لا يخفي على أحد من أبناء الديمومة أن الوضع التنظيمي للحركة في المحافظات الجنوبية للوطن شهد حالة من الترهل والتشرذم والتيه والتوهان والتراجع والاستقطاب والتأطير الحركي,وما تلى ذلك من حظر الحركة في القطاع نتيجة الانقلاب الدموي الأسود,وكان التراجع للحراك التنظيمي ملحوظاً واضحاً وبارزاً على وجه الخصوص في كافة الملفات التنظيمية المعطلة في إقليم الشمال منذ فترة طويلة,ولكن المؤسف في هذا الأمر هو غياب ملف هام وحيوي جداً لا يقل أهمية عن باقي الملفات التنظيمية المنسية في أدراج النسيان في داخل الحركة,ألا وهو ملف الأشبال والزهرات,هذا الملف هو يعتبر عصب الحركة ومحور الارتكاز,استناداً بمواد النظام الداخلي للحركة,واستشهاد بكلمات الأخ القائد الخالد فينا أبو عمار,سيرفع شبل من أشبال من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا علم فلسطين عالياً خفاقاً فوق مآذن وكنائس القدس الشريف....
فكان من المفروض والواجب الوطني تقديم كافة الإمكانيات المادية والمعنوية لاستمرار الفكرة الوطنية الثورية الخلاقة للحفاظ على الموروث الحركي المعمد بدماء الشهداء وجهد وعرق الأبطال المجهولين,والعمل الحثيث على رعايتهم وتطوير مهاراتهم العقلية والبدنية,وتنمية قدراتهم الإبداعية وصقل مواهبهم في العديد من مجالات ومنها على سبيل المثال لا الحصر,الرياضة والثقافة التراثية والفن والإبداع والتربية الدينية بهدف استمرار التواصل بين الأجيال المتعاقبة بين أبناء الديمومة بالحركة لما فيه مصلحة للوطن والقضية الفلسطينية..........
لهذا يتساءل كل فتحاوي غيور على فتح وحريص على مكانتها وقامتها الشامخة,لماذا كل هذا الاستهتار واللامبالاة بهذا الملف الحيوي؟وتغيبه عن الحراك التنظيمي,ولمصلحة من هذا التغيب الذي ساهم في إعدام أجيال,هروب أشبالنا وزهراتنا من الحركة إلى الأحزاب الأخرى,وضياع أجيال كاملة منهم,وترك أبناء الحركة من الأشبال والزهرات في دوامة التوهان والاستقطاب الحاد من الأحزاب الأخرى,مما سجل انتكاسة جديدة للحركة ولقيادتها التي أغفلت هذا الملف لسنوات عديدة,فإن الذي استوقفيني للحديث عن هذا الملف الجبار والذي تم تفعيله بإحتفالية,أقيمت في صالة الطيب شمال قطاع غزة لتكريم أوائل الطلبة المتفوقين نحو 300 شبل وزهرة في المراحل الدراسية المختلفة تحت أشراف مفوضية الأشبال والزهرات في الهيئة القيادية وإقليم الشمال,من أبناء الحركة قبل ثلاث أيام وجاء هذا الاحتفال تزامن مع رحيل الأخ القائد رائد أبو حسين أبو العبد....
والذي أود أن أتطرق له في هذا المقام هو تداعيات الحديث الذي دار بيننا مسبقاً قبل شهر على وجه التحديد مع الأخ والصديق العزيز الدكتور مجدي سالم حول ضرورة واستنهاض العمل التنظيمي,وصولاً لمأسسة الحركة لاسيما على صعيد الشمال,وهنا بادر الأخ الدكتور مجدي بصفته القيادية والتنظيمية بالحديث عن عمل نوعي ومميز على صعيد محافظة الشمال,وتم الاتفاق على تنفيذ سلسلة من الأنشطة التنظيمية والحركية,بإشراف الهيئة القيادية العليا لصالح الأشبال والزاهرات,وقد تم التداعي فيما بيننا لاجتماع بهذا الخصوص في منزل الأخت أمال سالم"أم محمود"وبمشاركة الأخت منتها الكحلوت عضو الإقليم وبحضور الدكتور مجدي سالم وبحضوري أنا سامي فودة ...
ودار الحديث مطولاً لتفعيل هذا الملف بنفس جميع القيادات الشابة والكفاءات النوعية والتنظيمية والأكاديمية,وبنفس الإخوة والأخوات المخلصين في الحركة,ومؤخراً تم التواصل عبر الدكتور مجدي مع مفوضي عام الأشبال والزهرات الأخ الفاضل فضل عرندس"أبو محمد"بهذا الخصوص والذي لبى الدعوة بالحضور لمحافظة الشمال والتشاور بهذا الملف,وتم الاتفاق على تنفيذ بعض الفعاليات لصالح الأشبال والزهرات,والذي افتخر فيه في هذا المقام أن الأخ الدكتور مجدي سالم هو رجل أكاديمي ومهني وأستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعات الفلسطينية وأستاذ الخدمة الاجتماعية في جامعة القدس المفتوحة منذ عشر سنوات ومن مؤسسين جمعية الأسرى والمحررين حسام ومؤسس ورئيس منظمة أنصار الأسرى سابقاً,ومن الذين ساهموا في الشروع بتشكيل وزراه الأسرى والمحررين وباحث وخبير في شئون الأسرى....
ما دفعني للحديث عن هذا العمل المميز بعد غياب طويل عن انقطاع العمل التنظيمي هو ما لمسته من الحواديت التي دارت بين الأهالي الذين أكدوا أن هذه الفعالية كانت رائعة وشعر الحضور بحيوية وجماهيرية حركة فتح,لأنها رسمت على شفاه أطفالنا السعادة والفرح,وكانت الفعالية بمثابة تظاهرة تنظيمية بمشاركة أكثر من 300 طفل وذويهم,ومشاركة المناطق في المحافظة,وكانت أيضاً بمثابة برنامج دعم نفسي واجتماعي ساهم في تخفيف الضغوطات عن الأهالي والأطفال,وسجل الاحتفال حضور ومشاركة محافظ الشمال أبو هاجم وأمين سر وأعضاء إقليم الشمال والقيادي جمال عبيد ومشاركة الأخ المناضل فضل عرندس مفوضي الأشبال والزهرات في الهيئة القيادية ومجلس المفوضية الدكتور مجدي سالم والأخ الحبيب والصديق بسام الوحيدي ابن الشهيد زامل الوحيدي الذي استشهد في 15/5/1998وإخوة الشهيد البطل سامح وابن العائلة المناضلة صاحبة التاريخ الوطني المشرف والمشهود لها والأخ عبد ربه والقيادي يزيد الحويحي ....
وكل الشكر والتقدير للجنود المجهولين والمخلصين الذين ساهموا في نجاح هذه الفعالية
والله من وراء القصد
بقلم/ سامي إبراهيم فودة