الشبان والجنود الإسرائيليين، وهو ما دفع بعدد من أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح لمقاطعة احتفالات السنة الجديدة في مقر الرئاسة.
.. واعتبرت الصحيفة أن خط سير أبي مازن في إدارته للأوضاع يعتمد بشكل أساسي على مواصلة التنسيق الأمني مع إسرائيل؛ بهدف ضمان الهدوء النسبي في الضفة الغربية، مع مواصلة خطاب التنديد بالاحتلال، حيث أكد ماجد فراج، قائد جهاز المخابرات الفلسطينية، أن قواته نجحت في منع 200 هجوم ضد إسرائيليين في الأشهر الأربعة الأخيرة.
وقالت الصحيفة إن هذه السياسة التي تعتمدها السلطة الفلسطينية لم تعد مقبولة لدى الأوساط الشعبية الفلسطينية، خاصة لدى فئة الشباب؛ ولذلك، فإن السلطة وقفت عاجزة أمام انتفاضة السكاكين التي انطلقت منذ أكتوبر 2015، وأدت لمقتل 160 فلسطينيا، و25 مستوطنا إسرائيليا، وسط حالة صمت تام من السلطة التي ظهرت عاجزة عن امتصاص الغضب الشعبي أو السيطرة على الوضع.
أعلن جبريل رجوب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، عن معارضته لعباس، وقال خلال لقاء له مع التلفزيون الفلسطيني إن “مسار السلام قد انهار تماما ولم يعد هنالك بديل”.
كما أشارت الصحيفة إلى فشل الرئيس عباس في استعادة العلاقات مع حماس، بالرغم من المساعي القطرية الحثيثة التي تبذل في الفترة الأخيرة، لرأب الصدع بين الفرقاء الفلسطينيين وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن محمود عباس الذي أصبح عاجزا تماما عن الوقوف في وجه الإملاءات الإسرائيلية، لم يعد له خيار سوى تدويل القضية الفلسطينية، حيث إنه فقد الأمل في استصدار قرار أممي يفرض على إسرائيل جدولا زمنيا لاستئناف المفاوضات، وبات الآن يريد الحصول على قرار بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني وإدانة الاحتلال.
سميح خلف