مرح دياب شهيدة الحصار و احدى ضحايا الانقسام ..

بقلم: وئام أبو هولي

مرح دياب ، الطفلة ابنة العشر اعوام ، التي انتزع الالم و المرض طفولتها ، و سرق الحصار منها الحياة ، بسبب عدم تمكنها من السفر خارج قطاع غزة لتلقي العلاج ، الذي لربما كان بمثابة الامل الوحيد في الشفاء من مرض الفشل الكلوي ، بعد ان فشلت جميع المحاولات و الطرق لغسل كليتيها الذي استمر طيلة 6 سنوات ، لكن غسيل الكلى انهك جسدها الصغير ، حتى اصبحت لا تقوى على مقاومة المرض ، لكي يشاء القدر ان تلفظ مرح انفاسها الاخيرة و هي تتنظر استكمال اجراءات الخروج من معابر قطاع غزة المغلقة لتلقي للعلاج .
والد الطفلة مرح قال ان مشكلة ابنته تكمن في عدم وجود متبرع بكليته لها، حيث أن الفحوص الطبية أثبتت أن والديها وأشقاءها لا يصلحون للتبرع لها لاختلاف الأنسجة الطبية ونوع فصيلة الدم . ونتيجة لذلك تدهورت حالة الطفلة وأدى إلى خلل في إفراز الهرمونات لديها حتى أصبحت لا تقوى على الحراك
جهات و هيئات انسانية و حقوقية في غزة القت المسؤولية على وضع الانقسام الذي يعاني منه القطاع ، الذي القى بظلاله على جميع مناحي الحياة حتى اصبح المواطن المنهك هو وحده من يجني ثمار هذا الوضع المأساوي خصوصا في قطاع الصحة المتراجع ، و صعوبة التنسيق بين الوزارتين في الضفة و غزة لتسهيل حياة المواطنين و التخفيف عن المرضى تحديدا لمن يحتاجون تحويلات الى خارج غزة لتلقي العلاج المناسب .
هذا و تأتي قصة الطفلة مرح دياب ضمن سلسلة من عذابات الالاف من مرضى قطاع غزة ، الذين ما زالوا يعانون مرار الحصار و واقع الانقسام المفروض على القطاع ، متأملين ان يلتفت المسؤولين لمعاناتهم وان يضعوا حدا لها من خلال التخفيف من الحصار و فتح المعابر او من خلال توفير العلاج المناسب و المتطور في مستشفيات قطاع غزة .

الكاتبة الصحفية
وئام أبو هولي