من المفترض أن تُطل على العالم قريباً الطائرة الأكبر والأضخم، وهي فريدة من نوعها أمضى مهندسون ومصممون وخبراء أمريكيون ثلاث سنوات في تشييدها. على أنها ستكون مزيجاً من الطائرة النفاثة والمروحية، وستكون عملاقة من حيث الحجم وتتفوق على طائرة الإيرباص الشهيرة (A380). والطائرة العملاقة الجديدة التي تحمل الاسم (إيرلاندر 10) هي جزء من مشروع عسكري كان يعمل الجيش الأمريكي عليه قبل أن يتوقف في العام 2012.
وتولت شركة بريطانية عملاقة ومتخصصة في مجال صناعة الطائرات الاستفادة من المشروع وتحويل الطائرة المبتكرة إلى الاستخدامات المدنية بدلاً من العسكرية، بما في ذلك نقل الركاب وشحن البضائع.على أن القائمين على المشروع يصفون الطائرة الجديدة المبتكرة بأنها "نفاثة جزئياً، ومروحية جزئياً".
وحسب التفاصيل التي انفردت بنشرها جريدة "دايلي ميل" البريطانية، واطلعت عليها صحيفة "القدس العربي" اللندنية فان الطائرة الجديدة يبلغ طولها 93 متراً، وهي مشروع أمريكي في الأصل، لكنه انتقل إلى بريطانيا مؤخراً لتطويره وصولاً إلى إنتاج طائرة فارهة يمكن أن تقدم خدمات مميزة لرجال الأعمال والمسافرين، ويمكن أن تتضمن الكثير من المرافق التي توفر مزيداً من الراحة والرفاهية للركاب.
وتتضمن الطائرة وعاء يحمل 1.3 مليون قدم مكعبة من غاز الهيليوم، وهي كمية تكفي لملئ أكثر من 15 بركة سباحة أولمبية، حيث تم اختبارها باستخدام بالون الهيليوم في شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، على أنه يجري حالياً تركيب المحركات والمروحيات اللازمة لتشغيل الطائرة وهي مرحلة يتوقع الانتهاء منها خلال الشهور القليلة المقبلة لتصبح بذلك جاهزة للاستخدام. ولم تعلن الشركة البريطانية التي تقوم بتطويرها عن موعد لتجربتها فعلياً وإطلاقها للتحليق في السماء، إلا أن النموذج الذي سيتم تجريبه أصبح واضحاً وفي حال نجحت التجارب التي تجري على هذه الطائرة العملاقة فسيتم البدء بإنتاجها تجارياً وبشكل طبيعي.
وخلال التجربة التي أجريت على الطائرة العام الماضي تم تحميلها بأربع رافعات شوكية ضخمة، تحمل كل واحدة منها طنين من الاسمنت، ما يعني أنها حلقت محملة بثمانية أطنان من الاسمنت إضافة إلى وزن الروافع ذاتها، ما يعني أنها ستكون قادرة على حمل كميات ضخمة جداً من البضائع.
وتقول جريدة "دايلي ميل" البريطانية إن تكلفة تشييد هذه الطائرة العملاقة هو 1.1 مليار دولار، على أن أول إقلاع لها بعد تركيب المحركات وبعد أن تصبح هجينة، أي بعد تركيب نظام التشغيل بالكامل لها، سيكون خلال الشهور المقبلة، إذ أنها تعمل بالبالون المعبأ بغاز الهيليوم، وبالمحركات النفاثة المعتادة، وبالمروحيات.
ويقول المطورون إن "إيرلاندر" سوف تكون الأضخم في العالم وتتفوق في حجمها ـ ولأول مرة ـ على طائرة "إيرباص" العملاقة التي تحمل الطراز (A380).
يشار إلى أن "إيرباص" من طراز (A380) هي أكبر طائرة ركاب في العالم، وذات طابقين وتعمل على أربع محركات نفاثة من نوع ترنت 900 من صنع "رولز رايز" أنتجتها شركة صناعة الطائرات الأوروبية "إيرباص" وأقلعت في أول طيران فعلي لها في 27 نيسان/أبريل 2005 من مطار مدينة تولوز الفرنسية.
وقامت الطائرة (A380) بأول رحلة تجارية لها في 25 تشرين الأول/أكتوبر 2007 مع الخطوط الجوية السنغافورية وكان خط الرحلة سنغافورة – سيدني، وكانت الطائرة تسمى أثناء عمليات التطوير وقبل ظهورها للنور باسم إيرباص A3XX، وأطلق عليها فيما بعد لقب "سوبر جامبو" كونها أكبر طائرة ركاب مدنية حديثة.
وتعتبر (A380) أكبر طائرة ركاب في العالم إلا أنها أقصر طولاً من طائرة إيرباص إيه 340-600، ولها نموذج آخر غير المخصص للركاب، وهو نموذج الشحن ايرباص إيه 380-800إف، إذ تعتبر هذه الطائرة واحدة من أكبر طائرات الشحن الجوي الموجودة في العالم، وتتفوق حمولتها حمولة طائرة الشحن الروسية أنتونوف إيه إن-225.