مناورات رعد الشمال في ظل غياب موقف استراتيجي عربي لحماية الأمن القومي العربي لا تحقق اهدافها

بقلم: علي ابوحبله

ألاستراتجيه تعني توظيف القوه لتحقيق مكاسب ومصالح سياسيه ضمن موقف استراتيجي يخدم الأهداف القومية العربية والاسلاميه ، لكن في الحالة العربية فان مناورات رعد الشمال تفتقد لمقومات بناء قوه عربيه يكون بمقدورها تحقيق المصالح القومية العربية وفي مقدمتها وأولويتها تحرير فلسطين والقدس ،
مناورات رعد الشمال محكومه بتحالف عربي إسلامي تحت مظلة أمريكا والغرب والتنسيق مع إسرائيل وجميعها لا تحقق أهداف وغايات بناء التحالف الإقليمي العربي ، فالسعودية التي تخوض حربا ضد اليمن وهو بلد عربي وتقود صراعا في سوريا وجميع الصراعات التي تخوضها السعودية هي تصفية حسابات شخصيه بعيده كل البعد عن المصالح القومية .
إن مقومات بناء أي تحالف استراتيجي عربي هو في وحدة مصر وبلاد الشام ، والمسعى السعودي الذي تقود تحالف ينضوي تحت شعارات مذهبيه تقود إلى تدمير مقومات المجتمع الإسلامي وان هناك العديد من الدول الاسلاميه تنأى بنفسها عن المشاركة الفعلية للانضواء تحت التحالف خشية على وحدتها الجغرافية وخوفا على تدمير بنيانها الاجتماعي وتجنبا لأية صراعات مذهبيه في بلدانها .
المناورات التي ابتدأت في الرابع عشر من الشهر الحالي ووصفتها وكالة الأنباء السعودية الأضخم في تاريخ المنطقة وتستمر خمسة وعشرين يوما وتجري في الأراضي السعودية في مدينة ألملك خالد العسكرية بمدينة حفر الباطن وتضم قوات درع الجزيرة وتضم جيوش دول مجلس التعاون الخليجي تأتي في سياق التهديد السعودي التركي للتدخل العسكري في سوريا .
وتأتي تلك المناورات في وقت تشهد فيه المنطقة بصفة عامة، والسعودية بصفة خاصة، تحديات إقليمية، تتمثل في النفوذ الإيراني المتنامي، خاصة بعد رفع العقوبات الدولية عنها، وحصولها على عشرات المليارات المجمدة في بنوك أوروبا وأمريكا.
ولذلك تسعى المملكة السعودية بحسب تصوراتها من إنشاء التحالف لوضع حد للتدخلات الإيرانية ، وبالتالي فإن تلك المناورات هي امتداد وخطوة جديدة على طريق التحالفات التي دشنتها المملكة بداية من التحالف العربي في اليمن .
تصطدم طموحات السعودية الاقليميه بالموقف الأمريكي الرافض لقيادة التدخل البري في سوريا حيث اشترطت السعودية للمشاركة بقواتها بالتدخل العسكري البري في سوريا أن يكون بقيادة الولايات المتحدة الامريكيه .
فقد نشرت الفايننشال تايمز في تقرير مشترك لعدد من مراسليها في واشنطن وبيروت ولندن إن الولايات المتحدة تسعى إلى لجم محاولة حليفتيها، تركيا والمملكة العربية السعودية، القيام بفعل عسكري في سوريا، إذا فشل وقف لإطلاق النار مقرر الجمعة في وقف الحرب الأهلية الدموية في سوريا.
ويضيف التقرير أنه على الرغم من تصاعد الإحباط في المنطقة مما يوصف بموقف واشنطن السلبي خلال خمس سنوات من الصراع السوري، تظل إدارة أوباما والقوى الغربية الأخرى تخشى من أن التدخل العسكري المباشر قد يؤدي إلى تصعيد للصراع وإلى صدام خطر مع روسيا.
ويشدد التقرير على أن أنقرة والرياض تخشيان بشدة من العمل دون موافقة أمريكية، لكنهما غاضبتان مما ترياه فشلا أمريكيا في اتخاذ موقف أكثر قوة ضد حملة موسكو العسكرية لدعم نظام بشار الأسد.
وتنقل الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين رفيعين قولهما إن تركيا تريد خلق منطقة محايدة على امتداد حدودها مع سوريا تمتد إلى “عدة كيلومترات في العمق” السوري، بما يسمح لأنقرة بمراقبة توسع الميلشيات الكردية، التي تشكل هم تركيا الأساسي في سوريا.
ويوضح تقرير الصحيفة أن مثل هذا الخطوة ستعطي مساحة محتملة للمعارضة السورية المعتدلة للتنفس جنوبا، على الرغم من الضربات الجوية لروسيا والقوات التابعة للرئيس الأسد.
وتشير الصحيفة إلى أن عددا من قادة المعارضة السورية المعتدلة قد التقوا بمسئولين عسكريين في أنقرة واسطنبول. وتقول جماعات المعارضة السورية إن هدف ذلك هو العمل على التخطيط لإمكانية تشكيل “تحالف إسلامي” ينتشر شمالي سوريا.
ويقول تقرير الصحيفة إنه بالنسبة لحلف شمال الأطلسي، الناتو، يبدو قيام أحدى الدول الأعضاء فيه بنشر قوات في منطقة محتقنة تنتشر فيها قوات روسية أمرا مقلقا.
وتقول الصحيفة ذاتها في تقرير من مراسليها في أنقرة واسطنبول إن تركيا حذرت روسيا من أنها ستحملها مسؤولية الهجمات الإرهابية التي جرت على أرضها، عشية التفجير الذي تعرضت له العاصمة التركية أنقرة وتزايد التوتر الدولي بشأن الحرب في سوريا.
وتنقل الصحيفة تصريح رئيس الوزراء التركي، أحمد داوود أوغلو، بأن المفجر الذي نفذ الهجوم الانتحاري الأربعاء، يدعى صالح نجار، وهو كردي سوري الجنسية، وأحد أعضاء وحدات حماية الشعب الكردية التي تعدها أنقرة منظمة إرهابية.
كما تنقل تحذيره لموسكو بقوله في تصريح بثه التلفزيون التركي “أحذر روسيا مرة أخرى” وتشديده على أن إدانة موسكو للهجوم ليست كافية “إذا استمرت هذه الهجمات الإرهابية سيكونون مسئولين كما وحدات حماية الشعب الكردية”.
وتنفي روسيا أي صلة لها بمثل هذه الهجمات والنشاطات الإرهابية.
إن رغبة المملكة السعودية في التدخل البري في سوريا قوبل برفض من روسيا، بل وتهديد من جانب المسئولين الروس بأن تلك القوات ربما تدخل في مواجهة مع القوات الروسية، وبالتالي تأتي تلك المناورات بهدف تامين المملكة السعودية من أية محاولات قد تمس أراضيها وسيادتها
وتدرك المملكة السعودية أيضًا أن كونها عضوًا في التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة لا يعني أن تتدخل واشنطن للدفاع عن المملكة ومصالحها ضد التهديدات الإيرانية والروسية، بمعنى آخر فإن الرياض لا تأمن مكر الأمريكان الذين يتصرفون بطريقة براجماتية من منطلق المصلحة، ودليل ذلك التدخل الإيراني والروسي في سوريا الذي لم يكن له أن يتم إلا بضوء أخضر من واشنطن؛ لتتحول سوريا لساحة صراع إقليمي بين روسيا وإيران من جهة والسعودية وتركيا من جهة أخرى، خاصة بعد رفض واشنطن دعم قوات المعارضة بالسلاح النوعي لحسم المعارك ضد النظام بحسب الرؤيا السعودية .
إن مواقف واشنطن المتناقضة التي تلعب على جميع الأحبال، وتتعاون مع جميع القوى المختلفة التوجهات والأيديولوجيات جعلها وسيط غير نزيه، لا يلبي طموح دول المنطقة المتحالفة معها وجعلها وحيدة في ساحة الصراع حيث باتت تخشى هذه الدول على مستقبلها ومصيرها، خاصة بعد التراجع الأمريكي في كثير من الملفات، كما في العراق وسوريا وليبيا ،
ان الميزان العسكري في سوريا قلب جميع التوازنات العسكريه واخل بهذه التوازنات الامر الذي اعتبرته الدول المتامره على سوريا خطرا يتهدد وجودها ومصالحها في المنطقه وهذا ما يؤكد أن مناورات رعد الشمال في ظل غياب موقف استراتيجي عربي يفقد المناورات لأهميتها في تحقيق أهدافها لتحقيق نظرية الأمن القومي العربي بفعل غياب الموقف العربي في الاهتمام بالقضايا العربية ذات الاولويه وفي مقدمتها تحرير فلسطين والقدس وحماية المصالح القومية العربية

المحامي علي ابوحبله