من يقود اقتصاد العالم في 2030

بقلم: جهاد الخازن

مع حضوري القمة العالمية للحكومات في دبي ومتابعتي جهود الإمارات العربية المتحدة وإنجازاتها لتأمين مستقبل أفضل، وجدت أن وزارة الزراعة الأميركية أصدرت توقعاتها عن الدول التي قد تحكم العالم اقتصادياً سنة 2030، وفي رأس القائمة الولايات المتحدة، وفي المركز الثلاثين الأرجنتين.

ليست عندي الخبرة الاقتصادية للحكم على توقعات الوزارة، مع أن كل عربي "سايس خيل، سايس طير، سايس نسوان"، ولكن أستطيع السخرية فالتوقعات أسهل شيء في العالم، خصوصاً إذا كانت عن المستقبل، فنحن إذا حلَّت سنة 2030 سيكون بعضنا مات والباقون نسوا أسماءهم.

الولايات المتحدة قد تحكم العالم اقتصادياً إذا لم يأتها رئيس من نوع جورج بوش الابن. هناك احتمال دونالد ترامب، وهو أسوأ.

الصين ثانية وهي الدولة الرأسمالية الأولى في العالم مع أنها تدّعي الشيوعية والحذر منها واجب لأنها تستطيع أن تغرق العالم ببضاعتها طالما أن أجر العامل فيها دولار في اليوم مقابل 50 دولاراً للأميركي.

الهند في المركز الثالث وهذه مبالغة كبيرة فهي لا تكاد تطعم شعبها، واليابان في المركز الرابع، وألمانيا في الخامس، وبريطانيا في السادس، وفرنسا في السابع، والبرازيل في الثامن، وكندا في التاسع، وإيطاليا في العاشر.

هذا ممكن، فالألمان خسروا الحرب العالمية الثانية، وانتصروا في السلام، واليابان مثل ذلك، وبريطانيا تراودها طموحات استعمارية قديمة ومثلها فرنسا. أما البرازيل فستتصدر الاقتصاد العالمي إذا اكتفى الناس بشرب القهوة، وكندا ستكسب إذا شرَّعت أبوابها للمهاجرين لأن سكانها بحجم حي في القاهرة. أما إيطاليا فلن تتصدر أي قائمة إلا إذا اقتنع العالم بأكل البيتزا والمعكرونة فقط.

روسيا في المرتبة الحادية عشرة، ولا أراها ستفعل والعقوبات المكبلة مستمرة، وإندونيسيا بعدها فأرحب بها لأنها دولة إسلامية مسالمة، ثم المكسيك وهذه يعتمد اقتصادها على تهريب المخدرات إلى الولايات المتحدة بقيادة (إل كابو) غوزمان، ثم أستراليا التي أسسها محكومون بريطانيون بجرائم نفوا بعدها، وإسبانيا التي صناعتها الأولى السياحة، وكوريا الجنوبية التي تنافس اليابان عبثاً، وتركيا التي لا تستطيع أن تحمي حدودها، ناهيك عن أن تخترق حدود الآخرين اقتصادياً.

الآن وصلنا إلى المرتبة الثامنة عشرة وتحتلها المملكة العربية السعودية، ما ينفي عنها تهمة خطر إفلاس أكبر بلد نفطي في العالم، وبعدها هولندا ولا أدري كيف تحتل المركز 19، ثم نيجيريا وهذه يستحيل أن تتصدر أي عنصر اقتصادي مفهوم.

إيران تحتل المركز 21، ولعل السبب طموحاتها الفارسية لا أي قدرات طارفة أو تليدة، ثم بولندا وصناعتها هذه الأيام سياسة اليمين، وسويسرا إذا عادت السرية المصرفية، وبلجيكا - لوكسمبورغ وهي ليست أفضل اقتصادياً من هولندا.

السويد في المركز 25، وهي ستنجح إذا أصبح العالم اسكندنافياً، وبعدها كولومبيا التي ستفوز إذا تعاطى العالم كله المخدرات، وتايوان إذا اختفت الصين، وجمهورية جنوب أفريقيا إذا نسيت التفرقة العنصرية وتطلعت إلى المستقبل، وبلجيكا وهي من نوع هولندا، وأخيراً الأرجنتين التي لا تخرج من أزمة إلا وتدخل أزمتين.

إسرائيل ليست في قائمة الثلاثين، ويبدو أن وزارة الزراعة الأميركية مقتنعة بأن الكونغرس لن يكتب لها "شيكاً" بموازنة الولايات المتحدة كلها. أقول: إن شاء الله.

جهاد الخازن