الكيان الإسرائيلي .. صراع داخلي على تشكيل حكومة إجرامية جديدة

بقلم: غسان مصطفى الشامي

غسان مصطفى الشامي

تتعاظم التحديات أمام الجنرالات والمسؤولين في الكيان الصهيوني في ظل المعارك السياسية الناعمة بين الأحزاب الإسرائيلية على هيكلية الحكومة الإسرائيلية الجديدة، خاصة بعد الفشل الذريع الذي مني به زعيم حزب الليكود ورئيس الحكومية الحالية ( بنيامين نتنياهو) في تشكيل حكومة جديدة، حيث صارع ( نتنياهو) على تشكيل حكومة في المدة الزمنية الممنوحة له من رئيس الكيان لكنه لم يستطع؛ حيث إن تمكن ( نتنياهو) من التوافق على تشكيل حكومة يجعله ( الملك ) على كرسي رئاسة الحكومة، ومن أجل انقاذ نفسه ومستقبله السياسي مما سيواجهه في حالة خروج من العمل السياسي وقد يزج به للقاعات المحكمة والسجن جراء قضايا فساد تلاحقه شخصيا ..

 

وتدور هذه الأيام رحى صراع داخلي بين الأحزاب الإسرائيلية حول تشكيل حكومة صهيونية جديدة، تتوافق مع كافة التصورات والرؤى الحزبية في الكيان في ظل التحديات الداخلية الاجتماعية  التي يعيشها الكيان، وسط التهديدات الخارجية لمحيط بالكيان والقلق الإسرائيلي مما يحدث في الشمال وفي سوريا .

 

وقد تحدثت مصادر إعلامية مقربة من ( نتنياهو ) أن الأخير  أبلغ رئيس الدولة في الكيان ( رؤفيين ريفلين ) بإعادة التفويض بتكليفه تشكيل الحكومة الجديدة، إلا أن ( ريفلين)  أوعز بأنه  سيكلف رئيس حزب أزرق أبيض (كاحول لافان)  (بيني غانتس)  بتشكيل الحكومة الإسرائيلية القادمة، وقد فشلت جهود ( نتنياهو) حسب ادعائه بتشكيل حكومة بعد الجلوس مع ( غانتس ) مرات عديدة؛ وحسب القانون في الكيان الإسرائيلي فإن مكتب رئيس الدولة سيقوم بإبلاغ الكتل البرلمانية في الكنيست بنيية ( ريفلين)  تكليف غانتس بتشكيل الحكومة في أسرع وقت حيث سيم وأضاف أنه سيمنح ( غانتس ) مهلة 28 يوما، بموجب القانون.

 

وقد أفادت مصادر إعلامية في الكيان أن ( غانتس) أعلن استعداده لتشكيل الحكومة مشدد على أن الوقت حان لحزبه الجديد بتشكيل الحكومة القادمة في الكيان .

 

ويرى كاتب المقال أن الجنرال الصهيوني ( غانتس ) انتظر الفترة الممنوحة لــــ ( نتنياهو) لتشكيل حكومته، وهو يدرك أن الأخير سيفشل في تشكيل الحكومة، بل إن ( غانتس ) عمل على إفشال نتنياهو من أجل تهيئة الأجواء لديه لتشكيل حكومة جديدة وتنفيذ الخطط الخاصة به لمواصلة قتل أبناء شعبنا الفلسطينية ومواصلة تنفيذ مخططات الاستيطان وتدمير البنى التحتية في أرضنا الفلسطينية.

 

وقد أوضحت مصادر اسرائيلية في الكيان أن زعيم تحالف ( أزرق أبيض ) ( غانتس ) سيقدم  دعوة للقائمة العربية في ( الكنيست ) للمشاورات في التشكيل الحكومة ليكونوا أعضاء فيها حيث كانت آخر مرة دُعي فيها ممثلو الأحزاب العربية إلى مفاوضات الائتلاف في عام 1999م ، كما أن (غانتس) ينوي التوجه أولا إلى حزب ( الليكود)  قبل اللجوء إلى الأحزاب الأخرى بهدف تشكيل الائتلاف الحكومي قادم، بل سيتوجه إلى  أحزاب الكتلة اليمينية في محاولة لتشكيل حكومة.

 

إن الأزمة السياسية  المؤقتة التي يمر بها الكيان منذ أشهر تلقي بتأثيراتها على الكيان وتفاقم من تدهور الأوضاع الداخلية وتقلبها في ظل الصراعات السياسية على تشكيل الحكومة، بل إن الحراك السياسي الداخلي ليس بعيدا عن ما يجري من تطورات اقليمية خارجية، خاص ما يحدث في سوريا وما يحدث في لبنان .

 

يعتقد كاتب المقال أن الصهاينة مهما اختلفوا على تشكيل الحكومة الجديدة وهيكلتها فإنهم  في نهاية المطاف سيعلنون عن  حكومة لا تختلف برامجها العسكرية والسياسية عن الحكومات الصهيونية الماضية، بل ستعمل الحكومة الجديدة على تنفيذ أكبر قدر من المخططات الاستيطانية بل وستوغل في استباحة دماء شعبنا واعتقال المزيد من أبنائه .

 

إلى الملتقى ،،

مقال : د. غسان مصطفى الشامي

 

[email protected]

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت