من اول السطر واخره ، قد نضع تعريفا بسيطا للوطنية الفلسطينية وبالتالي نصل لتعريف من هم الوطنيون ، وهنا لا نقصد الاشباع بمفهوم المواطنة التي فقدها الشعب الفلسطيني لسببين اساسيين ، الاحتلال ، وغياب القانون لسلطة مؤسسات ، والتي في الغالب يحتكم تعريفها ووجودها للتعريف الامني ومقاييسه في سلوك الاحتلال او سلوك السلطة والتي ترتهن مواقفها بوجود نسيج معقد ناتج عن الاتفاقيات والتفاهمات بينها وبين الاحتلال ، وقد تكون المواطنة تعني غرفة العزل الانفرادي او الاعتقال او غيره من مسببات قد تحرم الانسان الفلسطيني من حقوق واجبة بحكم المواطنة .
من هذه المقدمة نستطيع القول ان المواطنة والوطنية الفلسطينية هما توأم في ظل برنامج وطني ، وقادته حركة فتح والفصائل الفلسطينية سعيا لتحقيق المواطنة على الارض الفلسطينية بكل مستوجباتها وحقوقها والتزاماتها تاريخا وجغرافيا وثقافة ، قد كانت فتح بانطلاقتها هي بداية الطريق لخوض معركة معقدة مع الاحتلال ومع المشاريع المضادة التي تسعى دائما لاذابة الوطنية الفلسطينية وبالتالي المواطنة ، تلك المشاريع التي اجمعت في فحواها على مشاريع امنية اقتصادية وثقافية لتغييب الوعي والالتزام الوطني ولاعاقة البرنامج التحرري لحركة فتح والحيلولة دون الوصول للاهداف سواء على نطاق البرامج المرحلية وما طرحته من حلول لانهاء الصراع او على نطاق البرنامج الاستراتيجي الذي يتعارض مع وجود الحركة الصهيونية على الارض الفلسطينية .
اذا “فتح” تعني المواطنة والوطنية الفلسطينية وعلى الارض العربية الفلسطينية، واي محاولة لتعريف اخر لحركة فتح ،يدخل في نطاق الانحراف عن الظواهر والمسببات التي انطلقت من اجلها هذه الحركة والتجربة الفلسطينية واعطائها حالة وظيفية تكرس فيها طاقات فتح لتلبية برامج تخرج عن مفهوم التجربة النضالية التي تفرضها حقوق المواطنة والوطنية بكل عناصرها وسلوكها وابعادها.
اذا”فتح” ايقونة تنتمي للواقع الوطني والوطنية الفلسطينية ولا يمكن اعطائها اي تعريف غير ذلك من واقع الانتماء للتجربة والاهداف والمنطلقات والمرحليات التي لم يحسن الاداء فيها والتطبيق لعوامل وظروف مختلفة ولا نبريء فيها القيادة التي تحملت مسؤلية قيادة فتح في مراحل مختلفة ليومنا هذا .
اذا ببساطة صياغة البرنامج الحركي بنظامه واهدافه ومنطلقاته وهنا نعني الادبيات بكاملها والتي تخلصت من مفهوم الحزبية والتقسيم الطبقي للمجتمع الفلسطيني تعني كل فئات الشعب اي الشعب كله بطموحاته الوطنية وفي مقدمتها حقوق المواطنة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية على الارض الفلسطينية .
اذا الانتماء له محدداته ثتائية الابعاد بين الوطنية والمواطنة ومواجهتها للاحتلال وقوى قد تجد مسافات من اللقاء مع الاحتلال ايضا ، وهنا تأتي خطورة الادعاء بالانتماء ل”فتح” واستغلال تجربتها وواقعها في ظواهر الغنج السياسي الذي يخلق واقع التبرير والتعليل والوصف وبدون وضع معالجات ناتجة عن مناخات يعتقدون انها مبررة وفي واقع حركات التحرر”” التبرير خيانة””.
الفتحاويون كثر وموزعون بين الانتماء والادعاء بالانتماء ، ولكن اين فتح من ذلك ..؟؟!! وهنا اقصد الادبيات والثقافة الحركية والنظام ، ففتح لاتعني الجهل ولا تعني التغافل عن تجربة الشهداء والاسرى والجرحى ، فالتغافل هو وجه من وجزه التضليل الذي يخدم صناعة محطات سياسية وامنية وثقافية خارج مربعات فتح الحقيقية .
مراحل اسست لمراحل اخرى من الخيبات والفشل والدكتاتوريات الكبرى والصغرى من قمة الهرم الى قاعدته ، فرشت ثقافة التضليل والانحراف وتحت عنوان عريض اسمه فتح وغير ابهين بالمعنى العميق لهذه الحركة العملاقة والتي لن تستطيع اي قوى اخرى ان تضع نظرية او برنامج نضالي كما وضعته فتح بمرحليات تفكيرها واستراتيجياتها .
اذا من صميم المشاكل التي كان ايقاعها على حركة فتح هو عدم الحسم بين الانتماء والادعاء بالانتماء على قاعدة المصالح والمنافع والمكتسبات وشهوة حب الموقع للمارسة نرجسيات شخصية تناولها قمة الهرم لتدخل حيز التنفيذ في المستويات المتدرجة الادنى .
قد تكون انفلاشية الاطر قد فتحت طريق سهل لللاستنفاع في حالة ظل حالة الترهل واختفاء وتجميد البرنامج الوطني الاصيل واستبدالة ببرامج التيه ولخبطة الاوراق والميكانيكيات كي تصارع فتح طواحين من الهواء من فساد وفشل ودكتاتوريات واستبداد ومتنفذين على بلاط سلطة واهية تفتقد لازدواجية تكريس الوطن والمواطنة والوطتية بمتطلباتها .
التيار الديموقراطي الاصلاحي في فتح الذي وضع معالجات عدة لعدة ظواهر خطرة اصابت فتح وفي محطاته المختلفة كان ومازال يقف على قاعدة صلبة عمودها النظام الاساسي والاحتكام اليه في البناء والبرنامج والهيكليات وهنا كان الصدام حتمي بين الانتماء ومن يدعو الانتماء وان اكتسبوا شرعية ظواهر الفساد بعواملها الذاتية والاقليمية والدولية ، بنود اساسية لنحفظ قيمة الوطنية والمواطنة هي التمسك بالنظام الذي يستوجب النهوض بالثقافة الوطنية والوعي الحركي والثقافة التنظيمية التي يمكن من خلالها مواجهة الظواهر المفتعلة وهي بالفعل ظواهر تخريبية مثل الصراعات الجغرافية وانانيات الصراع على المواقع والمكتسبات التي قد تفرضها طبيعة مهمات يمكن استغلالها في مواقع اخرى بعيدة عن مواقع البناء ….. هذه هي فتح …..””” بين الانتماء ، ومن يدعون الانتماء “”.
بقلم/ سميح خلف