هل تملك تركيا والسعودية قرار الحرب على سوريا

بقلم: علي ابوحبله

تركيا والسعودية لا يملكان قرار الحرب على سوريا وان الدولتين لا يغامران بشن حرب نتيجتها محسومة بدون تدخل لحلف الناتو لحماية الدولتين في عدوانهم غير المبرر على سوريا ، التحالف الروسي لم يقف مكتوفي الأيدي أمام أي تدخل تركي سعودي يستهدف الأراضي السورية لأنه في المحصلة يستهدف الوجود الروسي في سوريا ، لان أي تدخل عسكري في سوريا هدفه إعادة التوازن للقوى على الأرض الذي يميل لصالح سوريا وحلفائها ،

في ظل الحشد العسكري الذي تشهده المنطقه فان أي قرار متهور من قبل الفرقاء يدخل المنطقه لاتون الحرب المفتوحه التي لا يتحمل وزرها السعوديين والاتراك لان اوروبا واسرائيل والشرق الاوسط لن يكون بمأمن من هذه الحرب .

فقد أعلن الجيش الروسي ، أن سفينة حربية تحمل صواريخ “كاليبر” غادرت قاعدة “سيفاستوبول” في البحر الأسود متجهة إلى سواحل سوريا في البحر المتوسط.وقال مدير جهاز الإعلام التابع للأسطول الروسي في البحر الأسود، فياتشيسلاف تروخاتشوف، إن سفينة “زيليني دول” الصاروخية الصغيرة وكاسحة الألغام البحرية “كوفروفيتس″ غادرتا قاعدة سيفاستوبول بشبه جزيرة القرم إلى البحر المتوسط للقيام بمهامهما ضمن مجموعة من الوحدات البحرية الروسية هناك، وفق ما نقلته وكالة أنباء “سبوتنيك” الروسية الرسمية.وذكرت الوكالة، نقلا عن مصدر عسكري روسي، أن سفينة “زيليني دول” ستذهب إلى شواطئ سوريا، مشيرا إلى أنها تحمل صواريخ “كاليبر”. وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي تتوجه فيها هذه السفينة إلى البحر المتوسط.

الجيش التركي يقصف ما سمّاها أهدافاً لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في سوريا ومطار منغ العسكري في ريف حلب، والخارجية الأميركية تطالب أنقرة بالتوقف عن قصف مواقع الكرد والجيش السوري، داعياً في الوقت نفسه الكرد إلى عدم استغلال القوى والسيطرة على المزيد من الأراضي.

الخارجية الأميركية طالبت تركيا بالتوقف عن قصف مواقع الكرد والجيش السوري، ودعت في الوقت ذاته الكرد إلى عدم استغلال القوى والسيطرة على المزيد من الأراضي، وقد عبّر المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي عن قلق إدارته إزاء الوضع في شمال حلب ،.

وفي سياق متصل، دانت جماعة "جيش الثوار"، وفي بيان لها القصف التركي على ريف حلب الشمالي ووصفته بـ "الاعتداء على الأرض والشعب والثورة في سوريا".

واتهم البيان تركيا بدعم التنظيمات الإرهابية وقال إن "أي تصعيد تركي في الريف الشمالي لحلب يصب في مصلحة النظام السوري و"القاعدة".

بدوره، شدد رئيس الحكومة التركي أحمد داود أوغلو على ضرورة أن تنسحب الميليشيات الكردية من محيط أعزاز في ريف حلب شمال سوريا ،.

وخلال اتصال مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أكد أوغلو أن بلاده ستتخذ كل التدابير إذا حدث أي تهديد لها ،

وفي ظل حملات التصعيد اعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن السعودية أرسلت مقاتلات إلى قاعدة انجرليك التركية القريبة من الحدود السورية ، وقال أوغلو إن أنقرة والرياض قد تطلقان عملية بريّة ضد تنظيم داعش في سورياً مشيراً إلى أن السعودية أرسلت مختصيها إلى القاعدة الجوية لاستكشاف المكان ودراسة ما يمكن فعله ،وقد جدد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير تأكيده على ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، ورأى أنه "لن يحكم سوريا في المستقبل ،وفي مقابلة مع صحيفة ألمانية أشار الجبير إلى أن "الأمر قد يستغرق وقتاً، ولكن الأسد لن يتولى المسؤولية في سوريا ،وحول تدخل عسكري سعودي مباشر مع وجود قوات على الأرض قال الجبير إنه "إذا قرر التحالف الذي تقوده واشنطن نشر قوات خاصة في القتال ضد داعش في سوريا فإن السعودية ستكون مستعدة للمشاركة ،وانتقد الجبير ما وصفه مشاركة روسيا في الحرب فقال إن "تصميم الشعب السوري على إسقاط الأسد ثابت رغم الغارات الجوية الروسية العنيفة والاضطهاد داخل سوريا"، معتبراً أن "الروس لن يستطيعوا مساعدته ......

السعوديه وتركيا يعيشان حاله هستيريه وانعدام الوزن في حمى التصريحات لخسارتهم المتحققه في سوريا وخسران السعوديه التي غرقت بوحل اليمن رغم التدمير الشامل لليمن حيث تقصف الطائرات السعوديه اليمن منذ ما يقارب العام دون تحقيق نتائج تذكر ،

حالة الهلع التي تعيشها السعوديه وتركيا ليست بمعزل عن الحالة التي تعيشها اسرائيل فقد نُقل عن مسؤول عسكريّ إسرائيليّ، وُصف بأنّه رفيع المُستوى، نُقل عنه قوله إنّ الانتهاء الظاهر من تطويق حلب يشير ليس فقط إلى الإنجاز الأكبر الذي حققه نظام الأسد في الحرب الأهلية السوريّة منذ عدة سنوات، بل يُشير أيضًا إلى إسدال الستار على طموحات الإدارة الأمريكية الحاليّة في الشرق الأوسط، على حدّ تعبيره. ولفت المصدر عينه، كما أفاد المُحلل للشؤون العسكريّة في صحيفة (هآرتس)، عاموس هارئيل، إلى أنّ النجاح في حلب قد يحفّز الرئيس الأسد على المقامرة واتخاذ خطوات مماثلة أيضًا في جنوب البلاد والشمال الغربيّ، مُوضحًا في الوقت عينه إلى أنّ واشنطن تنظر إلى هذه التطورات بمزيج من القلق والعجز، في الوقت الذي ينغمس فيه الشعب الأمريكيّ بالتطوّرات المذهلة للسباقات الرئاسية التمهيدية.

وأردف هارئيل قائلاً: تبدّلت الأحوال منذ دخول روسيا إلى الصورة في خريف عام 2015. فساعد نشر قوات سلاح الجو الروسيّ في شمال روسيا بداية على دعم استقرار خطط النظام الدفاعيّة وأتاح في الشهر الأخير بداية شن هجوم برّي، والذي حقّق نجاحات أولية، ومثل الأسد، فالروس كذلك يمارسون القوة من دون قيود. كما أكّد هارئيل على عدم وجود للقوة الجوية الروسية، نظرا للقدرات الهامشية للأسلحة المضادّة للطائرات التي في أيدي التنظيمات المُسلحّة، وبالتالي، زاد، في هذه الظروف، ليست هناك حاجة إلى أنْ يكون حجم القوات البرية التي تساعد الجيش السوريّ كبيرًا بشكلٍّ خاصٍّ.

وبالمُقابل، أوضح المُحلل، ينطوي الغرب إزاء هذه الهيمنة الروسية في سوريّة، فقد تغيّرت المطالبة القوية برحيل الأسد بالمقولة المتلعثمة بخصوص الحاجة إلى ذهابه والاستعداد الفعلي للتقسيم المستقبلي للأرض بين النظام والمعارضة، بعد أنْ يغادر البلاد كل من الأسد وحفنة الجنرالات المقرّبين منه. ولكن، استدرك المُحلل الإسرائيليّ، هذا أيضًا طلب يبدو أنّه ليست هناك نيّة لدى الأسد ومؤيديه لتلبيته، وخصوصًا عندما رجحت كفّة الميزان لصالحهم مجددًا.

وبرأيه، في السنة الماضية، تغيّر سلّم أولويّات الغرب في سوريّة تغييرًا واضحًا، فبدلاً من إيقاف المجازر ضدّ المدنيين، هناك أهداف طارئة أكثر لدى الولايات المتحدة والأوروبيين: أولاً، إيقاف موجة اللاجئين السوريين الذين يطرقون أبواب أوروبا، وثانيًا، منع العمليات الإرهابية على أرض أوروبا من قبل مقاتلي الجهاد الذين اكتسبوا خبرة في المعارك في سوريّة.

وأشار إلى أنّه عندما تصبح هذه هي المخاوف الرئيسية، لا يبدو الأسد، وكذلك إيران، وخصوصًا منذ توقيع الاتّفاق النوويّ في تموز (يوليو) الماضي، مشكلة، وإنمّا جزءً من الحلّ. بالنظر إلى الماضي، فقد زُرعتْ بذور هذا التغيير قبل وقت طويل من مجيء الطائرات الروسية. حدث التحوّل الأول في آب عام 2013، عندما هدّد أوباما بقصف دمشق بعد أن قُتل أكثر من ألف مدني في هجوم بالسلاح الكيميائي، ولكنه اضطرّ إلى التراجع عندما صوّت البرلمان البريطانيّ ضدّ المشاركة في الهجوم، وتزايدت الاعتراضات في واشنطن، واقترحت روسيا اتفاقا لنزع السلاح الكيميائي الخاص بالأسد. هناك تقدير معقول يشير إلى أنّ الاتفاق أدى إلى إخراج نحو 99% من السلاح الكيميائي من سوريا، ولكن ضبط النفس الأمريكي أمام تجاوز الخطوط الحمراء أشار إلى الأسد بأنّه ليس لديه ما يخشاه من الغرب.

وأشار إلى ما قاله قال وزير الخارجية الأمريكي، هذا الأسبوع إنّ الإدارة ليست عمياء إزاء ما يحدث في حلب، واصفًا المعركة على المدينة بكونها “لحظة حاسمة”، ولا يزال تفجير المحادثات في جنيف على خلفية تطويق حلب، الكارثة الإنسانية التي تضرب المدينة والفشل المستمر للإدارة في تسليح تنظيمات المعارضة، يزيد من الانتقادات حول أداء الرئيس أوباما ومستشاريه بخصوص سوريّة. والآن أيضا، تابعت المصادر العسكريّة والأمنيّة في تل أبيب، الآن هناك شكّ إذا ما كانت واشنطن ستعتمد اقتراحات تمّ طرحها في الأيام الماضية بالإعلان عن منطقة حظر طيران حول حلب، بشكل يمكنه أنْ يضمن وجود ممرّ لنقل الإمدادات وفرار المدنيين من خلال الحدود التركية.

ولفت المُحلل أيضًا إلى أنّ مقالات الرأي في الصحافة الأمريكية تتنافس بينها لاستخدام الأوصاف الدرامية حول فشل الإدارة على ضوء الوضع في حلب، بدءا بـ “إفلاس أخلاقي” مرورا بـ “كارثة لا يمكن السيطرة عليها” و “وصمة أخلاقية” ووصولا إلى “سياسة مُخجِلة”. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن، قال هارئيل، هو إذا ما كان هناك درس يمكن أنْ تتعلمه إسرائيل. ولفت إلى أنّه في الأشهر الأخيرة، تناقش واشنطن وتل أبيب بنشاط صياغة اتفاق المساعدة الأمنية الأمريكية للسنوات العشر القادمة.

وأردف: كانت إدارة أوباما هي الأكثر سخاءً في نطاق المساعدات الأمنية التي قدّمتها لإسرائيل في تاريخ العلاقات بين البلدين. ولكنّه استدرك قائلاً إنّ ثمة فجوة كبيرة بين المساعدات وبين التدخّل العسكري أو السياسي الفاعل في المنطقة، والتي يبدو أنّها ستزداد على ضوء المعارضة المتزايدة لدى الشعب الأمريكي للتدخّل العسكريّ المستقبليّ في الشرق الأوسط. وخلُص إلى القول: تبدو تلك نتيجة وثيقة الصلة بخصوص الحاجة إلى كبح توقعات التدخّل الأمريكيّ لاستئناف العملية السياسية مع الفلسطينيين، ولكن ربّما أيضًا بخصوص مدى المساعدة الذي يمكن توقّعه من واشنطن عند حدوث أزمةٍ عسكريّةٍ كبيرةٍ، على حدّ تعبيره.

وفيما المنطقه تعيش حمى الصراعات والتوقعات فقد اتفقت روسيا وامريكا مساء الخميس على وقف لاطلاق النار في سورية في غضون اسبوع، بهدف احياء مفاوضات السلام، ووقف نزوح المدنيين من منطقة حلب، وايصال فوري للمساعدات الانسانية الى المحاصرين المدنيين، ولكن فرص نجاح هذا الاتفاق تبدو محدودة، لان التزام المجموعات المسلحه المدعومه من السعوديه وتركيا وقطر غير مؤكد، ولان القوى العسكرية الحقيقية التي تقاتل على الارض، مثل “الدولة الاسلامية” و”جبهة النصرة”، خارج سيطرة الدولتين العظميين، وليست طرفا في العملية السلمية التفاوضية.

تدرك تركيا والسعودية وحلفائهم في التآمر على سوريا إن مدينة حلب باتت محاصرة بالكامل، والقوات النظامية باتت على بعد بضعة كيلومترات من الحدود التركية، والرئيس الأسد أوضح، ان استعادة حلب قد تستغرق وقتا طويلا، وان الهدف الآن هو السيطرة على الحدود والمعابر مع تركيا لقطع الإمدادات اللوجستية للمعارضة السورية المسلحة، ويبدو ان امكانية تحقيق هذا الهدف في غضون الأسبوع الذي سيسبق وقف إطلاق النار واردة.

الفقاعة التي أثارتها السعودية بإعلان استعدادها لإرسال قوات برية خاصة إلى سورية لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” مع تركيا كانت بمثابة تهويش لا أكثر ولا اقل أمام الموقف الروسي الصلب أثناء مباحثات جمعت بين سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا ونظيره الأمريكي جون كيري في ميونيخ، وقال الأول، أي لافروف” “بان اجتماع مجموعة دعم سورية لم يتطرق مطلقا لأي عملية برية سعودية محتملة في سورية، ولم يدرس مسألة إقناع الرياض بالتخلي عنها”، وبمعنى آخر أن هذا العرض السعودي جرى تجاهله بالكامل”.

السعودية اشترطت إرسال قوات إلى سوريا بتحقيق شرطين ، الاول: ان تكون تحت قيادة امريكية، والثاني: ان توافق كل من تركيا والاردن على فتح مطاراتها ومعابرها البرية امامها، والرفض الأمريكي لقيادة هذه القوات ينسف الشرطين معا، وان تقدم القوات السورية نحو الحدود التركية اغلق الابواب نهائيا امامها وقبل ان تتحرك من قواعدها في بلدانها الاصلية.

وان كانت السعوديه وتركيا وقطر قد شعروا بهزيمتهم في سوريا فان خسارة حلب بالنسبة لهذه الدول تعد هزيمة لمشروعهم لإسقاط سوريا . ويبدوا ان مدينة حلب هي التي ستحدد بوصلة الصراع في الشرق الاوسط كما انها ستكون العامل الحاسم في مسألتي السلام أو الحرب،

ويبقى السؤال الملح هل تملك السعودية وتركيا قرار الحرب على سوريا وهل تنجح السعودية وتركيا بجر حلف الأطلسي لحرب مع روسيا والصين في سوريا غير محمودة العواقب خاصة وان حلف الأطلسي وأمريكا تدرك مخاطر الحرب على نفوذهما في المنطقة وخسارتهم المتحققة بفعل التغيرات في التحالفات وموازين القوى المتحققة والتي تؤكد عجز السعودية وتركيا عن تحقيق أهداف المشروع الأمريكي الصهيوني في تركيا وقلب لموازين القوى بفعل التدخل الروسي وإرباك السياسة الامريكيه وترددها وعجزها عن التدخل العسكري المباشر.

بقلم/ علي ابوحبله