قرات الحوار مع مستشار الرئيس ياسر عرفات والنائب السابق مروان كنفاني الذي حاول ان يسلط فيه الضوء على اوضاعنا العربية الفلسطينية واعجبني تقييمه لأوضاعنا الفلسطينية وارى ان قراءته هي الاكثر واقعيه وجديرة بالاهتمام. وابرز هنا ملخص عن اهم النقاط التي لتي لفتت انتباهي في حديثه وتعقيبي عليها:
1. قال النائب السابق مروان كنفاني: ((ان اسرائيل اجبرت الرئيس ياسر عرفات على البقاء في رام الله وحرمته من الخروج واعلمته انها لن تسمح له بالعودة مره اخرى حال مغادرته رام الله. وعندما عقدت القمه العربية عام 2003 حاول المشاركة فقال له الرئيس المصري: " يا ياسر لا تخرج من مكانك وخليك في رام الله لانهم مش يرجعوك"، وزاد حزنه بعد ذلك قرار امريكا بعدم اعتباره شخصيه سياسيه ذات حيثيه وقرارها فقط بالتعامل مع مجلس الوزراء المشكل حينها لتحجيمه وابعاده من المشهد العالمي. ودعت امريكا رئيس الوزراء حينها ابو مازن لمقابلة جورج بوش، واثنى مروان كنفاني امام الرئيس عرفات على وطنية وشجاعة ابو مازن ان اصر على فك حصار ابو عمار وان أي موضوعات ستناقش لابد من مراجعة الرئيس ابو عمار، فرد عليه الرئيس عرفات:" يعني ايه واحد في واشنطن وواحد بين اربع حيطان"))
وتعقيبي: سأذكر رايي كمواطنه ترى الاحداث عن بعد وانا خارج دائرة السلطة والاحداث. حصار الرئيس عرفات كان من جملة الجرائم الإسرائيلية التي لا يستطيع ردعها أي قانون دولي وتمارسها بضوء اخضر من امريكا وحلفاءها حول العالم. سؤال يراود المواطن العادي وتجنب النائب السابق مروان كنفاني الخوض فيه: لماذا حوصر الرئيس عرفات حينها بعد اتفاقيه اوسلو؟؟ ولماذا اصرت امريكا باستحداث منصب رئيس الوزراء واعطاء المنصب للرئيس الحالي ابو مازن ؟؟ ولماذا استقال رئيس الوزراء ابو مازن بعد فتره لا نه لم يعطيه الرئيس عرفات مطلق صلاحياته خاصه الأمنية؟؟ ولماذا لم نرى أي هجوم من حماس على شخص الرئيس ياسر عرفات ؟؟ اعتقد الإجابة تكمن ان الرئيس ياسر عرفات كان يحمل عقلية المناضل قبل عقلية الرئيس وفطن مبكرا ان المفاوضات لن تقدم شيء للفلسطينيين فاشعل الانتفاضة الثانية بهدف الاستمرار في النضال ضد الإسرائيليين. وحتى حماس تعترف ان الرئيس ياسر عرفات زودهم بالأسلحة لمقاومه الاحتلال حسب تصريح القيادي د محمود الزهار. من هنا عملت اسرائيل وامريكا على ابعاده وتهميشه بحصاره واستحداث منصب رئيس وزراء، الامر الذي فطن له الرئيس ياسر عرفات فاصر ان يدير شئون المنظمة والسلطة ومجلس الوزراء والمجلس التشريعي والانتفاضة حتى وهو محاصر، فلم تجد اسرائيل سبيل سوى التخلص منه.
.
2. قال النائب السابق مروان كنفاني: (( الفصائل متفقه على تحرير البلاد والكفاح لكن الاختلاف فيمن يحكم فلسطين لان القيادات اتخذت مواقف مختلفة، بعضهم يطالب بتحرير كل الاراضي الفلسطينية والبعض يرى الحفاظ على المكاسب المتاحة والتركيز على المفاوضات، وتدخلت الدول العربية في الاختلاف والتدخل في الشأن الفلسطيني مما اذكر الاختلافات الفلسطينية الداخلية وكان من نتائج ذلك ان الفلسطينيين انفسهم تسببوا في انقسام الوطن الى جزءين، الاول في غزه بحكومة مستقله واخرى بالضفة بحكومة مغايره واثر الانقسام على القضية عمن يمثل الفلسطينيين ؟؟ فتح او حماس، ابو مازن او خالد مشعل ؟؟ ولا يرى التوحد على طريقة الحكم ستظهر قريبا للنور لان هناك برنامجان سياسيان متعارضان لكل من فتح وحماس، ويجب اعداد خطه مشتركه للسنوات ال 20 القادمة لا قامة دوله مستقله في الضفة وغزه. وهو يعتقد ان خيار الفلسطينيين يجب ان يبقى تحرير فلسطين وليس الحفاظ على ما تبقى من فلسطين، والخيار العسكري هو خيار اسرائيلي في التعامل مع العرب ومن الحكمة ان نستمر بالمقاومة والتفاوض الفعال لنيل حقوقنا. وقد قال الزعيم الفيتنامي المناضل جياب للرئيس عرفات "اذا كنت تريد تحرير فلسطين فيجب ان تكون في فلسطين". هو يرفض كلمة مصالحه بل يجب استخدام كلمة توحد لان المصالحة تعني محاصصة بين طرفين مختلفين. هو لا يتوقع توافقا قريبا. ويتمنى ان تتخلى حماس وفتح عن السلطة ويسلموها لا على سلطة قضائية في الضفة وغزه لتشكيل حكومة مؤقته من مستقلين وخبراء للتحضير لانتخابات رئاسيه وبرلمانيه وتتسلم الحكومة الجديدة زمام امور الاستمرار لتحقيق اهدافنا المشروعة)).
وتعقيبي: اتفق معه فيما ذكر وارى كمواطنة الصراع الاساسي هو صراع على السلطة اكثر بكثير من البرنامج، بينما البرنامج هو شماعة الطرفين لبقاء الانقسام بعد تقاسمهم كعكة اوسلو. لماذا سيطرت حماس على القطاع عسكريا عام 2007، امن اجل المقاومة او السلطة ؟؟؟ ببساطه شديده حماس سيطرت على القطاع من اجل ان تفرض ابناءها بالقوة في المؤسسات تجبي وتعتقل وتهمش وتعين من تشاء من ابناءها وتستفرد بالقرارات والاراضي والاموال. لقد بدى لنا ان سيناريو الاحداث ابان الانقسام كانه فيلم عربي معد مسبقا تحت الطاوله. انتخابات تشريعيه تفوز بها حماس فيعطي الرئيس حماس كتاب تكليف على برنامجها الذي لا تعترف به باوسلو او اسرائيل، وتحاصر اللجنة الرباعية حكومة حماس وتدعي حكومة حماس العجز عن دفع الرواتب، وتبدأ الأجهزة الأمنية للسلطة والنقابة في المظاهرات لدفع الرواتب، وتشكل حماس قوه تنفيذيه للرد عليهم ويبدا الاقتتال الداخلي، وتشكل حكومة وحده وطنيه املا في رفع الحصار الا ان الاقتتال يستمر، وبين يوم وليله تهجم القوه التنفيذية على المقرات الأمنية للسلطة ويعطيها الرئيس محمود عباس اوامر بالانسحاب، ثم تشكل السلطة في الضفة حكومة طواريء ويطالب موظفو السلطة بالجلوس في البيت سوى وزارة الصحه والتعليم وسلطة الطاقة وهيئة الشئون المدنية وبعض المؤسسات الاخرى الحيوية املا ان يجبر ذلك حماس في التراجع عن سيطرتها، لكن حماس لم تبالي وقامت بتعيين موظفين اخرين معظمهم من ابناءها بدل منهم. ثم نتفاجأ ان حكومة رام الله قادره على دفع الرواتب وحكومة غزه قادره على دفع رواتب موظفيها مما ابرز ان الانقلاب كان بسبب الصراع على السلطة وليس الرواتب. وعندما شعرت حماس بالعجز في دفع رواتب موظفيها وافقت على المصالحة وتشكيل حكومة وفاق كتكتيك لكنها عرقلت عملها وكان مشروع المصالحة بالنسبة لها ان تتولى الحكومة العمل في ظل سيطرتها بالقطاع بالوضع القائم واعتماد موظفيها وتوفير موازنات الوزارات واعادة الاعمار بدون عوده للموظفين القدامى. لذا مجرد التنويه عن عودة الموظفين القدامى يثير حماس فيخرج قادتها ليضعوا اشتراطاتهم التعجيزيه ان لا يعود أي منهم الا بعد اعتماد كافة موظفيها في السلطة، ويعود فقط من يوجد له شاغر بالهيكلية بعد اعادة تاهيله. وحتى مبادرة معبر رفح القائمة على الشراكة وكانت ستخفف من معاناة اهل القطاع رفضتها حماس بأساليب استخفافيه بدون اكتراث انها تعطل مصالح المواطنين وجعلت من المعبر ورقه تساوم بها على كافة رواتب موظفيها بالقطاع. المجلس التشريعي معطل وهو لا يعقد في غزه الا بنواب حماس لسن قوانين تصب في مصلحة حكومة حماس بالقطاع وتمرير مواقفها واشتراطاتها التعجيزية . ولو رفع أي مواطن عادي غير مدعوم من حماس شكوى فيتم حفظها بحجة عدم تدخلهم بقرارات وكلاء وزاراتهم في غزه وكان وكلاء وزراءها قديسون. اهذه سلوكيات من يناضلون من اجل تحرير فلسطين ام من يناضلون من اجل السلطة ؟؟ لم يبقى للمواطن اذا ثقه وجهه الا القضاء بعد تعطل المجلس التشريعي وانقسام الحكومة والسلطات بين طرفي الوطن. واايد راي النائب السابق مروان كنفاني تسليم السلطة لاعلى سلطة قضائية في الضفة وغزه لتشكيل حكومة مؤقته من مستقلين وخبراء للتحضير لانتخابات رئاسيه وبرلمانيه وتتسلم الحكومة الجديدة زمام امور الاستمرار لتحقيق اهدافنا المشروعة. لكن يبقى السؤال: هل ستقبل حماس تسليم المؤسسات لاي حكومة سواء حكومة وحده وطنيه او حكومة اتت من خلال القضاء ام سنبقى ندور في نفس الحلقة ؟؟
3. قال النائب السابق مروان كنفاني: ((انه رفض اعادة تشريح جثة الرئيس عرفات بعد مرور 6 سنوات من موته لان الدول الضليعة في الاجرام لا تترك اثرا ومن الصعب اثبات قتله بالسم وحدث ما توقعه بعد ان احضر الفريق الطبي تقريرا بعدم تمكنهم من رصد أي مواد في الجثة مما يعني عدم وفاة عرفات بالسم. لكنه متأكد ان اسرائيل قتلته وربما كانت الوسيلة مختلفة، اضف انها قتلته بالحصار وتحجيمه وحرمانه من الدواء)).
وتعقيبي: ارى ان تصريح النائب السابق مروان كنفاني يشكك في تقرير الخبراء السويسريين باكتشاف جرعات من البلوتينيوم في جثة الرئيس ياسر عرفات ويعيدنا لنقطة الصفر ويبدو لي انه مازال يرى ان سبب مقتله ما زال مجهولا. واتفق معه ان دولة كإسرائيل لا تترك اثر في جرائمها لمناضلين كبار وقد يبقى مقله لغزا للابد.
4. قال النائب السابق مروان كنفاني: (( ان عبد الناصر هو من اقنع عرفات بالدخول في منظمة الحرير لرغبته صف الفلسطينيين لتأسيس كتله موحده للنضال ضد الاستعمار الاسرائيلي ووقد التحقت فتح بالمنظمة عام 1968. وكانت المنظمة ابرز علامات نجاح الشعب الفلسطيني خلال نضاله لتحقيق مطالبه الوطنية وقد قدم الاف الشهداء والجرحى حيث تمكنت المنظمة من اعادة تجسيد الشعب الفلسطيني الذي تم تشريده من بلده في تنظيم سياسي هو منظمه التحرير الفلسطينية عام 1964، والنجاح الاخ هو اتفاق اوسلو عام 1993 لا رساء حقيقة الوجود القانوني للشعب والدولة وهو اول لبنات الدولة المستقلة)).
وتعقيبي: باعتقادي ان منظمة التحرير الفلسطينية انشات بهدف نبيل وهو تجسيد الشعب الفلسطيني الذي تم تشريده من بلده في تنظيم سياسي، لكن المشكلة الرئيسية ان اوسلو لم تكترث لعودة اللاجئين الفلسطينيين بالشتات الى ارض الوطن بحجة ان قضيتهم ستبقى مع الحل النهائي في المفاوضات بعد 5 سنوات، وما زالت المعابر محتله من اسرائيل ولا يسمح باي لاجيء فلسطيني بالعودة لا رض الوطن ، وحتى لاجئو ال 1967 وهم ابناء قطاع غزه والضفة الاصليين فشلوا في الحصول على هوايا بعد اوسلوا، وعاد فقط بموجب اوسلو من كان يعمل في منظمه التحرير الفلسطينية وتقلدوا اعلى المناصب في السلطة الفلسطينية. بدى اوسلوا كمشروع يصب في مصلحة العاملين في المنظمة ولم يحل مشاكل اللاجئين والمعتقلين او الاستيطان وهذا سبب عدم اعتراف حماس والجهاد وعدد من الفصائل به. قبلت اسرائيل باوسلو للتخلص من اعباء القطاع والضفة سواء من ناحيه رواتب الموظفين او الكهرباء او التعليم او الاقتصاد وفي نفس الوقت طالبت السلطة الفلسطينية بتوفير الامن لها. من هنا، لا يوجد سلطه حقيقيه انبثقت من اوسلو ، بل افرزت لنا مزيد من الحصار والاستيطان والحواجز والمعابر المغلقة والبطالة والتعيينات بالواسطة والحزبية والمشاريع والجمعيات الاستثمارية واللجوء والثراء الفاحش والانقسام ايضا في شقي الوطن الضفة وغزه. وفي نفس الوقت اعتبرنا انسحاب اسرائيل من قطاع غزه انجاز للتحرير من الاحتلال وعودة اللاجئين، لكن سرعان ما تحول القطاع لمعتقل كبير مع أغلاق معبر رفح الدائم من مصر بإيعاز من اسرائيل بسبب سيطرة حماس على القطاع حتى اليوم.
5. قال النائب السابق مروان كنفاني: (( انتهت ثورات الربيع العربي بوضع الدول العربية والإسلامية في فوضى وسفك دماء وخراب. ان الخلاف حول مكانة الدين في المجتمع هو السبب في معظم الحروب الاهليه الجارية. قداسه الاسلام والعرب لم تعد مرجعا للمسلمين فالذين يقتلون المسلمون والعرب هم مسلمون وعرب. نحن بحاجة للعيش وفق روابط اخرى تجمعنا حتى نحقق الرخاء والسلم المجتمعي ولا يبدو اجدر من رابطة المواطنة لتكون رمز عملنا. لذا هو يدعو الى وفاق وطني ومجتمعي، وهذا لا يعني فصل الدين عن الدولة، ولكن الترفع بالدين عن السياسه الامر الذي يجنب الدين عن الصراعات السياسية)).
وتعقيبي: بعد تجربتنا في قطاع غزه بتنا نؤمن ان الصراع بين كافة الطوائف والاحزاب ليس بسبب الدين او الرغبة بالإصلاح او التحرير بل هو صراع من اجل السلطة على حساب الشعب الذي لا يساوى شيء بالنسبة لفصائله المتناحرة على السلطة، ويرهنون معاناة المواطنين لمصالحهم. الجهاد الحقيقي من اجل الدين كان في عهد الرسول فقط الذي امر انه لا فرق بين اعجمي او عربي الا بالتقوى. ثم اني ارى ان الوطنية تخلق العنصرية والحزبية الذي يعاني الفلسطيني منهما اينما وجد.، نرى ان الفلسطينيين في دول الخليج او في انحاء العالم بدون امن وظيفي ويتم انهاء عقودهم لمجرد رغبة المؤسسة بإحلالهم بمواطنين او حتى بدون اسباب. ولو استمر للعمل للتقاعد، يتقاعد بدون أي مستحقات للتقاعد لانه ليس مواطن، بل تنهى اقامته فيطرد من البلد. اما في فلسطين فالحزبية والواسطة هي التي تسود بشكل مطلق بعيدا عن المؤهلات، بدليل ان حماس سيطرت على المؤسسات لتولي ابناءها وتتحكم بالتعيين بها لعناصرها بعد ان كانت فتح تقوم بنفس الدور قبل الانقسام والى اليوم تقف المصالحة عند مشكلة الموظفين.
سهيله عمر
[email protected]