مطبخ الرئيس ليس كمطبخ العامة ، والحجرة السوداء "" المظلمة " قد لا تشعل فيها الانوار الا اذا كان الامر خاص بمحافظات الجنوب ،مطبخ الرئيس لا يختص بتقديم وجبات الغذاء بزيتها وعسلها وقرعها وقثائها ولحومها ومقبلاتها ، قد يكون الامر عاديا لمثل تلك المطابخ للرؤساء ولو انتهت مدة رئاستهم ، ولكن مطبخ الرئيس قد يتجاوز في التعريف المعنى التقليدي للمطبخ والطباخين والهواجس الامنية التي قد تصاحب الرئيس من العاملين في تلك المطابخ ، فما زالت قصة الرئيس عرفات تجربة ماثلة امام عينيه....
ولكن مطبخ الرئيس السياسي والامني والاقتصادي والتوظيفي وكل ما يتعلق بالشأن الفلسطيني ، هو ذاك المطبخ المسؤول عن قرارات الرئيس ، وان صحت قرارات الرئيس قد يقول العامة ان الله رزقه ببطانة وعاملين في مطبخه يحسنون التوصيات والارشادات وهم على بصيرة لما يعانيه افراد شعب الرئيس ، واما اذا كانت قرارات الرئيس تقع وقع عزرائيل على ابناء الشعب وبقلم وقدر الرئيس او غير الرئيس من احد زعماء وقيادات ادارة مطبخ السلطة وبالتحديد الرئاسة وطاقمها وموظفيها وكل العاملين في المطبخ ، فاصبح من هواجس الرئيس الامنية ان يكون له شيطان في كل مرفق ومؤسسة ومجموعة وربما عصابة ،
كان كما سماه الرئيس سابقا ووصفه لياسر عرفات ""بالشيخ شخبوط"" ، كان شخبوط لا يحتكم لمطبخه ولا يحتكم لامراء السوء ، فكانت عطاياه تعم على الفقير وعلى الغني ، وعلى فاسد قد يرى منه منفعة في نظرة استراتيجية لمن يعطي او لا يعطي ، ولكن كان عرفات قد حاز على جميع قلوب شعبه الفقير والغني والمظلوم والظالم في معادلة من الصعب ان يحترفها غير ياسر عرفات.
ولكن نحن الان في عصر مجموعة الشخابيط والمستزلمين والمنتفعين ، فربما الحجر المظلمة لجماعات الرئيس قد يكون لها اكثر من مطبخ واكثر من مكان ، واذا كان الامر يخص غزة قد يتجمع اكثر من مطبخ وفي حجرة مظلمة واحدة ، يستقرئون ما في خلد الرئيس وما يريد ان يفعل ، يوفرون عليه عناء ، او مجهود ، ولان الرئيس مشاكله كثيرة وكبيرة وهمومه اكثر ، في ادارة المقاومة السلمية ، وكتابة جمل حسن النوايا نحو الجار الصديق ، او اظهار مواهبه السياسية الانسانية والحضارية في كل ما يتعلق بالاحتلال والصراع ، الرئيس يعشق الانسانية والسلم والسلام حتى مع من يقتلون ويبطشون بابناء شعبه ، او من يصادروا الاراضي واقامة المستوطنات ، او من يحاصروا رام الله وقباطية وكل متر في الضفة ، الرئيس مشغول من اجل اعترافات اممية تزيد من القرارات على ورق تضاف للقرارات منذ عام 47م والواقع ان انشغالات الرئيس جعلت الاحتلال يفصح عن نواياه اكثر ما دام الرئيس مشغول في المقاومة السلمية ليعلن ان يهودا والسامرى اصبحت حقيقة بعد ادعاء تاريخي .
اذا مطبخ الرئيس يقوم بكثير من الاعمال بناء على رؤية الرئيس ولو كانت باطنية ، يوفر عليه العناء والمجهود ، وقد تتعدى نشاطات مطبخ الرئيس امور المحسوبية والواسطة في الضفة الغربية لاستهداف جزء اصيل من مكون الشعب الفلسطيني ، غزة التي تعاني من كل شيء ونكتشف ان خط 161 للكهرباء وبقدرة 200 ميجا وات القادم من اسرائيل يتوقف امر تشغيله على موافقة مطبخ الرئيس ، والتوظيف ايضا المتوقف منذ الانقسام المدبر في مطبخ الرئيس والعلاوات والترقيات ، قد يرحل الرئيس لامر او اخر ولكن هل تتوقف او تنتهي لوبيات المطابخ امر مشكوك فيه فحياتهم تتوقف ووجودهم في تلك المطابخ الملحق فيها غرف سوداء ومتخصصة في صناعة العذابات لغزة ولاهلها ، ولاستمراريتهم يجب تدمير كل طاقة او ثقافة او عطاء ياتي من غزة.... فمشروعهم لن يستمر الا بمقدار قراراتهم التي تستهدف غزة .
سميح خلف