( عباس زكي ) من طهران كلام يُرضي ويُغضب من ..!؟

بقلم: منذر ارشيد

من على قناة الميادين تحدث الأخ عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح مجيباً على أسإلة كبيرة وجهتها لها القناة المحسوبة على إيران

كما قال الأخ أبو مشعل أنه في إيران بدعوة رسمية بمناسبة الإحتفالات بذكرى الثورة الإسلامية والتي تعقد في كل عام
وكعضو في قيادة فتح فهو يمثل الحركة خاصة أنه مسؤول العلاقات الخارجية ولا يمكن أن يتحدث كمغرد خارج السرب فهو ليس من الطارئين الذين هبطوا بمظلة بل إنه أحد القادة الأوائل في هذه الحركة التي كان لها الدور الأول في قلب معادلة الإستسلام للقدر الأمريكي الصهيوني
صحيح ان الأمور تغيرت وأحداث عظيمة وخطيرة حدثت خلال العقدين الماضيين ولكن ما زال هناك في هذه الحركة من يتمسك بالمباديء والقيم والبرنامج الذي إنطلقت من أجله
.والحمد لله فإن إسرائيل بعنجهيتها وإجرامها أعادتنا إلى نقطة الصفر ووضعنا من جديد أما أنفسنا لتعود لنا ذاكرتنا الوطنية من جديد والتي عنوانها فلسطين من البحر إلى النهر

تحدث الأخ عباس رداً على سؤال .هل صحيح أن وفداً أمنيا فلسطينيا قابل وفدا إسرائيلياً من أجل وقف التنسيق الأمني " وقال أن هذا قرار قد أتخذ قبل أشهر في المجلس المركزي وإسرائيل تعرف ذلك ولا إتصالات معهم ولا داعي لذهاب وفد خاصة أنهم ألغوا أي علاقة سلمية بيننا وبينهم وهذا قرار من الرئيس نفسه

أما الموضوع الأهم في أسإلة الميادين فكان عن العلاقة الفلسطينية الإيرانية خاصة في هذه الظروف التي تمر فيها المنطقة والتي تشكلت خلاله محاور وتحالفات جديدة في ظل الحروب القائمة في المنطقة
خاصة ما يصرح به وبشكل قوي قادة دول الخليج عن الخطر الإيراني الذي يهدد المنطقة وقد تم تشكيل حلف إسلامي سني لمواجهة التمدد الشيعي الإيراني حسب العرب
لقد أجاب أبومشعل عن أسإلة محرجة جداً حول العلاقة الفلسطينية الإيرانية خاصة أن دول الخليج والسعودية بالتحديد تقدم المساعدات للسلطة الفلسطينية .

إستطاع الأخ عباس أن يجيب بحرفية السياسي المخضرم حيث قال أن إيران كدولة إسلامية إستطاعت أن تصبح في مصاف الدول المتقدمة والفاعلة مما يدعونا إلى ان نوثق علاقتنا بها خاصة أنها ترفع شعار تحرير فلسطين
وأنه لايجوز ان نترك العدو الإسرائيلي مرتاحاً ويحقق أهدافه في زجنا في مثل هذه الخلافات التي ستكون وبالاً على المنطقة وعلى القضية الفلسطينية
وأننا كفلسطينيين يجب ان نعمل كإطفائية من خلال الكلمة الطيبة والخير الذي يجب أن نعممه من أجل تهدئة الوضع بين إيران والدول العربية وليس من مصلحتنا تأجيج الصراع

حاولت المذيعة أن تستدرجه لتحديد موقفه تجاه الدول المناوئة لإيران كالسعودية إلا أنه ظل محافظاً على توازنه ولم ينزلق حيث أرادت المذيعة الخبيثه .

على العموم نحن الفلسطينييون وضعنا صعب للغاية وليس من مصلحتنا أن ندخل في صراعات إقليميه من الممكن أن تجرنا إلى خارج حدود وطننا مما يعمق الشرخ الذي تنتظره إسرائيل حتى تنهي وجودنا في فلسطين
خاصة أن الصراع القائم في المنطقة والذي نراه من خلال التحالفات والتحشيدات ما هو
إلا مخطط أمريكي صهيوني الهدف منه دمار المنطقة خاصة الدول العربية وتحويلها إلى دويلات طائفية مذهبية متناحرة .

حسب وجهة نظري أن أبو مشعل تحدث بلباقة وبحكمة سياسية رغم إشادته المبالغ فيها بالدولة الإيرانية .. فالرجل تحدث من طهران المضيفه وليس من الرياض

ربما سيخرج علينا البعض ليقولوا.. عباس زكي يمثل نفسه... وهؤلاء سينافقون ليس إلا

ملخص القول ..نتمنى أ ن يتوحد الموقف والخطاب الفلسطيني سواء في الوضع الداخلي أو في العلاقات مع الجوار والإقليم والعالم ... ولانسمع غداً خطاباً متناقضاً يثبت من خلاله أننا متفرقين

اللهم وحد كلمتنا على الحق المبين


بقلم : منذر ارشيد