براء نحن من البراءة

بقلم: عدنان الصباح

ما يجري في بلادنا يندى له الجبين بالمعنى الاخلاقي ولكنه في واقع الحال تحضير للكارثة بكل تجلياتها وهو تحضير واضح وجلي ومقصود ومدرك لدى المشاركين به ولا احد بريء أيا كان موقعه او موقفه فكل المؤشرات تدلل اننا نذهب وبكل السرعة الممكنة نحو تدمير كل شيء وحرق كل السفن مع ادراكنا ان البحر والاعداء بعيدين عن ادوات الموت التي نصوغها بأيدينا لأنفسنا الا اذا اضطررنا للقول علنا اننا ننفذ ارادة اعداءنا ونسعى لتحقيق مصالحهم ومخططاتهم لتغييب قضيتنا وطنا وشعبا.
ان كنا ندري فتلك مصيبة وان كنا لا ندري فالمصيبة اعظم فالاحتلال يسعى ويهدف ومصمم على ابتلاع ارضنا كل ارضنا من النهر الى البحر وهو الذي صاغ صراعاتنا مع العرب وصراعاتنا فيما بيننا وهو الذي فتت قضيتنا ليصبح لنا بدل القضية الف قضية شريطة ان تغيب قضية واحدة وهي قضية القضايا ارض وشعب فلسطين ومعكم سأعدد اشكال وانواع نضالنا اليوم كل من موقعه
- البعض يناضل ضد جدار الفصل العنصري
- البعض يناضل ضد الاستيطان
- البعض يناضل ضد الاعتقال الاداري فقط
- البعض يناضل ضد اعتقاله الشخصي فقط
- البعض يناضل من اجل حق السفر
- البعض يناضل من اجل فتح معبر رفح
- البعض ضد فتح معبر رفح
- البعض يناضل من اجل معبر بيت حانون
- البعض يناضل لإدخال الغاز الى غزة
- البعض يناضل لإدخال الاسمنت
- البعض منا مع ميناء في غزة
- البعض ضد الميناء في غزة
- البعض مع المطار في غزة
- البعض ضد المطار في غزة
- البعض مع الانتخابات
- البعض ضد الانتخابات
- البعض منشغل بالأسرى
- والبعض بالجرحى
- والبعض ببيوت العزاء
- والبعض بالرواتب
- والبعض برواتب متفرغي حماس
- والبعض ضد متفرغي حماس
- البعض مع اضراب المعلمين
- البعض ضد اضراب المعلمين
- البعض مع المفاوضات
- البعض ضد المفاوضات
- البعض مع سوريا
- البعض ضد سوريا
- مع ايران
- ضد ايران
- مع قطر
- مع الامارات
- مع الجزيرة
- مع العربية
- البعض مع روسيا
- البعض ضد روسيا
- البعض مع الرئيس
- البعض ضد الرئيس
- البعض مع فتح
- البعض مع حماس
- مع الشعبية
- مع الديمقراطية
- مع الجهاد
- مع فدا
- مع حزب الشعب
- مع حزب التحرير
- مع النضال
- مع العربية
- مع العربية
- مع حزب البعث
- مع الهوية الزرقا
- مع الهوية الخضرا
- مع المخيم
- مع المدينة
- مع القرية
- البعض مع حرية المرأة
- البعض ضد حريتها
- البعض مع حقوق الطفل
- البعض مش فاضي للأطفال
- البعض مع اضراب المعلمين
- والبعض مع المعلمين في سوريا
- البعض مع حرية التعبير
- البعض برضه معها لكن في ليبيا
- البعض مع الديمقراطية
- والبعض معها لكن في السويد
- البعض مع ابو محمود
- والبعض مع ام محمود
- وجزء مع محمود
- والبعض مع اخته محمودة
- وفي جزء مش عاجبته كل العيلة
- البعض هرب من الوطن واشتغل بينا من بره
- البعض برضه ناوي يهرب وبرضه ناوي يشتغل بينا من بره
- البعض بقبض من الهند وبهاجم باكستان
- البعض حامل جنسية امريكا وبحفر بسور القدس
- البعض حامل جنسية هونولولو وعامل عنا ابو زيد الهلالي وزعلان من ابو اسماعيل لأنه رشح نفسه لرئاسة مصر وكذب بجنسية امه.
- والبعض مش فاضي.
وتطول القائمة كثيرا ولا نهاية لها فغزة تتضامن مع الضفة والضفة تتضامن مع الجليل والجليل يتضامن مع جزر القمر وجزر القمر اكتفت بحصتها من القمر ولم تعد الارض تعنيها بشيء.
وحيدة هي فلسطين فلا احد يكترث لأمرها سوى الاحتلال فهو والحق يقال منشغل بها حتى النخاع فهو – أي الاحتلال – معني بالضفة وغزة والجليل والمثلث والنقب والساحل والقدس شرقها وغربها معني بأزقة المخيم وبيدر القرية ومضارب البدو معني بالعرقة وباقة شرقيها وغربيها وبرطعة حتى لو لم يبرطع اهلها, بمائها وهوائها, بحدودها وناسها ولا ينام الليل من اجلها فعلينا اذن ان نترك اشغالنا يوما ونشكره لأنه وحده من يكترث لوطن نقول لغة انه وطننا ولا نفعل في سبيل ذلك شيئا سوى ان ننقسم ونقتسم وهم الوطن كذبا بشعارات اكثر كذبا حتى باتت جماعتنا اهم من بلادنا وسيد الجماعة أهم من الوطن فلا عاش الوطن ان غاب فلان.

بقلم
عدنان الصباح