نظرة استقرائية تحليلية
تحدثت وسائل اعلام الاحتلال ومسؤلين في حكومته وفي احزاب متطرفة والحزب الصهيوني عن توقعات بانهيار السلطة ، بل اجتمع مجلس الامن المصغر لحكومة الاحتلال اكثر من مرة لمناقشة البدائل اذا ماتم انهيار للسلطة ، او خروج مفاجيء للسيد عباس او حالة وفاة ، فيما نفت مصادر في السلطة امكانية الانهيار وان تحدثت عن تقليص في اموال الدول المانحة وتجميد امريكا لمساعداتها للسلطة ، وامام تلك التصريحات المتشائمة من بعض مسؤلي الكيان كان لعسكر الاحتلال موقف اخر ما بين الانسحاب من طرف واحد واخر يثني على دور السلطة الامني في المحافظة على الاستقرار وبعضهم طالب باحتلال الضفة من جديد والمعني هنا منطقة ""A"""
فيما صرح صائب عريقات في رسالة موجهة للمتصارعين على خلافة عباس في الضفة الغربية بان الحاكم الفعلي للضفة هو منسق الشؤون المدنية لحكومة الاحتلال في الضفة وغزة ، وبتصريح اخر يقول عريقات ان ما تبقى من ارض الغور فلسطينيا لا يتجاوز 8% من مساحتها .
وفي حين ان لقاءات تمت بين قيادات امنية فلسطينية من المخابرات والوقائي ومسؤل الشؤون المدنية في السلطة ، تؤكد تمسك السلطة بالتنسيق الامني مقابل وضع حد للاجتياحات لمدينة رام الله او المنطقة a فيحين رفض الاحتلال تلك الاطروحة مقتصرا التزامه بوقف الاجتياحات لرام الله واريحا ،
ومن مصدر مسؤل في اللجنة التفيذية فان مطالب السلطة رفع الحذر والحجز المالي عن اموال السلطة وموافقة اسرائيل على اصدار الجوازات تحت مصطلح"" فلسطين """ بدلا من دولة فلسطين فيما رفضت اسرائيل ايضا هذا الطرح وعدم التعامل مع اي جواز سفر تحت تعريف "" فلسطين"".
اما عن اجتماع السيد عباس باللجنة المركزية واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير فقد رفع الوفد الامني موافقة اللجنة المركزية والتنفيذية على استمرارية التنسيق الامني وهو ما يخالف قرارات المجلس المركزي السلطة الاعلى في المنظمة .
ومع تلك الفوضى والتراجعات والتنبؤات الاسرائيلية بانهيار السلطة نشرت صحيفة يديعوت احرينوت مقال رأي للكاتب زئيف بارئيل تحت عنوان: Getting Ready to Occupy the West Bank All Over Again يتناول فيه بعض خيارات الموقف الاسرائيلي في حالة انهيار السلطة وهل هي مستعدة لذلك الاحتمال ، ومستشهدا بتنبؤات وزير استيعاب المهجرين زئف الكين الذي تنبأ بانهيار السلطة في حدود عام او عامين وهل اسرائيل مستعدة لذلك ..؟ والتي يمكن ان يفرض عليها واقعا ليس بالمسؤليات الامنية فقط بل في مجال التعليم والصحة والبلديات اي تقوم اسرائيل باحتلال مباشر للضفة والقيام بمسؤلياتها عبر حكام عسكريين وانشاء منظومة ضرائب ومن ثم فرض رقابة على الكتب الدراسية وادوات الاعلام ، واوضح ان الانتخابات لما بعد عباس لن تحل المشكلة ، ومن هنا يمكن احياء روابط القرى وسلطة البلديات .
في ظل تلك الخيارات الاسرائيلية المختلفة وعدم استعداد اسرائيل لوقف الاستيطان وليس ازالته وعدم الموافقة على تقسيم والقدس وما تقول عنه بعقيدتها التوراتية حول يهودا والسامرى ، فان اسرائيل ليست بصدد اتخاذ اي خطوات حول حل الدولتين بل الاقرب السيناريوهات التي تقاطعت بين اقوال قادة الاحتلال، واصبح الحلم في دولة فلسطينية في الضفة وغزة يتزحزح حول خطوات تدريجية في الاتجاه لغزة ، ومع ذلك نشهد دراماتيكا مسرحية للسيد عباس في التوجه نحو المجتمع الدولي الذي وقف مؤيدا او مكتوف الايدي امام انشاء ما يسمى اسرائيل او اعتداءاتها او عدم تنفيذ القرارات الدولية ، مازال الرئيس عباس يواصل صناعة الدراماتيكا حول مؤتمر دولي لما يسمى بالسلام او مبادرة فرنسية تضاف لعدة مبادرات ومشاريع في ارشيف الامم المتحدة ، وفي غياب عن خطوات فاعلىة على المستوى الداخلي تعد وتستعد لفرض المعادلة الوطنية المقاومة بكل جوانبها الثقافية والتنظيمية والتعبوية وبناء مؤسسات قادرة على تثبيت الخيار الوطني في الضفة ، لجنة مركزية ولجنة تنفيذية توافق بالاجماع على استمرارية التنسيق ، فعلا فلا خيار امامهم وفاقد الشيء لا يعطية ، فهل هم ممثلين لحركة ..؟؟؟!! ام تنفيذية تشكل تعبير وطني تمثيلي لشعب ..... لابد من الجديد قبل ان يأتي الطوفان ، او على وشك ان ياتي .... فلا فائدة من لا خيارات لديهم لانقاذ ما يمكن انقاذه.
بقلم/ سميح خلف