فل يفنى الكون وتبقى مصر اولا وثانيا وثالثا ومن اول السطر واخره، ما لفت انتباهي كلمة الرئيس السيسي والتي لها من العمق الاستراتيجي والتكتيكي وامام مخاطر جدية تتعرض لها الدولة المصرية سواء في السابق، او الحاضر او المستقبل، الرئيس السيسي كان حادا في لهجته ولان الخطر عظيم ويجب ان يقابله الفهم والعمل المشترك لكل القوى المصرية والعربية نحو الحفاظ على الدولة المصرية ووحدة اراضيها وشعبها .
مصر اولا استراتيجيا فمصر القوية الواحدة الموحدة وذات السيادة والقادرة على مواجهة المتغيرات الاقليمية والدولية هي تلك المفاهيم التي قد تصنع فضاء عربي قوي ، ان الوضع والظرف الاقليمي الذي يحيط بمصر وما يحمل من رمال متحركة خطرة قد تصنع ظاهرة التسحر لتلك الدول قد يهدد العمق في المفهوم القومي لدور مصر الرائد في الايقونة العربية التي تتعرض اليوم لجغرافيات سياسية هزيلة فاشلة .
من البعض لن يعجبه كلامي وتثور ثائرته بمنطق وخلفية حزبية انا شخصيا لا اؤومن بها في واقعنا العربي او في الدول النامية التي هي فعلا محل عبث خارجي بل اؤمن بالدولة الوطنية على غرار التجربة الصينية والتركيز على عجلة الانتاج والبحث العلمي وبناء المؤسسات الوطنية القوية ، ان منظمات المجتمع المدني بعد ما يسمى ثورات الربيع العربي بل هي ثورات برنارد ليفي وساركوزي واللوبي الصهيوني للتعديل على اتفاقية سايكس بيكو بجغرافيات سياسية جديدة قد اثبتت انها قد ساهمت في احداث الانهيارات للدولة الوطنية واستهداف عمقها التاريخي والحضاري ، ولذلك بناء المؤسسة الوطنية التي هي تحت الرقابة والحساب والثواب هي الطريق الوحيد للحفاظ على سيادة الدولة والسلم الاجتماعي .
ان ما رفعه عبد الناصر من شعار لثورة يوليو "" حرية واشتراكية ، ووحدة " لم يكن شعارا عابرا بل اسس الدولة على اسس ذات عمق ذاتي واقليمي ودولي " كما كان للقذافي من شعار عندما قال""" لا حرية لشعب يأكل من وراء حدوده""
لماذا مصر اولا ... وفي كل الاحوال والمواقف ، بالشكل الاسترتيجي فان مصر تحفظ بقوتها عناوين وتفاصيل وخارطة الوطن العربي امام تيارات اقليمية ودولية تحمل مشاريع مشبوهة تستهدف العمق العربي وارتكازاته الحضارية والانسانية ، ولان مصر كانت مستهدفة بما اثير من حولها من تخريب وعصابات كانت تسعى لبتر الاطراف للوصول الى القلب بدون دفاعات حقيقية .
قد يختلف الواقع عن ماكان في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي، وما تستغله الدول في مجلس الامن تحت البند السابع لهيمنة امريكية ، في السابق كان التوازن الدولي بين الاتحاد السوفيتي وامريكا والغرب يقف عائقا امام سياسة الغرب المطلقة في وقتنا هذا والتي ادت لانهيار الدول في سوريا واليمن وليبيا وتونس " وتحت مبرر حكم الطغاة والمستبدين في حين ان اواقع الان يتجاوز هذه المصطلحات التي يدعيها ما يسمى حماة الديموقراطيىة من عصابات وقتل وعشائر وقبائل ممولة لنفس اسس الدولة الوطنية .
مقالي هذا قد يزعج اهلنا في غزة وانا واحدا منهم غزة المحاصرة ، نعم غزة تعذب في حصارها ، والجانب الانساني والقومي يستدعي فك حصارها ولكن ما تتعرض له مصر وما زالت تحت نظرية التامر لتفتيتها وتهديد وحدة اراضيها يجعل النظرية ماثلة امام اعين الجميع بان النضال ليس بالوقوف فقط امام الاحتلال الاسرائيلي الذي يهيمن على كل شيء في حياة الفلسطينيين بل ايضا من معاناة غزة يجب الوقوف مع مصر لحماية امنها القومي ووحدة اراضيها والسلم الاجتماعي لشعبها ... استراتيجيا يجب ان يكون هذا هدف كل عربي امام تلك المنعطفات الخطرة التي تهدد مصر والتي صاغها الرئيس السيسي في جمل قليلة """"""أنا لا بلف ولا بدور وعارف مصلحة البلد كويبس". مضيفًا: "إحنا هنقطع مصر ولا إيه.. أنا مش هسمح بكده، "قسم بالله الللي هيقرب لها لأشيله من فوق وش الأرض".
سميح خلف