فلسطين.... قضية كونية

بقلم: غادة طقاطقة

قضية فلسطين المحتلة... قضية فريدة من نوعها ،ففيها يتداخل الدين والسياسة والأكاذيب التاريخية والمصالح الاستعمارية لدول الغرب ،وان ما بدأ به الصهاينة منذ دخولهم فلسطين ،من احتلال وتهجير وقتل وتدمير ، لم يتوقف.
وما يحدث ليس أمراً طبيعياً ولا قدرياً، ولكنه عمل محسوب هو وآثاره وله فاعلون .
والحقيقة التي لا يجب ان لا  تغيب عنا هي انه ومنذ بداية قضيتنا ، وتصرفاتنا الفلسطينية ، المتمثلة في تفرقنا وتسليم أمرنا لمجموعات من خفافيش الليل فكراً وحنكة ووطنية ، والفاسدون ديناً وضميراً وطمعاً ، لم يجعل لقضيتنا نهاية سعيدة في المستقبل قبل ان نتخلى عن المسالك التي تتلخص في كلمة واحدة ((عار علينا )).
خاصة في ظل الغيبوبة العربية وقيام الاحتلال الصهيوني  وبأعصاب باردة بتنفيذ وتخطيط مشاريعها الحقيرة والمستمرة حتى الان للاسف .
والحقيقة الاخرى التي علينا أن ندركها هي ان اسرائيل قامت بسرقة فلسطين وتقتيل أهلها وتهجيرهم وهدم مدنهم وقراهم على مرأى الدول الاوروبية والانظمة العربية الحاكمة العميلة  ،دون أن تظهر عليهما أية مشاعر عطف أو أية نظرة انسانية . وقد حدث هذا بعد مائة عام من النفوذ والدعاية والتحريض والاستعطاف الصهيوني ، وبعد أقل من ألف عام من الحقد الصليبي الذي لم ولن ينتهي ،وسيتمادى إذا بقينا نرضى ونتحمل بغبائنا الذي لا حد له فساد حكوماتنا الذي لا نرى نهاية له .
وأعود للتاكيد هنا أن فلسطين والقدس ليستا هدفاً نهائياً للمشروع الصهيوني لا المنطقة من النيل الى الفرات ولا حتى مجمل ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد . ان المشروع العالمي الصهيوني هو السيطرة المريحة على العالم بأكمله .بالنسبة للعبة (الأمن )) التي تلعبها اسرائيل الان وتشرعها  كالسيف على رقاب العرب كل العرب بل على رقاب كافة دول الشرق الاوسط ،لان أمن اسرائيل في نظر اسرائيل هو استكانة العالم بأسره لمطالبها بل وتجنيد كل قوى الامن في العالم لحماية هذه المطالب ، كذلك أمن أمريكا واوروبا بالنسبة لإسرائيل هو أمن النشاط الصهيوني على أرضهم ، وأمن العرب بالنسبة لإسرائيل هو استسلامهم التام ،واعترافهم الذي لا رجعة فيه بإسرائيل ، أما أمن العرب بالنسبة للعرب فهو في نظرهم إغماض أعينهم عما يمارسة الصهاينة وأمريكا .
أن ما يثير الحسرة والالم على غياب العقل العربي والحس الوطني ، بالتالي الحس القومي ، لدى المتحكمين في حركة السياسة والاعلام في كافة البلاد العربية ، هو هذا الانحراف المخزي نحو تسويق كلمة ( الارهاب ) حسبما يراه الاعلام الغربي وجعلها عالميا ،
 لذا لا بد لنا جميعاً من الصراخ بصوت عال ( ثورة حتى النصر )..ثورة عربية حتى لو سالت فيها الانهار من الدماء ، ثورة عربية تحقق الوحدة والحرية والعدالة ، وتستعيد القوة والكرامة وتعيد الاخلاق وتنهض بالامة من كبوتها من المحيط الى الخليج ، وتستعيد فلسطين لانها قلب الامة العربية ، كل شبر سلب من ارض الامة العربية ، وكل دولار نهب من اموالهم ، ليس غير هذا يوقف طوفان الادعياء والنهابين والعملاء والصهاينة ، وليس غير هذا يردع النهب الصهيوني ويعيدنا الى مصاف الشعوب الكريمة الحرة الابية ، والمتقدمة خلقاً وثقافة وعلماً واقتصاداً وديمقراطية وقوة .

الصحفية ..غادة علي طقاطقة
فلسطين المحتلة