نعم من حق قادة الكيان الصهيوني أن يستنكروا التصريحات التي أطلقها السفير الإيراني محمد فتحعلي في بيروت . والتي أعلن فيها أن القيادة الإيرانية قررت ومن موقع وقوفها الحازم والحاسم إلى جانب الشعب الفلسطيني في انتفاضته ضد العدو الصهيوني . هذا الإسناد جاء من خلال تبني شهدائها الذين يسقطون في المواجهات مع الاحتلال والمستوطنين ، ودفع مبلغ 7 آلاف دولار لكل أسرة شهيد . ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل أن القرار استكمل بدفع 30 ألف دولار لكل عائلة فلسطينية يعمد الاحتلال إلى هدم منزلها كعقاب على تنفيذ أحد أفرادها عملية فدائية .
كيف لا تغضب " إسرائيل " وهي التي بذلت الجهود الحثيثة ، بهدف الاستفراد بالقضية الفلسطينية وعناوينها الوطنية عبر فرض وقائعها الميدانية عليها ، مستغلة الأوضاع المشتعلة في العديد من دول المنطقة . وبالتالي نجاحها في مد جسور علاقاتها مع العديد من دولها ، من خلال التطبيع التجاري والتعاون العسكري والاستخباراتي ، بعد أن استبدلت تلك الدول أولويات صراعها مع الكيان " الإسرائيلي " ، إلى تحشيد قواها وتوظيف وأدواتها وإمكانياتها نحو الصراع مع إيران ، وشن حربها السياسية والإعلامية والاقتصادية ضد المقاومة الإسلامية في لبنان .
وما زاد من حنق وغضب قادة الكيان ، أن القرار الإيراني جاء في لحظة تخلي يمارسه النظام الرسمي العربي والإسلامي ومؤسسات الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي ، عن قضية الشعب الفلسطيني وانتفاضته التي دخلت شهرها السادس وعدد شهدائها وجرحاها وأسراها بلغ الآلاف من شبابها . وبالتالي أيقن قادة الكيان أن القرار جاء ليُعطي الانتفاضة دفعة قوية باتجاه تصعيدها وشموليتها .
وما أزعج الكيان وقادته ذلك المشهد الذي جمع قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية والسفير الإيراني في لبنان وهو يعلن عن قرار القيادة الإيرانية ، في مشهد اعتبرته حكومة نتنياهو تجديد لخيارات قوى المقاومة من أجل العمل على اجتثاث الكيان الصهيوني بكل الوسائل المتاحة . فلا أحد يوجه اللوم للكيان على غضبه من القرار الإيراني الذي جاء ليكشف عورات دعاة العروبة الجدد ، والذين يتناسون عن عمد أن لا معنى لعروبتهم الزائفة من دون فلسطين ودعم أهلها وحماية مقدساتها .
بقلم/ رامز مصطفى