تناقضات الموقف الأمريكي يرتد ارتباكا على حلفاء أمريكا في الصراع على سوريا

بقلم: علي ابوحبله

الصراع على سوريا ينحى منحى الحسم العسكري وان محادثات جنيف اصبح من الماضي ولن تعقد اجتماعات جنيف في السابع والعشرين من الشهر الحالي حسب اعلان المبعوث الاممي ديمستور ا لان الرياض وتركيا وقطر قد فقدت جميع اوراق المساومه التي كان بالامكان المفاوضه من خلالها واصبح مطلب الدول التي تدعم الارهاب على سوريا وقف اطلاق بعد ان كان هذا هو مطلب النظام في سوريا في بعثة الجامعه العربيه التي اشراف عليها الفريق السوداني الدابي لكن امعان الدول الداعمة على الارهاب في سوريا في حينه رفضت ذلك وحملت سوريا مسؤولية انتهاك وقف اطلاق النار وتم سحب المراقبين تمهيدا لما زعموه القدره على اسقاط الدوله السوريه ،

المعادلات جميعها تغيرت وموازين القوى على الارض تغيرت بفعل دخول روسيا على خط الازمه السوريه مما اربك الموقف الامريكي واخل بالاستراتجيه الامريكيه لمشروعها للشرق الاوسط الجديد وادخل حلفاء امريكا في ورطة الازمه السوريه دون ان يلوح في الافق أي تغير يسجل لصالح المعارضه المسلحه التي منيت بشر هزيمه وانهيار يكاد يكون شاملا على مختلف الجبهات في القتال في سوريا ،

وبلغ الامر حدته في التلاسن الخطابي بين تركيا والولايات المتحده الامريكيه حتى بلغ الامر باردغان رئيس تركيا ان يخير امريكا بين تحالفها مع تركيا او حزب الاتحاد الديموقراطي الكردي الذي اعلنت عنه امريكا انها منظمه شرعيه تحارب الارهاب مما افقد تركيا لتوازنها .

وان الرئيس التركي بلغ حدا في انتقاد السياسة الامريكيه في خطاب ألقاه أمام مسئولين محليين في أنقرة "إن عجز الولايات المتحدة عن فهم طبيعة حزبي الاتحاد الديمقراطي الكردستاني والعمال الكردستاني أدخل المنطقة في بحر من الدماء. وسأل هل واشنطن معنا أم مع المنظمات الكردية الإرهابية؟ وفق تعبيره، مضيفاً أن الأزمة السورية أضحت شأناً تركياً داخلياً.

الولايات المتحدة الامريكيه عبر حلفائها تسعى لتنفيذ فوري لإطلاق النار تحت حجة إدخال المساعدات الانسانيه إلى سوريا وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تونر :”ما نحتاج إلى فعله واضح للغاية” أثناء مؤتمر ميونيخ وهو وقف فوري لإطلاق النار وبشكل موثوق إلى جانب الدخول الكامل للمساعدات الإنسانية.وأضاف: هناك مخاطر حقيقية للغاية بالنسبة للناس على الأرض في سورية، التحرك الامريكي الغربي جاء من اجل انقاذ المجموعات المسلحه التي تخوض قتال عنيف صرع من اجل البقاء ،

وبحسب صحيفة واشنطن بوست فإن فقدان حلب، المدينة السورية الأكبر، "يمثل ضربة قاسمة لخمس سنوات من الثورة والقتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد..حافظ المقاتلون على سيطرتهم على جزء كبير من حلب منذ 2012 مما دفع الاستخبارات الأميركية إلى التقدير بأن ذلك سيؤدي إلى إسقاط الحكومة في دمشق في نهاية المطاف "ونقلت الصحيفة عمن أسمتهم "قياديون متمردون" أن "الولايات المتحدة، ورغبة منها بانطلاق محادثات السلام، مارست ضغوطاً على حلفاء المقاتلين بما في ذلك تركيا والمملكة العربية السعودية من أجل الحد من تسليحهم وتركهم عرضة للهجوم وتنقل أيضاً أن "المقاتلين بدوا يائسين وهم يصفون ما تعرضوا له من غارات بلغ عددها المئتين خلال الساعات الأربع وعشرين الماضية فقط. نحن نخوض اليوم معركتنا الأهم على الإطلاق، في الأيام المقبلة المعركة ستكون أشرس وسنقاتل حتى الرمق الأخير يقول سلام عبد الرزاق المتحدث باسم جماعة نور الدين الزنكي وخلصت الصحيفة إلى القول "إن سقوط حلب بيد الحكومة يشكل تحدياً لتركيا والسعودية أكثر الداعمين للمقاتلين بيد أنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن لهما القيام بأي شيء من أجل منع ذلك ،إن سقوط حلب بيد الحكومة يشكل تحدياً لتركيا والسعودية أكثر الداعمين للمقاتلين بيد أنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن لهما القيام بأي شيء من أجل منع ذلك ،

تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري كانت صادمه للمعارضة السورية والتي أدلى بها على هامش مؤتمر لندن للمانحين وتوقع فيها “اجتثاث” هذه المعارضة في غضون ثلاثة أشهر، بسبب انسحابها من مفاوضات جنيف مع النظام تحت مظلة الأمم المتحدة، واخطر ما قاله الوزير كيري في تلك التصريحات التي اوقعه فيها “استفزاز″ ناشط سوري معارض “عاتبه” على عدم بذله وبلاده الجهود الكافية لانقاذ المدنيين السوريين، هو تحميله المعارضة السورية مسؤولية انهيار محادثات جنيف بانسحابها منها، مما مهد الطريق لقصف مشترك للطائرات الروسية والسورية لمواقعها في ريف حلب، وتوقعه باستمرار هذا القصف “السجادي” طوال الأشهر المقبلة.

الضربة القاضية، وغير المتوقعة، في حديث كيري الذي عكس حالة من الانفعال والغضب، جاءت عندما قال متسائلا على اتهامات هذا الناشط “هل تريدني ان اذهب الى الحرب مع روسيا من اجلكم.. هل هذا ما تريده”.

الوزير كيري لم يكتف بإلقاء مسؤولية انهيار مفاوضات جنيف على عاتق المعارضة السورية فقط، وإنما أوحى بأن الجانب الآخر، أي النظام والإيرانيين، كانا على استعداد للقبول بوقف إطلاق النار، وابلغوه بذلك رسميا عبر الروس، وهذا يعني تبرئتهما من أي مسؤولية عن الفشل في المفاوضات ، وإظهارهما بموقف المتعاون للتوصل إلى حل سياسي على عكس المعارضة التي تتبنى موقفا مشددا وفق أملاءات الرياض وتركيا وقطر .

تحذيرات الوزير كيري وتنبؤاته تتحقق صحتها ميدانيا يوما بعد يوم،باستعادة القوات السوريه لحلب العاصمه ألاقتصاديه ووصول القوات السورية للحدود مع تركيا ، مما زاد من مخاوف المعارضة من سقوطها الوشيك، حيث غادرها أكثر من سبعين ألف شخص معظمهم من النساء والأطفال إلى الحدود التركية بحثا عن ملاذ آمن، وتجنبا لهذا السقوط.

المعارضة السورية المسلحة عسكريا تفقد حضورها ووجودها الفاعل على الارض وهي تمنى بهزيمه فعليه بسبب تخلي واشنطن وتردد حلفائها السعوديين والاتراك في دعمها بأسلحة نوعية متطورة، وكثافة التدخل العسكري الروسي وعمقه، وخسارتها لحلفائها، ولو جزئيا، في اي مفاوضات سياسية مقبلة لاصرارها على عدم فهم شروط اللعبة الروسية الامريكية، والتفاهمات بين القوتين العظميين بالتالي.

وزير الخارجية الأمريكي قالها صراحة أن بلاده لن تخوض حربا مع روسيا، الدولة العظمى، من اجل المعارضة السورية، وهي التي لم تخض ما هو أهم منها في كرواتيا وشبه جزيرة الفرم التي استولى عليها الروس وضموها رسميا إلى اتحادهم.

تناقضات مواقف الإدارة الأمريكية خذلت تركيا اردوغان، وتفاوضت مع اعدائه الاكراد من خلف ظهره في عين العرب (كوباني)، وطعنت السعودية في الظهر عندما تفاوضت مع ايران، ووقعت معها اتفاقا نوويا أدى إلى رفع الحصار عنها وعودتها إلى المجتمع الدولي كحليف وثيق، ان تصريحات وزير الخارجية الامريكي جون كيري ليست رسالة الى المعارضة السورية، وانما الى داعيمها في الرياض وانقرة ايضا، تقول مفرداتها، انكم لستم الذين تقررون شروط “اللعبة” في سورية، وإنما نحن الأمريكان والروس،

سوريا تقود العالم للتغيير وان هناك تغيرات متسارعه منذ انهيار مفاوضات جنيف الثالثه ،، والتقدم الكبير الذي حققته قوات الجيش العربي السوري النظامي في ميادين القتال، ومحاصرته لمحافظة حلب بغطاء جوي روسي، وليس ادل على هذه التغييرات، و”الانقلاب” بالأحرى، الإعلان الذي صدر عن الكرملين ، وأكد أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز سيحط الرحال في العاصمة الروسية منتصف الشهر المقبل، ودون أي مقدمات.

زيارة ملك السعودية سلمان كانت مقرره أواخر العام الماضي لكنها تأجلت بحسب تحليلات وتقارير اخباريه احتجاجا على الدخول الروسي الى سوريا بطلب من الحكومه السوريه ودعم القوات السوريه للنظام في سوريا ووحدة الاراضي السوريه ودعمها للمفاوضات والحوار السياسي تحت مظلة النظام في سوريا ،

الاعلام الرسمي السعودي، وكتابه المقربون من النظام، شنوا طوال الاشهر القليلة الماضية حملات شرسة ضد روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين، بسبب سياسته الداعمه للرئيس السوري، وايران وحلفائها في العراق وسورية ولبنان، الامر الذي اعطى انطباعا بان هذه الزيارة الملكية الى موسكو لن تتم، لان الزيارات التي قام بها الامير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد الى العاصمة الروسية اكثر من مرة، لم تنجح في تغيير موقف القيادة الروسية من دعم النظام السوري، رغم “المغريات” المادية الكثيرة التي طرحت اثناء المباحثات، ومن بينها شراء مفاعلات نووية، وصفقات اسلحة روسية واستثمارات تفوق قيمتها عشرين مليار دولار.

الخلافات الرئيسية بين روسيا والسعودية تتمحور في نقطتين

ألاولى: الحرب المستعرة في سورية، ودعم المملكة العربية السعودية للمعارضة المسلحة وتزويدها بالمال والسلاح، وتوفير مقر لها في الرياض، وإصرارها، وعبر تصريحات مسئوليها، وخاصة عادل الجبير وزير الخارجية، بحتمية رحيل الرئيس بشار الأسد قبل بدء أي عملية سياسية، تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الأمر الذي رفضته موسكو بشدة وما زالت.

الثانية: الصدام الحاد بين البلدين حول السياسات النفطية، وكيفية وقف الانهيار الحالي في أسعار النفط، فالمملكة العربية السعودية ضخت أكثر من مليوني برميل إضافي من النفط، وأغرقت الأسواق لشلّ الاقتصاديين الروسي والإيراني، قبل أن تكتشف أن واشنطن حليفها التاريخي تتفاوض مع إيران سرا، وتنسق مع موسكو حول تغيير الأولويات في سورية، وبما يؤدي إلى بقاء الرئيس السوري ونظامه، والتركيز على القضاء على “الدولة الإسلامية

موعد زيارة العاهل السعودي إلى موسكو يأتي في وقت تملك القيادة الروسية وحليفها السوري اليد العليا في الملف السوري، وبما يؤدي إلى مرحلة جديدة من التركيز على كيفية التنسيق بين البلدين في القضايا المشتركة، وأبرزها التعايش مع الواقع الجديد في سورية، وبقاء الرئيس الأسد، والتركيز على كيفية مواجهة خطر “الدولة الإسلامية” التي تشكل خطرا استراتيجيا على الطرفين.

يبدوا من متغيرات الصراع والتغير في موازين القوى ان اصبحت روسيا قبلة دول الخليج العربي ، امير البحرين حمد بن عيسى ال خليفه الذي زار موسكو اهدى الرئيس الروسي بوتن ما سماه سيف النصر الدمشقي وهو سيف فاخر، وقيل انه تمنى “ضمنيا” النصر لروسيا، ونسبت بعض المصادر الى الشيخ خالد بن حمد آل خليفة وزير خارجية البحرين قوله “ان الملك حمد بن عيسى يقدر دور روسيا في مساعدة سورية على الخروج من المحنة الصعبة، لان دورها، اي روسيا، مهم وعلى جميع دول العالم التعاون معها لتثبيت الامن والاستقرار في سورية”.

ويبدو أن زيارة العاهل السعودي لموسكو هي رسالة تذمر بفعل التناقضات للمواقف الامريكيه ،وهي زيارة تعبر عن غضب سعودي وتذمر من سياسة البيت الأبيض التي خذلت المملكة السعودية وحلفاءها الأتراك والقطريين، وتبنت وجهة النظر الروسية حول كيفية حل الأزمة السورية، وحال السعوديين ليس بأحسن حال من الأتراك وهم يقولون للأمريكان ما قاله الرئيس التركي رجب طيب اردوغان لهم ،لقد فقدنا الثقة بكم كحلفاء خلص، وسنذهب إلى موسكو مباشرة دون الاستعانة بكم حيث أصبحنا لا نثق بكم وبالتحالف معكم .

فهل نحن على ابواب التغيير الاستراتيجي للقوى تشهده المنطقه وامام تحالفات دوليه واقليميه تقود للتغيير الاستراتيجي تؤدي لحل الازمات التي تشهدها المنطقه وهل حل الحرب على اليمن مرتبط بالحل في سوريا وهل هناك حل للقضيه الفلسطينيه ام ان المنطقه ستبقى تعيش الصراعات في حال تم تجاهل حل القضيه الفلسطينيه واجبار اسرائيل للانسحاب من الاراضي الفلسطينيه المحتله والاعتراف بالحقوق الوطنيه الفلسطينيه حيث يبقى مفتاح الامن والسلام القضيه الفلسطينيه وغير ذلك فان ابواب الصراع ستبقى مفتوحه ولا بد لاسرائيل ان تدرك سرعة التغيرات وعليها التجاوب مع عملية السلام والانسحاب من الاراضي الفلسطينيه المحتله بما فيها القدس والا فان هناك تغيرات ستشهدها المنطقه بفعل فشل التامر على سوريا وسقوط التحالف الامريكي بفعل التناقض في السياسات الامريكيه التي تؤكد الضعف الامريكي وانسحابها من المنطقه.

بقلم/ علي ابوحبله