ثمة ما يؤرق اي منهجية علمية او نضالية هم هؤلاء الفوضاويون والغوغاء الذين يتسللوا الى الاطر النضالية لابسين ثوب التصحيح او الاصلاح مع تكيف مع الحالة من الادعاء بالوفاء والاخلاص للفكرة ، في حين ان الفكرة بحد ذاتها مستهدفة ، وخاصة اذا نظرنا للتجارب الاخرى سواء في التجربة البلشفية للحزب الشيوعي او التجربة الناصرية والاتحاد الاشتراكي العربي او الثورة الفرنسية وما حملت في بدايتها اهداف سامية ، او حركة البرجوازية التي تسللت للحزب الشيوعي الصيني ... اجمالا الفكرة الاصلاحية الفلسطينية بتعقيداتها وما هو مطلوب منها ..؟؟ واهدافها ، واخلاقياتها ، قد تجعلها العدو الاول لعدة اعداء سواء من معسكر الاحتلال او مع من تتحالف مرحلياتهم ومصالحهم مع الاحتلال القائم ، او قوى طامعة في الاحلال ولبس ثوب الفكرة لاحباطها او السيطرة عليها .
فكرة الاصلاح الديموقراطي مطلب دائم في فتح ومنذ سنواتها الاولى لانطلاقتها ، مر فكر الاصلاح بسنوات عجاف امام مناخات ذاتية تدعمها ايقونات اقليمية احبطت فكرة الاصلاح في كل محطاتها ، الا ان الفكرة بقيت حية من جيل الى اخر وبتواتر المناخات الفاسدة واستفحالها مع استمرارية التجربة لحركة النضال الوطني الفلسطيني ، وواجهت مصائد وتحديد خيارات لافشالها ، ومن ثم ظهور الفساد السياسي والامني والسلوكي على واجهة مؤسسات حركة التحرر ، واذا كان التنظيم هو النواة الهامة والاولى للاستهداف مما يتيح لللاعبين في معسكر الفساد مناخات اوسع لممارسة منهجياتهم وتخريبهم في الاطر بدعوى الشرعية تارة وبدعوى الاخلاص للفكرة تارة اخرى ، بل المستهدف الفكرة ورأس الفكرة لتتجرم الظاهرة لعدة مربعات من المصالح المنفصلة يرعاها عدة اشخاص يعتمد وجودهم وريادتهم لتلك المربعات على مجموعة من الزعران والفوضاويون والغوغاء ، بل دائما يكون عدوهم الاول النظام والادبيات وان تلحفوا بالمانشيت العريض للفكرة ... والاشارة هنا لظاهرة استزلام فوضاوية تعطل الخطط والبرامج التي تسعى لوجود احكام وانضباطيات ومهام واضحة سعيا لنجاح الفكرة والهدف من رفع شعار الاصلاح.
في عام 69 رفعت حركة فتح شعار "" البندقية الغير مسيسة قاطعة طريق"" ومع الانحراف عن البرامج النضالية الاستراتيجية تم حجب "" السياسة تنبع من فوهة البندقية " وهو هذا الشعار التي تحتاجة عملية النضال الوطني الان لتحقيق نوع من التوازن الذي يمكن ان يغطي مفاوضات يذعن فيها الاحتلال للمطالب الوطنية المختزلة باقامة دولة على الضفة وغزة وايقاف وتجميد الاستيطان .......
هذا المقال ليس الهدف منه الان التشريح السياسي وما يجب ان يكون سياسيا وامنيا مع ظاهرة انجراف وعقم في معالجة المرحلة ووضع اليات من التيار الرسمي الحاكم في منظمة التحرير وفتح ، بالقدر اننا نركز على الفكر الديموقراطي الاصلاحي في فتح كنواة للاصلاح والمعالجات والتغيير لعقم اصاب حركة فتح والحركة الوطنية ، وقد تكون االاحكام الصادرة عن رؤية الاخرين للتيار والفكر الاصلاحي هو ما يضيفه من منطق ترتيبي وتنظيمي غير فوضوي عن تجربة دب فيها الفساد والفوضاويون والانفلاشيوم والسلوكيات التي افقدت الحركة حاضنتها وقواها المغذية .
ان الفهم الحقيقي للموقع هو في اطار المهمة وقيادة المهمة في ايقونة شاملة وديمومة تحقق اهداف المهمة والفكرة وقد يكون من الخطر على الفكرة وقيادة الفكرة والمؤمنيين بالفكرة هو عبث اصحاب المصالح والذين اتو للفكرة لحالة اختراق بمظهر سلوكي مشوش ومعطل للفكرة وادائها فتدب مظاهر الجغرافيا والفئوية والشللية التي تاخذ ممارسات العصابة وبغطاء من ادعاء ايمانهم بالفكرة .... ان الدقة والبرنامج والرقابة وارساء اسس النظام الذي يوثق مستوى المهمة والممارسة هو السلاح الفعال لوضع معالجات للفوضاويون وذوي المصالح والزعران ومخاتيرهم من قادة تنفيذيين على الارض .... ومهما كان الوضع مؤرق الا ان الفكرة بامتدادها التاريخي وسمو مطالبها اكبر بكثير من دؤائر ضيقة تعبث في سمعتها وتحول دون تحقيق اهدافها وان اصيب الاهداف والاليات بالعراقيل ولكن مع القوة والقدرة النضالية سواء داخل اطار الفكرة وايقوناتها او على الصعيد الموضوعي للفكرة قد يحاصر ذوي الاهداف الخاصة فلا يجوز ان تكرر نفس الاخطاء بمناسيبها وان اختلفت في القيمة والحجم .... ومن هنا تاتي اهمية المعالجات في وقت مبكر .
سميح خلف