تشهد الساحة الفلسطينية اجتماعات متتالية ...اللجنة المركزية لحركة فتح ...واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ....وما يجري اليوم من اجتماع المجلس الثوري لحركة فتح ...في ظل حراك فتحاوي داخل المؤسسات الحركية القيادية ...والذي يدلل على مسئولية وطنية وتاريخية ...وقيادية تفرض اجندتها على واقع العمل الفتحاوي ....بكافة مؤسساته القيادية ....لما تشهده الساحة السياسية من تحديات ومتغيرات اقليمية ...ودولية ...تفرض على حركة فتح بحكم مكانتها وموقعها القيادي ...ومجمل مسئولياتها ...أن تحدث تحركا ... وفعلا ملموسا ...وأن تتخذ من الاجراءات والقرارات ...ما يخدم القضية الوطنية ...ويحقق وحدة المجتمع والنظام السياسي الفلسطيني ...وبما يعزز من مقومات الصمود والتحدي ...وما يوفر من عوامل القوة والمواجهة لهذا الاحتلال المجرم ...الذي لا زال على اجرامه وممارساته الارهابية من خلال قتل ابنائنا ...وتدمير منازلنا ....واجتياح مخيماتنا ومدننا ....عدو مجرم وارهابي..... لا زال يدير ظهره ....لكافة الجهود الدولية الساعية لأجل احراز تقدم على الصعيد السياسي ...في اطار مفهوم حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة .
حركة فتح الملتزمة والأمينة على القضايا الوطنية تجد نفسها ...وتجدد دورها ...وتعزز من مكانتها وقيادتها ....بكل ما هو مطروح على طاولة المجلس الثوري ...كما اللجنة المركزية ...والذي يحتاج الي دراسة معمقة ومستفيضة ...والي بحث دقيق ....والي قرارات صائبة ....وشاملة وهادفة ....تعبر عن حركة فتح باعتبارها العمود الفقري للحركة الوطنية ...وصمام الامان ...وبما تمثله من معيار حقيقي ....لمقومات القوة الداخلية .....ومدي قدرتنا كنظام سياسي فلسطيني على التحرك والفعل ...وصناعة القرار الفلسطيني المستقل ....القادر على الاستجابة لمتطلبات الواقع ...ومجريات الاحداث ...وما يجري على الساحة الاسرائيلية والاقليمية والدولية من متغيرات وتحالفات .
حركة فتح..... كان ولا زال قدرها..... أن يعمد طريقها بدماء الالاف من شهدائها.... وعلى رأسهم القائد الخالد الشهيد ياسر عرفات ....وكافة قيادات الحركة الذين استشهدوا ....ليرسموا جميعا معالم الطريق ...وليؤكدوا على خارطة السياسة والثوابت ...والنضال الوطني ...باعتبار أن فتح ستبقي صمام الامان الوطني ....ومعيار الثبات والقوة .....والفعل الملموس ....بعيدا عن التنظير وسياسة المزايدات
حركة فتح ليست فصيلا ....كما الفصائل والحركات السياسية ....وليست حزبا عابرا ....لكنها تعبيرا عن شعب بأكمله .....كما أنها تأكيد لقضية وحرية شعب ....فلا مشكلة في أن يحدث بداخلها اجتهادات وأفكار ....وحتي تباينات بوجهات النظر..... والتي يمكن تجاوزها والقفز عنها ...من خلال الحوار الفتحاوي الداخلي .....ومن خلال الاولويات الوطنية الفتحاوية التي تحددها المراكز القيادية لهذه الحركة .....كما الاولويات الوطنية المحددة لشعبنا ونضاله التحرري .
حركة فتح التي نقصدها ...ونتحدث عنها ....ونحملها بكل ما تحتمل ....بل ونحملها بأكثر مما تحتمل .....لقدراتها الخاصة ....على التحمل والنهوض ...والقيام بالواجبات والمسئوليات لأنها حركة الشعب الفلسطيني ...حركة الثورة والقيادة والقرار الوطني المستقل .
حركة فتح التي شاء القدر أن تكون مفجرة الثورة المعاصرة .....كما قدر لها أن تكون قيادة لكافة المرجعيات العليا للشعب الفلسطيني ....سواء المجلس الوطني أو المجلس المركزي او اللجنة التنفيذية وحتي السلطة الوطنية الفلسطينية .
شاء القدر لحركة فتح أن تكون مفجرة الثورة ...وصانعة مسيرة الكفاح الوطني ....وقائدة خيار الكفاح المسلح ...كما قائدة خيار مشروع السلام ....وبناء أول سلطة وطنية فلسطينية ...على طريق بناء دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية .
هذه الخارطة النضالية السياسية والكفاحية التي ترسم معالمها ...وتاريخها.... بهذه الحركة العملاقة ....وسر قوتها ووجودها ومكانتها ....وقدرتها على استيعاب التناقضات بداخلها ...ومعالجة التباينات بداخلها .....يعطي دلالات ومؤشرات ...ومعاني عظيمة ....حول كافة المطالب التي يجب ان تقوم بها هذه الحركة ...وما يجب أن تقدمه مؤسساتها الحركية ومن بينها المجلس الثوري ....من قرارات وفعل ملموس ...يتناسب والمرحلة السياسية وتحدياتها ....كما ويتلاءم مع ما وصلت اليه قضيتنا من تقدم ملموس على صعيد السياسة الدولية ....وما يجري من اعترافات وقرارات دولية تؤكد على حقوقنا الوطنية .....وعلى حقنا بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس .....كما وتؤكد القرارات الدولية على ادانتها ومعارضتها للاحتلال والاستيطان ...ولكافة الممارسات الارهابية الاسرائيلية ضد شعبنا الاعزل ...وحقنا الكامل بمقاومته وكنسه عن ارضنا .
اجتماعات متتابعة للجنة المركزية ..وللمجلس الثوري بدورته الجديدة وما سبقهم من اجتماعات اللجنة التنفيذية في ظل التحضيرات المتواصلة لعقد المجلس الوطني .....انما يدلل على أن هناك ...ما هو قادم ومستجد على الساحة الفلسطينية...وعلى كافة الصعد والمستويات وأن هذا الحراك الفتحاوي ليس محاولة لمليء الفراغ أو الايهام والإيعاز ....أن هناك حركة تجري دون عائد أو هدف ....بل هناك فعل وقرارات ملموسة ....سيجري اتخاذها ...وليس بالضرورة تسليط الضوء عليها وتضخيمها اعلاميا ...لكنها خطوات فتحاوية لضرورات وطنية على طريق خارطة مستقبل الوطن الفلسطيني .....كما خارطة فتح المستقبل ....خارطة الوحدة الوطنية ...وانهاء الانقسام ....وتعزيز العلاقات الداخلية والشراكة الوطنية ...في اطار المؤسسات والمرجعيات الشرعية للشعب الفلسطيني ...والمتمثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد ...ومن خلال السلطة الوطنية الفلسطينية ...ودورها الانتقالي لمرحلة دولة فلسطين بعاصمتها القدس الشرقية .
مكانة وموقع وقيادة حركة فتح ....تفرض عليها الكثير من التحديات ....وتعرضها للكثير من الانتقادات... ممن يعشقون الانتقاد ...وممن لا يعرفون النوم .....الا اذا ما شككوا ....وقللوا من أهمية كل قرار أو خطوة ....ولهم كامل الحق ....بان ينتقدوا كما يحبون ...ولكن الاجدر بهم وبغيرهم أن يكون النقد شامل ...وأن تكون الرؤية شمولية ..وأن لا يجري الحديث والنقد باتجاهات محددة ....ولشخص الرئيس محمود عباس ....وكأن الوطن بكل مؤسساته وفصائله وأحزابه وحركاته.... لا علاقة له بالمسئولية ....ولا يحاسب على قصور.... ومن يحاسب رأس الهرم ....ومن ينتقد رأس الهرم ...ومن توجه له أصابع الاتهام رأس الهرم .....وهذا ليس منصفا وعادلا ....كما أنه ليس نقدا بناءا ...يمكن البناء عليه.... لتصحيح وتصويب أوضاعنا ....ولكنني أري وغيري كثيرين ....أن الاجتهاد والتباين.... يجب أن يبني على الانصاف والتقرب الي العدل ...والمساواة ....والقول بصريح العبارة ....أن الجميع يتحمل مسئولية ما ألت اليه الاوضاع ....وليس من العدل ....أن نحمل المسئولية لشخص الرئيس ...وكأن باقي ما تبقي من أحزاب وقوي ومؤسسات.... لا علاقة لها بالعمل والمسئولية ...وكل دورها ينحصر بالنقد والتصريح .
ان ابقاء حالة الانتقاد ....وتوجيه السهام ....دون تحديد رؤية شمولية وطنية.... ودون أن يتحمل الجميع المسئولية .....استمرارا واضحا .... لإضاعة المزيد من الوقت ....وتحميلنا للمزيد من الاعباء والمتاعب .....وتهرب واضح من المسئولية.... التي يجب ان يتحملها الجميع .
الكاتب : وفيق زنداح