هل تقف إيران على مسافة واحده من التنظيمات والفصائل الفلسطينية

بقلم: علي ابوحبله

تكاد تكون غالبية التنظيمات والفصائل الفلسطينية شاركت باحتفالات إيران بثورتها السابعة والثلاثون ، وفي تصريحات لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح عباس زكي قال "نحن اليوم في طهران لتهنئتهم بالثورة، هذه الذكرى لها معنى عندنا نحن الفلسطينيين كونها صنعت شيء في حياة إيران والإقليم كله، وأجرت متغيرات لا تزال موجودة بالوعي والسياسة."وأضاف "إيران تحتضن القضية الفلسطينية كقضية داخلية، وهي تعيش في وجدانهم وهذه القضية ذات المكانة عند الإيرانيين لا بد من الاطمئنان عليها خاصةً أن إيران لاعب أساسي في الشرق الأوسط."

وفي معرض اللقاءات مع الفصائل الفلسطينية التقى وفد من الفصائل الفلسطينية، رئيس مجلس الشورى الإيراني، علي لاريجاني.وأكد لاريجاني خلال اللقاء، على الدعم الإيراني للقضية الفلسطينية، مبديًا الاستعداد لدعم أسر شهداء انتفاضة القدس، وإعادة إعمار البيوت التي دمرها الاحتلال الصهيوني.وأشار إلى أن الإيرانيين على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية، متفقون على "دعم الشعب الفلسطيني المظلوم وقضيته العادلة".

وكان وفد يضم قيادات من الفصائل الفلسطينية، على رأسها "حماس" و"فتح" والجهاد الإسلامي، وصل إلى طهران، الثلاثاء الماضي؛ للمشاركة في احتفالات الذكرى الـ37 للثورة الإسلامية الإيرانية.

وقد أكد رئيس مجلس الشورى الإسلامي علي لاريجاني ضرورة توحيد مواقف الدول الإسلامية دعماً للقضية الفلسطينية، مشدداً على أن الجمهورية الإسلامية في إيران تعتبر من واجبها الديني الدفاع عن الشعب الفلسطيني. وأكد ضرورة توحيد مواقف الدول الإسلامية لدعم الشعب الفلسطيني وقال: إن قضية الدفاع عن فلسطين قضية محورية في الجمهورية الإسلامية حيث أن جميع الأحزاب والفئات فيها متفقة حولها في الرأي، ومن جانب آخر فإن لقائد الثورة الإسلامية في هذه القضية موقفاً راسخاً وصريحا. وأعرب عن أسفه لأن الممارسات والمؤامرات الجارية في المنطقة قد حرفت الأذهان عن القضية الفلسطينية، وأضاف: بطبيعة الحال كان من الممكن منع وقوع الكثير من هذه الأمور إلا أن بعض الدول الغربية مثل أميركا وبعض دول المنطقة منعت حل هذه القضية. وأضاف: في مثل هذه الظروف تخندق البعض للأسف خلف قضية الخلاف بين الشيعة والسنة إلا أن هذه القضية كانت مؤامرة استعمارية إذ يسعى العدو من خلالها لإثارة التفرقة في صفوف الأمة الإسلامية. وأكد لاريجاني بأن مسألة دعم إيران للدول الإسلامية ليست مسالة شيعة وسنة، مثلما دعمت إيران الشعب الفلسطيني على مدى الأعوام الـ37 الماضية، وبناء عليه فإن القضية اللافتة هي أن الشيعة والسنة متفقون ومشتركون في الأصول وفي الفروع الضرورية. وصرح بأن الجمهورية الإسلامية في إيران تدعم الانتفاضة الفلسطينية وجميع الفصائل الفلسطينية للمقاومة أمام الكيان الصهيوني وينبغي علينا جميعاً العمل لتصبح القضية الفلسطينية مرة أخرى القضية المركزية للعالم الإسلامي

في ظل التحولات الإقليمية على ساحة الصراع في الشرق الأوسط تعد إيران لاعب إقليمي في المنطقة بعد أن نجحت في التوصل للاتفاق النووي مع الدول الست الكبرى ورفع الحصار عن إيران ،

احتفالات إيران في ثورتها السابع والثلاثون لها ميزه وهي أن إيران منفتحة على الجميع وهي تحاول أن تلعب دور إقليمي محوري .

وجود الفصائل الفلسطينيه في ايران لها اهميته بالنسبه الى ايران التي تعد القضيه الفلسطينيه من ضمن اولوياتها ، ويبدوا من تصريحات قادة حركة حماس أن هناك عوده تدريجية للعلاقات بين ايران وحماس ، حيث إن مستقبل العلاقات ما بين حركة حماس وإيــران هو مرهون بعدة عوامل من أهمها الثورة السورية ومآلاتها , وسياسة التقارب بين حركة حماس والوسط العربي المحيط الذي بات واضحاً جداً بعد ثورات الربيع العربي خصوصاً مع مصر وتونس ودول الخليج العربي, الذي بدأت علاقة حماس به تنمو شيئاً فشيئاً وإن كان هذا النمو بتباطؤ فإن هذا النمو ذو علاقة عكسية مع علاقة حماس بإيران, أي أن نمو علاقة حماس مع دول الخليج العربي هو على حساب علاقتها بإيران على اعتبار الخلاف بين دول الخليج العربي وإيران, فزيادة التقارب مع دول الخليج يزيد التباعد مع إيـــران

كل هذا يدل على أن العلاقة الإيرانية –مع حماس مجـرد عـلاقـة تقـارب أهـداف لا أكثر , إن هــذه المتغـيرات التي طـرأت علـى علاقـة حمـاس بـــإيران هل هو مـؤشر علـى أن هـذه العلاقـة متـجهـة لأن تـكـون عـلاقـة عـاديـة وليسـت عـلاقـة تـحالـف كمـا في السـابـق, وهل حـمـاس مـلتزمة ببرامجهـا القـومـيـة والوطنيـة, وان تقارب حماس مع إيران ضمن عملية المصالح التي تحكمها المتغيرات .

وقد اعتبر أسامه حمدان مسئول العلاقات الخارجية في حماس أن "العلاقات مع إيران راسخة ولن تتأثر بما يقال، قال إن الموقف الإيراني واضح لجهة دعم المقاومة الفلسطينية، وسيصار قريباً إلى إعلان تفاصيل الدعم الإيراني للفلسطينيين. وأوضح أن "إقامة العلاقة مع إيران لا تفرض انهيار علاقة مع طرف آخر وهو أمر تعرفه طهران"، وأضاف بلا شك أن ما مرّت به المنطقة أخيراً يحتاج إلى جهد كبير من كافة الأطراف لتصويب البوصلة من جديد مع العدو الصهيوني وأضاف أن "نبذ الخلافات في هذه الأمة وداخل الصف الفلسطيني هو أحد أوجه مواجهة وأكدّ أسامه حمدان أن "الانتفاضة تمثّل محطة أساسية في صراعنا مع الاحتلال وقد تكون عنوان الوحدة الفلسطينية، معتبراً "أن التكاتف بين الفصائل سيخرج المسار الفلسطيني عن خط أوسلو واعتبر أن "التطورات التي تجري في المنطقة وضعت القضية الفلسطينية في موقع حرج وكادت تهمشها، أمل "أن يصبح الحديث عن الانقسام الفلسطيني بعد أشهر من التاريخ

وهنا السؤال عن سر التحولات التي تشهدها حركة حماس بالتقارب مع إيران وانعكاس التقارب للقوى والفصائل الفلسطينية مع إيران .

التغير في موازين القوى والتحالفات تفرض على القوى الفلسطينية إعادة تمحورها وتحالفاتها خاصة وان جوهر الصراعات في المنطقة لا يخدم القضية الفلسطينية ويبقى السؤال عن الدور الإيراني في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بعد رفع الحصار الاقتصادي عن إيران واستعادتها لدورها الإقليمي وهذا الحجيج الفلسطيني لإيران مما ينبئ بتغيرات مستقبليه ضمن عملية التغير في موازين القوى

ويبقى السؤال هل ستقف إيران على مسافة واحده من جميع القوى والفصائل الفلسطينية وهل ستساهم إيران للعب دور الوسيط لإنهاء الانقسام بين حماس وفتح ، وهل حقا حماس معنية بعودة علاقاتها الدافئة مع طهران بعد ألقطيعه والتصريحات لمسئولين من حماس بحق طهران ، واليوم وفي ذكرى ثورة الإيرانيين السابعة والثلاثون يكيل المسئولون في حماس وبقية القوى والفصائل المديح بإيران ودعمها للقضية الفلسطينية.

بقلم/ علي ابوحبله