صراع الموت و الحياة ،، انتصارا للكرامة

بقلم: وئام أبو هولي

بأمعائه الخاوية يعارك السجان و بصموده و اصراره يتحدى سياسات الاحتلال و صمت العالم ازاء ما يتعرض له من موت محقق ، بعد ان امضى 84 يوما في اضرابه عن الطعام للحصول على حريته و اسقاط الحكم الجائر الذي اقتضته المحاكم الاسرائيلية بحقه ، حيث تجاوز بإضرابه حدود الموت وحدود الحياة احتجاجا على اعتقاله الاداري التعسفي، حتى امست حالته الصحية خطرة جدا ً، وأصبح معرضاً للموت في كل دقيقة.
هيئة شؤون الأسرى والمحررين حذرت من التطورات الخطيرة التي طرأت على حالة الأسير الصحفي محمد القيق ، في ظل ظهور الكثير من الاعراض المقلقة و الخطيرة على جسده المنهك و المتعب ، حيث انه مع مرور الساعات و الدقائق يقترب من الموت اكثر فأكثر. وبينت الهيئة أنها حصلت على تقرير سريع من داخل مستشفى العفولة، يفيد بأن أوجاع الصدر تزايدت لدى القيق بشكل كبير ، وكذلك الأمر بالنسبة للتشنجات التي أصبحت تصيبه بشكل متكرر، وارتفاع ملاحظ على درجة حرارته ، و تدهور وضعه الصحي بشكل متسارع .
و يضيف تقرير الهيئة أن الحالة التي عليها الاسير القيق تؤكد انه حتى لو فك إضرابه لا يمكن إصلاح الأضرار التي أصابته ، وقد يكون من الصعب معافاته منها لاحقا ، وسيكون لها تأثيرات واضحة على حياته الطبيعية في حال تم الإفراج عنه وإنهاء اعتقاله. بينما محمد الان لا زال يرقد على سريره في مستشفى العفولة، ملقى على ظهره، لا يستطع التحدث نهائيا ، وأنه يوشك ان يفقد سمعه ، ومع كل هذا لا زال ثابتا على موقفه من مواصلة الاضراب ، ويرفض اخذ كل أشكال المدعمات والفحوصات الطبية ويعتمد فقط على الماء .
المحامي جواد بولس مدير الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني وضح اليوم ان "المحكمة العليا للاحتلال ستعقد جلسة خاصة للنظر في الالتماس الذي قدمه نادي الأسير باسم الأسير القيق". و الذي يطالب فيه بنقل القيق لمستشفى فلسطيني، لتلقي العلاج المناسب لحالته الصحية
هذا و ما زال العالم و المؤسسات الحقوقية والدولية عاجزة عن التحرك لإنقاذ حياة الاسير القيق، متمنية منه ان ينقذها من هذا العجز وينتصر لمشيئة ثقافة و قيم ومبادئ حقوق الإنسان ، متكلة عليه ، ملقية عبء العدالة الكونية على جسد ضامر يتسلح بالإيمان و قطرات الماء في معركة نيل الحرية و العيش بكرامة ...

الكاتبة الصحفية
وئام أبو هولي