مصر وفلسطين...وحقائق السياسة الاستراتيجية

بقلم: وفيق زنداح

مصر العربية ....بشعبها.... دولتها ....ومؤسساتها ....ومن خلال رئيس جمهوريتها وقائدها الاعلى الرئيس عبد الفتاح السيسي ....يعطي قرارا بفتح معبر رفح البري لمدة يومين متتالين ...وكما ذكرت المصادر المصرية .....أن يتم فتح المعبر بالاتجاهين يومي السبت والاحد ...وهنا لابد من تأكيد شكرنا وامتنانا العظيم للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ..ولجمهورية مصر العربية الشقيقة على حرصها الدائم ..وتأكيدها المستمر بوقوفها الي جانب شعبنا الفلسطيني ...وقيادته الشرعية .

مصر العربية ...لم تكن ...وليست بحاجة الي تأكيد المؤكد ...واثبات المثبت ....والي تحليل ما هو قائم وثابت ودائم ....عبر المراحل الزمنية ....ومدي أصالة وعمق العلاقات ...وجذورها التاريخية والتي تربط الشعبين الشقيقين ....عبر قرون وعقود طويلة ....لا زالت فيها مصر الشقيقة على وفائها واخلاصها ....وتوكد وعلى مدار اللحظة..... بما لا يدع مجالا للشك ...أنها المساند والداعم لفلسطين وشعبها .....وأن العلاقات المصرية الفلسطينية تتعدي الحدود ....كما وتتعدي القضايا الثانوية .....وحتي من بينها معبر رفح البري ....فالعلاقات أكبر وأعمق وأشمل ...وتأخذ مناحي ودلالات عظيمة ....تؤكدها كافة الحقب الزمنية ...والاحداث التاريخية .

فلسطين ومصر ....ذات علاقات خاصة ...تحكمها عوامل التاريخ والجغرافيا والثقافة .....علاقات ذات خصوصية ومميزات عميقة وثابتة ....تؤكدها الحقائق والمواقف المتتالية التي تبرز مع كل حدث وموقف ....ثوابت وحقائق لا تخضع للاجتهاد والتحليل .....علاقات استراتيجية لا تخضع لاعتبارات شخصية او حزبية .....كما أنها لا تخضع لمرحلة دون أخري .

علاقات ثابتة وراسخة في سياسة البلدين ....تستند الي حقائق وثوابت لا يحدث عليها ادني تغير .....لكنها تزداد قوة في ظل التحديات والازمات التي تعيشها المنطقة .

مصر وفلسطين .....يتسمون بعلاقات أخوية .....وروابط وجذور تاريخية ......لا علاقة لها بمصالح أنية ....ولا بحسابات اقليمية أو دولية .....علاقات ذات شأن خاص ...تتميز بإصرار قوي على استمرار هذه العلاقات المتميزة ....وعدم القبول بالتدخل في شأنها .....او ما يربط بينها ....أو ما يحدد لها من رؤية استراتيجية.... او أهداف قومية ....أو حتي مصالح ثنائية .

مصر وفلسطين ....محكومين بحقائق تاريخية استراتيجية ...حقائق سياسية ثقافية ....حقائق اجتماعية اقتصادية .....لا يمكن القفز عنهما ....أو حتي السماح بالمس بهما ....لأنهم تعبير عن علاقة شعبين في اطار أمة ...علاقة شعبين بتداخل عميق لا يقبل بسياسة الفصل ...ولا يقر بسياسة البعد عن ما يربط بينهما من علاقات النسب والقرابة ...وحتي علاقات الدم الذي سال على ثري الوطن المصري الفلسطيني .....دفاعا عن الارض ..وشرف الامة ....واستبسالا نادرا تم تجسيده عبر مراحل تاريخية طويلة ....استشهد فيها الالاف من ابناء مصر الكنانة من أفراد القوات المسلحة المصرية ....الذين دافعوا عن فلسطين وحاربوا على ارضها ...واستبسلوا من أجل شعبها ....ودفعوا من أرواحهم ودمائهم ثمنا لعلاقات أخوية ...لا تربطها مصالح ....ولكنها علاقات تربطها أخوة ومحبة وعشق ابدي .....لا زال يتجدد ويتعاظم ....رغم كل ما تشهده المنطقة من ارهاب اسود ....يحاول ان يعكر صفو هذه العلاقات ....وأن يعكر اجواء المحبة والاخلاص والوفاء المتجدد ....الذي يرسم مع كل كلمة وموقف ...ويتم تأكيده عبر كل مرحلة من المراحل .

مهما استخدمنا من مصطلحات العلاقات السياسية ما بين الدول .....وحتي تلك الدول التي ترتبط بعلاقات وحدوية ....فان الكلمات تعجز على وصف حقيقة العلاقات ...وثوابتها ...وعمقها الاستراتيجي الذي يربط فلسطين بمصر .

هذه الحقيقة الثابتة والتاريخية لا نبالغ بها ...ولا نجامل من خلالها ....ولا نعمل على اضافة شيء جديد لحقيقة تلك العلاقات .....لكننا وفي ظل هذه المرحلة بكل مصاعبها وتحدياتها وما تشهده بعض الدول داخل الاقليم من ارهاب اسود تم صناعته امريكيا ...وتم تمويله وتسليحه من بعض الاقطار داخل الاقليم .....اعتقادا ووهما منها ...وعجزا توكده بسياساتها أن بمقدورها أن تهز المارد المصري .....وأن تحدث الارباك بأولوياته التنموية ...واستقراره الداخلي .

توهم المتوهمون ....وخاب ظنهم ....وشعروا باليأس والاحباط ....عندما فشلت مشاريعهم ...كما فشل ارهابهم الاسود ...عندما حاولوا المساس بمصر وشعبها .....وبقواتها المسلحة وبمؤسساتها السيادية .....حاولوا المساس بأمن واستقرار هذا الشعب الطيب المصمم على تجاوز محنته ...ومواجهة تحدياته ....بكل قوة وارادة ....وعزيمة مصرية .... لا تقبل بالاستكانة والتسليم .....لكنها مصممة على خوض غمار مشروعها المستقبلي التنموي ....للنهوض بالاقتصاد المصري ....ومعالجة كافة الاسباب التي أدت الي العديد من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية ......مصر ستنتصر ....وستبني مجدها ...وستهزم الارهاب الاسود على ارضها ....مصر ستبقي الاخ الاكبر ....والشقيق الوفي لفلسطين وشعبها .....ولقيادتها الشرعية ...ولكافة فصائل العمل الوطني والاسلامي التي تحرص على مصر وأمنها واستقرارها ....حرصها على فلسطين وشعبها .

رسالتنا الخالصة والمخلصة... لمصر الشقيقة قيادتا وشعبا .....أن لكم أخوة في فلسطين يعشقون تراب مصر ....وسيبقون الاوفياء لهذا التراب والتراث .....سيبقون الاوفياء لهذه العراقة والتاريخ ...سيبقون أوفياء لهذا الدور الوطني والقومي التي تقوده مصر دفاعا عن فلسطين وأهلها وحرية ارضها ....ودعمها الدائم لقيادتنا الشرعية عبر كافة المنابر السياسية ....الدولية ...والاقليمية .

قناعاتنا ثابتة وراسخة ....وندرك صدق كل كلمة نقولها ....ونتفهم حقيقة ما يجري.... وما يهدد تلك العلاقات ....والتي يتم صناعتها على ايدي اعدائنا .....بمحاولة العبث بأصالة وعمق جذور علاقاتنا ....لكن الفشل سيكون وليد كل من يتأمر على عمق تلك العلاقات ....لأن مصر وفلسطين .....وجذور علاقاتهم أقوي وأصلب من تلك المؤامرات ....كما أننا وبكل اخلاص ووفاء ..وبكل محبة لأرض الكنانة ...قاهرة العروبة ...نقولها بصراحة شديدة .....أن كافة أبناء فلسطين ....بكافة انتماءاتهم السياسية الوطنية والاسلامية..... يقدرون لمصر مواقفها عبر كافة المراحل التاريخية...ولا زالوا على مواقفهم ...وحرصهم على مصر وشعبها وقيادتها .....وأن أي حالة استثنائية فردية .....انما تعبر عن نفسها ...ولا تعبر عن شعبنا بكافة قواه السياسية ....ولا تعبر عن سلطتنا الوطنية .....وقيادتنا الشرعية ....لأن مصر ستبقي بالقلب والوجدان ...وستبقي محفورة بذاكرة شعبنا ...ولن تستطيع كافة المتغيرات والانواء والعواصف.... أن تحدث أي تغيير يذكر في أسس وركائز تلك العلاقات الثابتة والراسخة .

بقلم/ وفيق زنداح