ثـــورة المعلمــين...ثــورة كــرامــة

بقلم: غادة طقاطقة

للمعلم حقوق لا يعرفها الا من يعرف العلم ،وهو الذي يدلنا على هذا النور ،أيضا يرشدنا ويقرب لنا المعاني الجميلة التي لا نعرفها أو يصعب علينا معرفتها ،والمعلم هو الذي يهذب النفوس ، يرشدنا الى الصواب فيما نفعله ،والسعادة تملأ قلبه اذا وجد طالباً متقدماً ناجحاً، والفخر يملؤه حين يجد طلابه في درجات متقدمة .

والمتتبع لأزمة إضراب المعلمين في الضفة الغربية تعكس حالة من الصرخة والغضب تجاه الحكومة الفلسطينية ،هذا ما تبين من خلال المشهد على الساحة الفلسطينية باعتبار الحكومة مسؤولة عن تفاقم معاناة المعلمين الكادحين .

ففي عام (2013) خاض المعلمون اضراباً شاملاً مطلبياً يتضمن زيادة الراتب في ظل غلاء المعيشة الصعبة ، اضافة الى تحقيق بعض المطالب المتعلقة بالدرجات المتعارف عليها قانونياً، إلا أن ذلك الاتفاق في اغلب البنود ظل حبراً على ورق ولم يتم تطبيقه لان هناك مستحقات مالية الاجدر من الحكومة أن تنفذها قبل سنتين الا ان ذلك حال دون وصول الحكومة من تطبيقه وهذا يدلل على الاستهتار بكرامة وهيبة المعلمين .

فيما اتهم المعلمون....(الحكومة) واتحاد المعلمين بالالتفاف على مطالبهم وتجاهلها والمماطلة بتنفيذ اتفاقيات سابقة في الوقت الذي باشرت فيه الحكومة إبرام اتفاقيات مع نقابات واتحادات أخرى تضمنت زيادة كبيرة في الرواتب إذا ما قورنت بما تم الاتفاق عليه سابقًا مع اتحاد المعلمين نقابات واتحادات أخرى، علاوة على عدم التزامها بما تم التوافق عليه مسبقًا.

والملاحظ.... ان الاتحاد فاقد للشرعية في ظل تغافلها عن ألام المعلمين ومعاناتهم وصمتهم على ممارسات الحكومة ،ومماطلتها حول تنفيذ مطالبهم الشرعية ،والعمل على إعادة صياغة اتفاق جديد يضمن كرامة المعلم أسوة بغيره من الموظفين والعمل على تأسيس جسم نقابي مستقل بعيدًا عن التجاذبات والحزبية, همّه الأول الدفاع عن المعلمين،في محاولة غير مسبوقة إجهاض ( ثورة المعلمين ) ثورة الكرامة والذي نهجته الحكومات المتعاقبة، واللجوء الى استخدام مصطلح (الإضراب السياسي) للحد من التعاطف الشعبي مع فئة المعلمين الكادحين وفق التعبير. والسؤال الذي يطرح نفسه كيف يكون الاضراب مسيساً والمطالب نقابية معيسية بحتا؟؟، هذا إن دل فانما يدل على قمعية الحكومة لأي حراك ديمقراطي مطلبي وشرعي .

أما السياسة المتبعة الحالية للاسف الشديد ويعصر القلب ألماً من تهديد ووعيد وقمع واعتقال معلمو الاجيال.. ينم عن مدى الاستهتار واستغفال عقل المعلم المجاهد الذي يستحق منا كل الاجلال والتقدير حقيقة .

والعيب والاكثر خجلاً اتباع أجهزة الأمن سياسة قمع أي حراك شعبي مهما كانت دوافعه، وتلجأ الى الادعاء بأن كل حراك نشاط احتجاجي هو مسيّس ،بهدف حرف بوصلته الحقيقية ومطالبه الشرعية الى اجندات تتهم السلطة بعض الجهات بتنفيذها .

والسؤال : هل ستتجاوب الحكومة لمطالب المعلمين الكادحين أم أنها ستستمر في قمعها لهم ومحاولة إفشال الاضراب المشروع؟؟ وهل سيؤدي ذلك الى امتداد هذه الاعتصامات والاضرابات الى قطاعات مهنية ونقابية في ظل تعنت الحكومة الاجهزة الامنية في تعاملها مع هذه الحراكات ؟.

بقلم/ غادة طقاطقة