عندما يتحول التنظيم أي تنظيم في الساحة الفلسطينية من تنظيم قائد إلى تنظيم القائد يكون بذلك قد انقلب على مبادئه وأهدافه وأسلوبه ليصبح التنظيم رهينة بيد القائد مهما كانت نتائج مؤتمراته العامة تبشر بالخير، وهذا ما جعل كل الفصائل الفلسطينية تمارس تكتيكها وعملها اليومي بما يتناقض مع استراتيجياتها الذي أدى إلى نكوص الثورة الفلسطينية وتراجعها عن أسلوبها في مقاومة العدو الصهيوني وتحولها في العديد من المراحل إلى مواقع الدفاع عن وجودها والذي نتج عنه انشقاقات في العديد من فصائلها وانقساما في البنية الفلسطينية ذاتها، ليس تصحيحا لأخطاء وممارسات وإنما تحقيقا لمصالح شخصية ومكاسب فصائلية حيث أثبتت العقود الماضية خطأ تلك الممار سات، وبالنتيجة لم نحصد سوى شرعنة الاحتلال الصهيوني لكل فلسطين، بينما الفصائل الفلسطينية تتبادل الاتهامات فيمن أوصلنا إلى هذا الوضع المأساوي، بالتأكيد أنها سياسة تنظيم القائد العامل المشترك لكل الفصائل، هذه السياسة التي تجعل كل مكونات التنظيم أدوات وعبيدا في بلاط القائد ،وهذا ينسحب على كل مواقع التنظيم، وللخلاص من حالة تنظيم القائد والعودة إلى التنظيم القائد يحتاج إلى جهد كبير في إطار عمل بنيوي تنظيمي بعيدا عن دكتاتورية الفرد أيا كانت مرتبته التنظيمية. ، عموده الفقري روح الجماعة والعمل الجمعي ، متمسكا بمنطلقات وأهداف التنظيم التي تؤكد على عدم شرعية الكيان الصهيوني على أرض فلسطين، موحدا خطابه السياسي والإعلامي والثقافي الذي يؤكد تمسكه بالرواية الفلسطينية التاريخية في مواجهة الرواية الصهيونية المزيفة، فهل هرمنا لتحقيق ذلك ولدينا من عزم الشباب الفلسطيني اليوم ما يعتبر خميرة جديدة لانطلاقة مرحلة جديدة من مراحل النضال الفلسطيني ، أم أننا أصبحنا رهينة اصطفافات وأجندات أقليمية لا يهمها سوى مصلحتها الذاتية مهما رفعت من شعارات ثورية؟
حمص في 2016/2/29. صلاح صبحية