وكأن الأقدار تعمي الأبصار والله تعالى قال أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ۖ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ صدق الله العظيم
تتسارع الأحداث في المنطقة والجيش السوري يتقدم ويعيد كثير من المناطق التي كانت محتلة مذ سنوات ويرجع الفضل لروسيا بوتين الذي وضع إمكانيات حربية ضخمة مهدت بالنيران الجهنمة للقوات السورية البرية تقدمها بعد الخسائر التي لحقتها في الأعوام السابقة .
السعودية التي تقود حرباً في اليمن تورطت وما عاد أمامها فرصة للتراجع لأن أي تراجع حسب مفهومها , فأن إيران ستسيطر على المنطقة مما يشكل الخطر المؤكد على الخليج برمته ..وهذا الأمر ومن خلال الضخ الإعلامي المستميت أصبحت كل دول الخليج متفقة عليه لا بل مقتنعة به وأصبح هاجسها إيران كعدو يتربص بها لا بل يبيت عند غرف نومهم كما كان الأمر عندما تم تدمير بعض الدول منذ وقت قريب ...
فبناءً عليه نتحالف مع الشياطين وندفع الغالي والنفيس حتى آخر برميل نفط .
الموقف السعودي المعلن أن لاحل إلا برحيل الأسد ..فالأسد هو البعبع الخطير الذي لو لاه لما وصلت إيران إلى لبنان وسوريا واليمن حتى
فبالرغم من أن إنهاء الأسد أأصبح بعيد التحقق بعد التغيرات التي أحدثها التدخل الروسي الذي أصبح يشكل تهديداً للتحالفات الأمريكية الإقليمية في المنطقة " خاصةأن إيران ليست بعيده عن روسيا في الأهداف والمصالح المشتركة التي للصين وكوريا شأن كبير بهذا ولو تحت الستار الان ولكن إن حصل مفاجئات لن نتفاجأ بما سيكون منهما ..!
السعودية التي أعلنت تشكيل حلف إسلامي وهي تحاول إقناع الجميع بالدخول في هذاالحلف إلا أن بعض الدول العربية ترفض الدخول فه بشكل عملي
فمصر مثلاً الذي أعلن السيسي في خطاب له دعم السعودية والوقوف بجانبها امام أي تهديد وقال بعبارته الشهيرة (مسافة السكة ) وهذه العبارة مطاطة يستطيع السيسي أن يفسره كما يشاء وقد قال أن الجيش المصري لن يخرج خارج مصر ولكنه يستطيع بقواته البحرية والجوية أن يقوم بعمليات سريعة حين تتعرض السعودية لأي إعتداء
الان السعودية تدعوا لتدخل عسكري بري في سوريا ....والشعار المعلن الحرب على الإرهاب علماً أنها تدعم القوى المقاتلة المستوردة من كافة الأقطار
والإرهاب حسب وجهة نظر السعودية هي إيران وحزب الله وربما روسيا .!
قديماً كانت قطر هي الممول لبعض القوى التي خاضت الربيع العربي المزعوم وكان الكل يستائل بمن فيهم السعودية ما شأن قطر في هذ االأمر ..!
واضح أن دول الخليج النفطية فد تقاسمت الأدواربأمر من أمريكا التي تم كشف مخططاتها سابقا والتي تنص على إنهاء حكام دول الخليج وتقسيم السعودية وتوزيع الدويلات الأخرى إلى حصص لصالح من يدفع اكثر
اليوم السعودية وبعد رحيل الملك عبد الله ليست كما كانت قبله وعلى ما يبدو أن التنسيق مع أمريكا وصل إلى ذروته .
فأمريكا التي ربحت بدون أي خسارة بل على العكس هي الرابح الأول جراء الربيع العربي خاصة أنها ما عادت ترسل جنودها إلى أي منطقة في العالم فجنودها اليوم من العرب وومن تشتريهم بأموال العرب
أما المال والسلاح فا لصحراء العربية تتسع لملايين الأطنان من الخردة أوالأسلحة التي ما عادت مجدية للقوات الأمريكة
وبدل أن تبيعها كسكراب تبيعها الان بأضعاف سعر الأسلحة الحديثة وكما أن التمويل موجود في بنوكها من خلال الأرصدة السعودية والخليجية المجمده التي هي بالترليونات يعني ( من دهنه سقي له )
الان هناك حراك في دول الخليج والكل يخشى من الإندفاع السعودي الذي في ظاهره الخير لهذه الدول وفي باطنه الويل والهلاك للجميع ونسمع أن الامارات لا ترغب في الدعوة السعودية في دفع القوات البرية نحو سوريا لأن فيه تهور فاضح لا بل مؤامرةأمريكية للقضاء على المنطقة
وما عاد خافياً على العرب بمن فيهم عرب الخليج بأن أمريكا تهدف إلى دمار المنطقة لصالح الكيان الصهيوني
القيادة السعوديةالجديدة بدون أدنى شك أنها قيادة مغامرة إن لم نقل أنها مدفوعة من قبل أمريكا التي تحرضها على إيران
والسعودية ترى أن اليمن ليست هي فقط التهديد الإيراني وإنما سوريا الأسد هوالأشد خطورة لأن إيران ستنشكل الهلال الشيعي الذي سيتمدد عبر سوريا والأردن مرورا بالعراق وهو الأمر الذي أقنعت السعودية جميع الدول العربية والإسلامية بأن الشيعة وإيران بالتحديد تخطط لتدمير المسلمين السنة
هذا هو الوهم الذي غرسته أمريكا وإسرائيل الذي أصبح هو الهاجس الأول عند السعودية وأنها مستعدة للتضحية بكل دول الخليج حتى تمنع هذا التمدد فحسب ما تم إعلانه بأن جيوش عربية تُجهَز للحرب على الأرض السورية " فكيف ومن أين يمكن لقوات برية أن تأتي من السعودية والإمارات وقطر والكويت ناهيك عن باكستان والسودان ومن يتم إقناعهم بأنها حرب سنية مقدسة ..!
الأردن ..هل سيسمح بأن تكون أراضيه ممرا ً إجباريا للقوات الغازية ..!
وكيف سيكون وضع الأردن إذا تم ذلك .!
ما هو دور إسرائيل في كل ما يُخطط له ..!
أعتقد أن السعودية ليست صاحبة القرار وأنها مدفوعة دفعاً لأسباب نجهلها وكأنها مثل الموضوع على رأسه مسدس أو ما شابه
فهل سينجر الخليج كاملاً ويتبع نزوات وجنون الحاكم الصغير ولي ولي العهد الذي من الواضح أنه ملك السعودية القادم بقرار أمريكي ..!
وهل الإمارات العربية المتحدة ستضحي بكل أوضاعها التي نمت وترعرعت وتطورت حتى أصبحت محطأنظار العالم كأكبر سوق لإقتصادي في المنطقة ..!
أم أننا سنرى تفكك منظومة الاتحاد الخليجي العربي.
نحن أمام مفرق تاريخي هام جداً إما أن يتخذ العقلاء في الخليج العربي قرارت مصيرية تنقذ الوضع وتنجوا من الفخ الذي وضعته أمريكا وإسرائيل لهم أو أن القدر فعلاً سيعمي البصر وتنتهي أسطورة الذهب الأبيض وما صنعه في المنطقة وسيكون الزلزال ومعه البركان في المنطقة وربما العالم.
بقلم/ منذر ارشيد