أسباب حبس الرزق والبركة عن قطاع غزة

بقلم: أشرف نافذ أبو سالم

" من يعلم ماذا يدعى الفقير في الليل ؟
من يعلم كيف ينتقم الله عز وجل لمن مُنع عنه الدواء والسكن والعيش الكريم ؟؟
من يعلم ماذا يناجى مريض السرطان والكبد الوبائي ربه ؟؟
من يعلم ماذا وكيف يحتسب الشاب الخريج أو شاب لا يقدر على الزواج ؟
من يعلم دعاء الموظف المغلوب على أمره في قطاع غزة ؟
من يعلم حسرة وانكسار خاطر طفل لا يجد مصروف أو طعام ولبس جديد ؟؟
من يعلم كيف يستبدل الله الأمم والملوك ؟؟
كلامي عبارة عن تفكر واعادة تقييم لفترات مضت كانت بها البركة والرزق الكبير يعم على كل فئات الشعب .

في زمن حكومة السيد اسماعيل هنية ، أي ما قبل اتفاق الشاطئ واعلان حكومة الوفاق كانت الحياة في غزة أفضل بكثير من الوقت الحالي .. حيث كان لقطاع غزة حكومة مسئولة عن تسيير حياة الشعب وادارة المرافق الحكومية والحياة الاقتصادية والاجتماعية . . فوجود حكومة تحمل الأمانة وتصون كرامة المواطن وترعى مصالح الناس التجارية والمالية وتحافظ على حقوق موظفيها وتراقب المال العام وتضبط وتقنن أليات الصرف بكل نزاهة وشفافية .
كانت تلك الحكومة السابقة ترفع شعار الإنفاق على الشعب و على كل من يريد ويطلب حاجة ،، كانت تُلبى له ,, ويتم العمل على تحقيقها أو المساعدة في تحقيقها .. رغم قلة الامكانيات والحصار الشامل المفروض على تلك الحكومة الا أن الله عز وجل لم يضيع تلك الأعمال والمواقف وفتح كل السبل وسخر كل الامكانيات وزاد من البركة والعطاء والفضل وقد كان ذلك بأن ألهمنا الله عز وجل بأن نحفر الأنفاق على الحدود المصرية بحثاً عن الحياة الكريمة وتحقيقاً لإرادة الشعب في كسر الحصار .. حفرنا الأنفاق حتى نُدخل الطعام والدواء وأدوات العيش .. كسرنا الحصار حتى نزيد من التنمية ونبنى الوطن ومؤسساته ،كسرنا الحصار في زمن " الرئيس محمد حسنى مبارك " حيث منعه الله عز جل أن يستخدم جيشه من منع حركة الأنفاق فزادت البركة والرزق والانتعاش لكل أطياف الشعب وكانت الحكومة في تلك الوقت تأخذ الضرائب وتفرض القوانين لتدير دفة الأمور .والكل (امصهلل وعايش ).
وأيضاً دخلنا الى سيناء لنبتضع ونشترى ونبيع ونسلم على أهلها رغم وجود قوات الأمن المصري ..وهو أمر غريب بالنسبة لنا أن يقف الجيش متفرجاً وحدوده تكسر ,, ولكن الله عز وجل جعلهم يتعاطفون معنا .. لماذا؟؟لآنه كان هناك حكومة تنفق على الشعب وعلى موظفيها .
وبعد ذلك مَن الله عز وجل علينا بالتغيير الذى حدث في مصر وجاءت حكومة الرئيس محمد مرسى تلك الفترة الذهبية للحكومة والشعب في غزة حيث منحتنا حكومته الأمن والأمان والاسناد وفتحت لنا الحدود وحرية الحركة والتجارة والتبادل والسفر والاطلاع على تجارب الأخرين .. انتعشت في تلك الفترة الحياة الاقتصادية لغزة وزادت البحبوحة في الرزق .. وانطلاقنا الى جميع البلدان من ليبيا الى السودان الى قطر الى الحج والعمرة والى الدراسة ...
الرئيس مرسي تدخل بكل قوته ليمنع عنا عدوان الاحتلال الإسرائيلي 2012م على غزة وليحقق نصراً ومساندة عربية فتزداد شعبية المقاومة الفلسطينية في غزة وتعود الحياة من جديد للقضية الفلسطينية التي أبلتها مناكفات الانقسام .
كل هذا لماذا .. لأن الله عز وجل علم أن فينا الخير والانفاق فزادنا تثبيتاً حيث قال عز وجل "﴿ وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَتَثْبِيتاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴾ فنتيجة الانفاق على الشعب هي التثبيت .
في عهد حكومة الإنفاق على الشعب زادت حالات الزواج – وزادت مشاريع التنمية – وزادت الأعراس وزاد الحلال وقل الربا والسفاح في فترة الإنفاق لم يكن هناك حالات للانتحار كما الان .. في فترة الانفاق زادت الرفاهية والرحلات والسياحية الداخلية ..
في عهد الإنفاق زاد الإعمار والأبراج في غزة .. و أقبلت علينا كل الأمم لكى تقف معنا وتدافع عن مطالبنا .. الله عز وجل أدخل الرحمة التعاطف الى قلوب البشرية فجاءت قوافل كسر الحصار .. أما الأن "هتولى قافلة " لماذا كل هذا.. لاننا كنا ننفق ونعطى ولا نحرم أحد ,, ولا نشح ونبخل ونخاف عواقب الأيام ..
في تلك الفترة كان شعارنا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " (( أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالاً ))
(( قال الله عز وجل : يا ابن آدم ، أنفقْ أُنفِقْ عليك )) .
الانفاق يا كرام .. أكبر وأعظم عمل يقوم به من يتولى أمر الناس .. الانفاق هو العبادة والجهاد ،، الانفاق هو السبيل للفرج والزيادة في النعمة والفضل .. الانفاق على الشعب والموظفين لا يضيع ولا يبور ولا يزول ..
الانفاق يبنى الأوطان ويجسد الأحلام ويمد النفوس بالأمل والسكينة ، و يثبت الايمان في قلوب الناس ويقهر العدو ويرفع الداء والبأس ..
الانفاق يزيد الانتصارات ويحمى المجاهدين ،، الانفاق يرفع الحصار ويُفشل المؤامرات والمكائد ..
الانفاق يثبت الحكم والملك ويعبد الطريق الى تحرير الأرض .. الانفاق يقربنا الى الله عز وجل ويجعل رسولنا يفخر ويتباهى فينا .. الانفاق يزيد الغيث ويعطى البركة في الثمر والزرع والحيوان ..
الانفاق يمحق المرض والبلاء ..
كل هذا الخير كان ؛ لوجود حكومة كانت تنفق ,, حكومة كانت معنا في السراء والضراء ،، حكومة كانت مع الشعب في الحروب والأزمات ،، حكومة كانت تشاركنا وتعطينا .. حكومة كنا معها "عارفين رأسنا من رجلينا "..أم الأن فالحال مثل دوخينى يا ليمونة ..
الكل يعانى من الدوخة .. وربنا يوفقنا في مفاوضات الدوحة ..
فالنهاية .. كل الممالك والدول فناها ومحقها الله عز وجل واستبدلها لعدم انفاقها على الشعب .. انفقوا أنفق الله عليكم ..
عن أبو هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنَّ الله عزَّ وجلَّ يقول يومَ القيامة :
(( يا ابنَ آدمَ مَرِضْتُ فلم تَعُدْني ، قال : يارب كَيْفَ أعُودُكَ وأنتَ ربُّ العالمين ؟ قال : أمَا علمتَ أنَّ عبدي فلاناً مَرِضَ فلم تَعُدْهُ ؟ أما علمتَ أنَّكَ لو عُدْتَهُ لوجَدتني عنده ؟ يا ابنَ آدمَ اسْتَطْعَمْتُكَ فلم تُطعمني ، قال : يا رب ، كيف أطعِمُكَ وأنتَ ربُّ العالمين ؟ قال : أمَا علمتَ أنه استطعمكَ عبدي فلان فلم تُطْعِمْهُ ، أمَا علمتَ أنَّكَ لو أطعمته لوجدتَ ذلك عندي ؟ يا ابنَ آدم ، استَسقيْتُكَ فلم تَسْقني ، قال : يا رب ، وكيف أسقِيكَ وأنتَ ربُّ العالمين ؟ قال : اسْتَسقَاك عبدي فلان ، فلم تَسْقِه ، أما إنَّك لو سَقَيْتَهُ وجدتَ ذلك عندي ))

يا ساقي الحزن لا تعجب في وطني
نهر من الحزن يجري في روابينا
كم من زمان كئيب الوجه فرقنا
واليوم عدنا ونفس الجرح يدمينا
جرحي عميق خدعنا في المداوينا
لا الجرح يشفى ولا الشكوى تعزينا
كان الدواء سموما في ضمائرنا
فكيف جئنا بداء كي يداوينا
* * *
هل من طبيب يداوي جرح أمته
هل من إمام لدرب الحق يهدينا
كان الحنين إلى الماضي يؤرقنا
واليوم نبكي على الماضي ويبكينا
من يرجع العمر منكم من يبادلني
يوما بعمري ونحيي طيف ماضينا
إنا نموت فمن بالحق يبعثنا
لم يبق شيء سوى صمت يواسينا
صرنا عرايا أمام الناس يفزعنا
ليل تخفى طويلا في مآقينا
صرنا عرايا وكل الأرض قد شهدت
أنا قطعنا بأيدينا أيادينا

أشرف نافذ أبو سالم