قال خبراء اقتصاديون ان من أهم المشكلات التي يواجهها العالم العربي وفلسطين تحديداً هي مشكلة هجرة الشباب الى الخارج، فتدني النمو الاقتصادي يُعد من أهم الاسباب التي تدفع الشباب للتفكير بالهجرة أو التفكير بانشاء مشروعات صغيرة ولكن البيئة المحيطة لا تشجع على اقامة المشروعات ، لذا اصبحت ظاهرة الهجرة لشبابنا هي الحل الوحيد لمشكلاتهم.
فهجرة الشباب تزداد عند تراجع النمو الاقتصادي، وشيوع الوساطة والمحسوبية، لان فرص العمل أصبحت تقسم بناء على المحسوبية وليس على الكفاءة، وغياب العدالة دفع الشباب للبحث عن فرصة للهروب من الواقع المرير آملا بواقع أفضل يحلمون به في مخيلتهم .
ويمكننا القول بأن الهجرة الحالية للشريحة الشابة في (فلسطين المحتلة) بدأت في السنوات الاخيرة ، وبالتحديد بعد الهجرة الواسعة من الريف الى المدينة ،حيث اصطدم الشباب في حياتهم المدينية الجديدة بالبطالة وزيادة مصاريف المدينة وأعباء المعيشة ، لتتحول سريعاً الى تيار هجرة خارجية ،فتوجه الشباب نحو أوروبا الغربية بشكل خاص ثم الولايات المتحدة الامريكية ،حيث الاقتصاد الحر مزدهر ولا قيود على الحريات الفردية .
وعندما اكتظت أحياء مدن أمريكا الاتينية بالمهاجرين العرب الشباب كالبرازيل والارجنتين والمكسيك ...الخ ،إما هرباً من الاضطهاد وحرمان أو طلباً لحياة أفضل في هذا البلد . ويمكن أن نصنف في البرازيل وحدها اليوم أكثر من عشر ملايين مهاجر عربي ،الا ان تيار الهجرة بدأ يتقلص بشكل ملفت اليوم ،خاصة بعد القيود التي فرضها الغرب واصدار الاوروبيين لما يسمى بالورقة الخضراء التي ترسم السياسة الاوروبية العامة فيما يتعلق بالهجرة من الدول النامية والتي تنص على عقلانية الهجرة ،أي الاعتماد على الهجرة الشرعية لتلبي وحدها متطلبات التنمية الاوروبية وسد حاجات سوق العمل الاوروبي ، على أن يكون المهاجرون المعتمدون من أصحاب الأدمغة والكفاءات العالية .
وبما أن الشباب يحلمون بمستوى معيشي لائق وبالثروة والمال والخلاص من الضغط الداخلي المرير ، فمن واجب الحكومة الفلسطينية توفير العمل لهذه العقول وأصحاب الكفاءات مهما كلف الثمن بدلاً من تركهم يهاجرون مرغمين،على الاقل الاقتداء بالغرب ، والعمل على انتفاء مسببات الهجرة ، وترسيخ دعائم متين منفتح من خلال الاستفادة من طاقاتهم الشبابية ، وفتح مجالات العمل أمام الشباب واحتضانهم بكل أريحية وحرية والعمل على تشغيلهم والاستخدام الأمثل لهم ، أي بما معناه الانفتاح على الحريات الاقتصادية ،والسياسية والاجتماعية ....الخ ، حتى يمكن تفجير طاقات الشباب الابداعية ، والاستفادة منهم في بناء وطن حر والتي هي بأمس الحاجة إليهم بزنودهم وبأيديهم .
بقلم
غادة طقاطقة